المقالات

المرأةُ اليمنيةُ.. ما بين القيم الاسلامية و الإساءة والافتراءات الغربية… بقلم / عبدالله أحمد يحيى الجنيد

الجديد برس – مقالات

كانت المرأة قبل الإسْلَام تعاني اشد انواع الظلم والقهر والحرمان، ناهيك عن الاستعباد والإذلال فكانت تعامل وكأنها ليست من البشر وأنها عار على البشرية فقد ظلمت ظلماً لم تشهد البشرية لها مثيل ولم تمر حضارة من حضارات الماضي المظلم إلا ونالت هذه المرأة جميع اشكال العذاب والظلم

فكانت عند العرب ينظر اليها انها عار على البشرية وكان البعض يدفنها حية، وعند الإغريقيين قالوا انها شجرة مسمومة ورجس من عمل الشيطان، وعند الرومان قالوا عنها ليس لها روح وكان يصب عليها الزيت الحار وتسحب بالخيول حتى الموت، وعند الصينيين قالوا عنها مياه مؤلمة تغسل السعادة وللزوج الحق بدفن زوجته حيه، وعند الهنود قالوا عنها ليس الموت والجحيم والسم والأفاعي والنار أسوأ من المرأة بل وليس للمرأة الحق عند الهنود أن تعيش بعد ممات زوجها، وعند اليهود قالوا عنها بأنها لعنة لأنها سبب الغواية، وعند النصارى فقد اختلفوا فيها هل تعد المرأة إنساناً أم غير إنسان وإذا كانت لها روح فهل هي روح حيوانية أم روح إنسانية واذا كانت لديها روح هل هي على مستوى الرجل أم لا.

هكذا كان ينظر إلى المرأة قبل الإسْلَام ولكن ارادة الله اقتضت بأن يشمل عدله الارض بمن عليها ويأبى الله إلا ان يتم نوره ولو كره الكافرون فكانت ولادة الرسول الأعظم ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ إشراقة جديدة في حياة البشرية فقد اتم الله به نوره وأكمل نعمته وختم رسالته يقول الله تعالى:﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً ﴾. (المائدة (3)

فكانت رسالة سيدنا محمد ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ هي رسالة الإسْلَام القرآني الذي يحمل في جوهره كل معاني الحب والسلام والإنسانية والعدل والإنصاف والمساواة للبشرية جميعاً.

القرآن الذي جاء يخاطب كل انسان وليس بعضهم جاء ليخرج المرأة من الماضي المظلم وإعطائها حريتها وصانها وكرمها ورفع مكانتها وحباها واصطفاها اليه وجعلها عنصراً فعَّالاً في نهوض المجتمعات وأعطاها من الحقوق ما لم تعهده أمة من الأمم قديماً وحديثاً وساوى بينها وبين الرجل بالحقوق والواجبات بالقدر الذي يتناسب مع طبيعة كل منهما من حيث المنظور الاجتماعي والتركيب البيولوجي وساوى بينهم بالأجر والثواب والحساب والعقاب يقول الله تعالى: (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ) آل عمران (195)

وقال (وَعَدَ اللهُ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ) (التوبة:72)

جاء الإسْلَام ليكفل حقوقها الزوجية كاملة ونهى عن الإضرار بها فقال سبحانه وتعالى في محكم آياته:(وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ ۚ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا) النساء الاية (19) وقال (الطلاق مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بإحسان) البقرة(229) وقال (هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ (البقرة (187)

جاء الإسْلَام ليكفل حقها في الميراث والسكن ونصيبها من مال الزوج فقال 😞 لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهـاً) سورة النساء (19) وقال: (وَآتُوهُـــــمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُـم) النور(33)

وقال: (وَلِلنِّسَـــــاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُــونَ) النساء(7) وقال: (فَآتُوهُنَّ أُجُـورَهُنَّ فَرِيضَة) النساء (24) وقال: (أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْــثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ) الطلاق(6)

وكفاها فخراً وشرفا أن الله تعالى جعل الجنة تحت اقدامها وانزل سور قرآنية باسمها

((سورة النساء)) ((سورة مريم)) ((الكوثر))

ومن العجب العجاب اليوم ان تأتي الدول الغربية وعلى رأسها امريكا ومن يدور في فلكها لتنادي بحقوق الانسان وحرية المرأة تحت عناوين كاذبة ومبررات واهية وأساليب ملتوية وازدواجية خبيثة وتنفق في سبيل ذلك الاموال الطائلة

بينما نجد أن واقع المرأة في الدول الغربية تظهر مدى انتهاك الغرب لأدنى حقوقها.

ففي امريكا أعلن مركز الضحايا الوطني الأمريكي والذي يناصر ضحايا جرائم العنف في دراسات ليست بقديمة نسبة انتهاك حقوق المرآة: فبلغ معدل الاغتصاب في الولايات المتحدة (1.3) امرأة بالغة في الدقيقة الواحدة… بمعنى (683.000) امرأة أمريكية تغتصب في العام الواحد على مستوى الاصدقاء والاسرة

وتشير نتائج المسح الميداني للمركز أن:

(61 %) من حالات الاغتصاب تمت لفتيات دون سن الثامنة عشرة.

(29 %) من كل حالات الاغتصاب تمت ضد أطفال دون سن الحادية عشرة.

كما أعلنت وزارة الدفاع ألأمريكية البنتاغون بأن نسبة الاعتداءات الجنسية في الجيش الأمريكية ارتفعت بنسبة 50 في المائة وفقاً لإحصائيات

بالإضافة إلى كل هذه الانتهاكات فإن جريمة ضرب النساء والقتل في الولايات المتحدة تُعد في أعلى معدلاتها في العالم

هذه هي السياسات والحرية التي يتشدقون بها والتي يريدون ان يطبقوها اليوم في بلداننا العربية والإسْلَامية باسم الحريات وحقوق الانسان

إن حقوق الانسان والحريات عندما تصبح بلا قيم دينية وضوابط اخلاقية تصبح أداة تدمير للشعوب

إن أعداءنا يعرفون بأن المرأة هي من تصنع المجتمع والحياة لأنها عندما تكون مؤهلة وفاعلة تستطيع أن تنمي حضارة الأمة التي هي أساسها ولذلك هم يحاولوا تلويث ثقافتها لتمرير مُخَطّطاتهم التي تهدف إلى تلويث ثقافة أجيال بأكملها

فهم اليوم يمارسون النفاق وازدواجية المعايير فهم يتحركون لدعم الفكر الوهابي التكفيرية الذي استباح دماء الناس وإعراضهم وحرياتهم هذا الفكر الذي يتحرك ليثير العداوة والبغضاء والفتنة الطائفية والجهل والخوف والرعب في اوساط المجتمع وعلى مستوى كل مسجد ومدرسة وقرية ومعهد وعبر وسائل الاعلام المسمومة التي هي اليوم في متناول الجميع وعلى مستوى كل اسرة وفرد

هذا الفكر الارهابي التكفيري بجميع مسمياته الذي اوجدته الصهيونية العالمية الذي يتحرك اليوم بوحشية باسم الإسْلَام لتشويه صورة الإسْلَام والذي لم يسلم منه حتى النصارى فالصهيونية العالمية هي من تسيطر على البلدان الغربية وعلى راسها امريكا

فعندما ينتهون من تمكين هذه الفكر الارهابية من السيطرة على بعض من المناطق الواسعة في الدول العربية وتنفيذ بعض الجرائم الوحشية في الدول الغربية وتوثيق هذه الجرائم وبثها للعالم يتحركون بعدها لاحتلال البلدان العربية بذريعة محاربة الارهاب وباسم حقوق الانسان والحريات وحقوق المرأة التي نحن في سياق الحديث عن اهتمامهم بالمرأة وخطورة ذلك

إن اهتمام الغرب بحقوق المرأة في البلدان العربية ليس حب في المرأة ولكن حب في الوصول اليها وانتهاك كرامتها وإفساد ثقافتها لتفسد مجتمعها يقول الله تعالى عنهم: ((كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ))

هم يريدون تفكيك وتمزيق الانسجام والتكاتف الاسري باسم حقوق المرأة لماذا كل هذا الاهتمام بالمرأة العربية يريدون إطفاء نور الله في بصيرتها بآرائهم وقوانينهم وأكثرهم فاسقون يقول الله تعالى عنهم:(يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) التوبة (32)

أن الإسْلَام القراني الانساني المحمدي الاصيل لا يحتاج إلى أكاذيبكم وافتراءاتكم ودجلكم وفتنكم بكل عناوينها التي عاثت في الارض الفساد فنحن أمة ليس كمثلها أمة في التاريخ الإنساني بأسرها أمة معتزة بدينها متمسكة بكتابها وعروبتها اتباعاً لقوله تعالى: (يأيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبـيـنا) النساء (174) وقولة تعالى: (قَدْ جَاءَكُمْ مِنْ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ*يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنْ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَام (المائدة (15)

أن كنتم صادقين لكنتم في الصفوف الأولى للدفاع عن المرأة والطفولة المستباحة في اليمن من قبل العدوان السعودي الامريكي الوحشي الذي لم يشهد التاريخ له مثيل والذي مر عليه عامين ولا زال مستمر وسقط على اثرة اكثر من 30 الف شهيد مدني اغلبهم من النساء والأطفال يقول الله تعالى: (تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ ۗ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ)

رغم العدوان والحصار لكننا نجد المرأة اليمنية اليوم تمارس جميع حقوقها وَتشارك الرجل في جميع مجالات الحياة وترسم نموذج من الحكمة والثبات والصبر والشجاعة والثقة بالله وبنصرة امتثال لقوله تعالى: (أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ ۖ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ) البقرة (111)

ستبقى المرأة اليمنية نموذجاً راسخاً في بناء الوطن الحر الأبي الشامخ وموروثاً تتناقل سيرتها الاجيال جيلاً بعد جيل.

ستبقي المرأة اليمنية في كل مكان شعلة ومنارة لا تنطفئ وصوناً لتراب الوطن لتبقى راية الوطن خفاقة وشامخة بكل فخر واعتزاز.

ستبقى المرأة اليمنية صانعة الرجال تسطر أروع الأمثلة في العطاء والتضحية والوفاء وَالصمود والكفاح فهي اليوم أم الشهيد وأخت الشهيد وَزوجة الشهيد وَبنت الشهيد.

ستبقى المرأة اليمنية واعية متمسكة بالقيم والأخلاق الدينية النابعة من ثقافتها القرآنية المحمدية العربية الإسْلَامية الاصيلة ولسان حالها يقول للمعتدين (كيدوا كيدكم، واسعوا سعيكم، فو الله لن تمحو ذكرنا، ولن تميتُ وحينا، ولن يسقط عنكم عار ما فعلتم، فما رأيكم إلا فند، وأيامكم إلا عدد، وما جمعكم إلا بدد، يوم ينادي المنادي ألا لعنة الله على الظالمين).

ستبقى هامتها مرفوعة ورايتها منصوبة واثقة من نصر الله وتأييده ومدده وتمكينه لعباده الصالحين اتباعًا لقول الله تبارك وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) محمد (7).

عاشت اليمن برجالها ونسائها وشبابها وأطفالها وقيادتها وجيشها ولجانها الشعبية حرة أبية عصية على الغزاة والعملاء.

المجد للشعب الشفاء للجرحى والخلود للشهداء..