المقالات

بين يدي ثورة 21 أيلول

بين يدي ثورة 21 أيلول

الجديد برس : رأي

عبدالفتاح حيدرة

ونحن نحتفل بالعيد الخامس لثورة 21 أيلول 2014، ومنها وعلى بعد خطوات سوف نطل على نافذة الاحتفال بالذكرى الـ57 لثورة 26 سبتمبر 1962، ومن بين أسوار الفضفضة، أردت أن أوجه رسالتي لثورة 21 أيلول العظيمة، التي يحاربها العالم كله، الصديق قبل العدو، والمفكر قبل الجاهل، والثائر الأصيل قبل الثائر المضاد، والموظف الرسمي قبل العاطل عن العمل، والوطني الصامد قبل الخائن التائب.
في اليمن سوف نجد كل دوافع الثورة موجودة وكل مقومات الثورة غير موجودة، وأن هناك شقوقاً تظهر قبل الانهيار، شقوقاً تصبح ملاذاً آمناً لسكن الثعابين والعقارب والعناكب شديدة السمية، لا يلحظها سوى قارئ التاريخ، والتاريخ أثبت أن كل قارئي التاريخ لا يمكنهم خدمة المرحلة الثورية التي يعيشونها، لأنهم أكثر الخلق عرضة للعيش التعيس بين مكائد ودسائس مطامع ومصالح شلل النشوة الثورية. ومهما حاول قارئ التاريخ حينها أن يقدم للناس الوعي ويكتب لهم وينبههم عما يسكن داخل تلك الشقوق، تمنع الشلل عنه المنابر والوسائل والأدوات لإيصال كلمته.
حتى في عصر ثورة الاتصالات والإنترنت وتعدد الأدوات والمنابر والوسائل وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي، فإن كفة تفاعل النشر والتعليق في مواقع التواصل الاجتماعي تميل لموضوع الساعة، وليس للوعي الثوري، مما يجعل الكثير يمسكون العصا من المنتصف، مواقف متأرجحة وتعليقات شاذة، لا هي مع ولا هي ضد.
أحكام مسبقة تصدر مواقف خائفة مرتجفة من الفعل ومن رد الفعل، هي مع الوعي وضد المشروع، هي مع اللجان وضد الجيش، هي مع الاستقرار ودعم بناء المؤسسات وضد السياسات الرسمية، هي مع المصالحة الوطنية وضد الرؤية الوطنية، مواقف تضع حدا وهميا فاصلا بين القيادة وآمال وطموحات المواطنين، يعتقد أصحاب هذه المواقف أنها الحكمة بدلا من التهور، وإن (نص العمى ولا العمى كله)، وأنا أقول إنه جوهر العمى، وإن مثل تلك المواقف الجاهلة هي السبب الرئيسي في الكارثة التي تعيشها الثورات اليمنية، السابقة والحالية والقادمة، ولا نامت أعين من عبث وتولى.