المقالات

انها المعايير المزدوجة!

انها المعايير المزدوجة!

الجديد برس : رأي

حمزة الحسن – معارض وكاتب سعودي

هم مع الخروج على الحاكم في كل البلدان المنافسة او المعادية للرياض. التظاهرات حلال سلفيا إلاّ ان تكون في السعودية أو تضرّ بمصالحها!
لماذا طاعة أولي الأمر واجبة سلفياً في دول الخليج، وبالذات السعودية، ويجوز الخروج عليهم في أماكن أخرى، بل ويجب دعم “الخوارج”؟

السعودية كابح للتطور الديمقراطي في دول الخليج. الغي برلمان البحرين عام 1975 بضغط سعودي. وأزمة البحرين اليوم.. أزمة سعودية وتشارك فيها السعودية بامتياز. تريد الرياض “تعميم” نموذجها القمعي على الجميع، سواء في ميدان الحريات العامة، او في حرية التعبير، او في المشاركة السياسية وغيرها.

تحاول الكويت أن توازن بين ضغوط الشقيقة الكبرى، وبين ضغط الشارع لديها. ونموذج الحكم السعودي غير مرغوب فيه، وغير قابل للتطبيق. وهذا ما يدفع الرياض الى استخدام الجيوب السلفية التقليدية في أكثر من بلد لاستخدامها لصالحها. حدث ذلك في مصر (حزب النور) مثلاً، والان تريد فعلها بالجزائر.

الجيوب السلفية قد تكون نائمة سياسيا الى أن تستدعي الحاجة سعودياً فيتم إيقاظها، وتصبح فاعلاً في الساحة السياسية (وهذا حقها) وإن كان لأغراض برّانيّة.
السعودية وغيرها، يغريها الجهل السلفي بالسياسة فيمتطونها ثم ما يلبثوا أن تحترق أصابعهم: كما في العراق، وأفغانستان، والباكستان، واليمن

واضح أن الكويتيين ممتنون لدور السعودية في تحرير بلدهم، ولكنهم لا يتمنون ان تصبح مثل السعودية. ولا نظام حكمهم كحكم آل سعود.
والكويت، وكذلك دول خليجية اخرى، لا تستطيع أن تتماشى مع السياسة الخارجية السعودية، لأنها محاطة بثلاث قوى كبيرة تريد التوازن معها (ايران والعراق والسعودية).