المقالات

هادي.. حصان أعرج

هادي.. حصان أعرج

الجديد برس : رأي

عبدالمجيد التركي

لا أدري على ماذا يراهن أنصار “الشرعية” وأتباع عبد ربه منصور هادي!!
هل يؤمنون فعلاً أنه سيعود ليحكم اليمن، وأن هذا التحالف الكائن لأجل استعادة “شرعيته” لن يذهب باطلاً حسب ظنهم؟! أم أنهم في قرارة أنفسهم يشرعنون لهادي من أجل استمرار هذه الحرب التي تضمن استمرار تدفق المليارات إلى أرصدتهم، سواء باسم دعم “الشرعية” أو ما يحلمون به مستقبلاً تحت مسمى “إعادة الإعمار”؟!
هادي لا يراه تحالف العدوان أكثر من منديل ورقي، حين تنتهي منه بالبصق فيه، أو بمسح يديك إن لامست شيئاً قذراً، أو حتى لمسح حذائك وأشياء أخرى، سترمي بهذا المنديل في أقرب سلة مهملات.. وما أرخص المناديل وأقذر استخداماتها! ستلقي به لأنك لم تعد بحاجة إليه، فما حاجتك للاحتفاظ بالأوساخ؟!
الرهان على هادي كالرهان على حصان أعمى، فما الذي يجعل تحالف العدوان يفعل هذا كله تحت مسمى “إعادة الشرعية”؟!
أي “شرعية” تتوهَّمها دول الخليج وهم نصبوه بأنفسهم كرئيس مؤقت لمدة عامين، بعد أن تم انتخابه لوحده دون أي منافس، فكان شبيهاً بقول المتنبي: “وإذا ما خلا الجبان بأرض… طلب الطعنَ وحده والنزالا”.
وكان يكفي أن يصوِّت هو وأولاده فقط لكي يفوز في تلك الانتخابات التي وضعتها دول الخليج لصعود هادي على كرسي الحكم، لتنفيذ أجندتهم وتمرير مخططاتهم التي لم يجدوا رجلاً أكثر منه غباءً وارتزاقاً واستعداداً لبيع كل شيء…
لم يكن هادي مقبولاً في الشمال. وحتى لو عاد إلى عدن فهو بالتأكيد ليس مقبولاً في الجنوب، فما الذي يجعله وزمرته يتوهَّمون أنهم ما زالوا يحكمون اليمن، ويتوسَّمون العودة إليها؟!
الأنكى من هذا أن يعتبر هادي نفسه ذكياً، وأنه “يلعبها صح”، لأنه يقوم بابتزاز السعودية ودول تحالف العدوان مئات الملايين من الدولارات! إن كان كذلك فسيكون كذلك الأحمق الذي تعطيه سكيناً لا يدري ما يفعل بها فيقتل نفسه.
ولأن الحروب تجارة، فلا أظن هادي يعتبر نفسه تاجراً بقدر ما سيكون أكبر الدائنين. فما فعلته دول العدوان في اليمن ليس هيّناً، وفاتورته باهظة جداً، فاتورة لن تستطيع سدادها كل دول الخليج. ليست مجرد فاتورة مالية أو إعادة إعمار لما تم تدميره، ولا تعويضات عن دماء الشهداء، ولا مقابل انتهاك الأرض اليمنية… إنها أكثر من كل ذلك، لأنها فاتورة كرامة وثأر لن يسقط حتى تسقط الدول الطارئة وأمراء النفط وأذيالهم.