الأخبار المحلية

“الحوثي” يتحدى تحالف العدوان ويهدد باستهداف ما بعد الرياض

الجديد برس : البديل المصرية

التصعيد والتحدي، أبرز عناوين المرحلة التي دشنها زعيم أنصارالله عبدالملك الحوثي في خطابه أول أمس بمناسبة ذكرى أسبوع الشهيد السنوية، والذي بعث من خلاله رسائل في عدة اتجاهات على الصعيد العسكري والسياسي والاقتصادي والأمني، تزامنا مع تحركات حكومية في صنعاء باتجاه تغيير البمعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ.

وكشف زعيم أنصار الله عبر خطابه المتلفز عن مفاجآت تتعلق بالتصنيع العسكري اليمني المحلي خصوصا القدرات الصاروخية التي قال إنها تطورت في وقت حصار وعدوان وأزمات اقتصادية حتى وصلت من صاروخ الصرخة محلي الصنع إلى صاروخ بركان2 الباليستي بعيد المدى الذي وصل إلى الرياض، مهددا بوصول القدرات الصاروخية مستقبلا إلى ما بعد الرياض.

وأعلن الحوثي عن توصل التصنيع العسكري المحلي اليمني إلى البدء في صناعة طائرة بدون طيار يمنية الصنع، و قال: شعبنا قطع شوطا مهما في القدرات العسكرية، ساخرا من السعودية التي وصفها بأنها لا تزال تسورد الصلصة.

وفي ذات الاتجاه؛ تحدث الحوثي عن مسارات تطويرية لمنظومة الدفاع الجوي ستؤتي ثمارها قريبا، وأضاف: سيؤدي خروج المنظومة إلى الواقع وتغيير كامل وجذري في مسار المعركة، وهو ما اعتبره خبراء عسكريون بالخيار الحاسم الذي قد يوقف الحرب على اليمن إذا استطاع تحييد الطيران، الأمر الذي من شأنه أن يقلب الميدان رأسا على عقب، حيث يعتمد حلفاء العدوان في الميدان على الغطاء الجوي بشكل رئيسي أثناء مواجهاتهم مع الجيش اليمني واللجان الشعبية.

خطاب زعيم أنصارالله الذي تضمن رسائل تعبوية وموجهة للحكومة تخص الاقتصاد والأمن، حيث لفت عبدالملك الحوثي إلى أن الشعب اليمني استطاع أن يراكم القدرات القتالية في مواجهة أمهر الخبراء العسكريين لدى قوى العدوان، متحدثا عن معلومات تؤكد أن غرف عمليات تحالف العدوان يديرها أمهر خبراء الحرب من أمريكيين وإسرائيليين وغيرهم، إضافة إلى استخدام أشد الأسلحة فتكا، مشيرا إلى فشل العدوان في إحداث اختراق فاعل رغم الإمكانات التي يمتلكها أمام صمود الشعب اليمني بجيشه ولجانه، معتبرا أن الصمود الشعبي جعل المعركة بنظر العدوان صعبة ومكلفة.

وفي سياق سرده لمكاسب صمود الشعبي اليمني، سخر الحوثي من السلاح الأمريكي حيث أخرج ولاعة سجائر ساخرا من الدبابات الأمريكية الإبرامز التي يمتلكها الجيش السعودي والتي قال إن المقاتلين اليمنيين تمكنوا من إحراقها في الحدود بالولاعات، وبخصوص المسار السياسي والدبلوماسي شدد الحوثي على أن مرحلة التفاوض على الحلول التي تحفظ ماء وجه السعودية ودول العدوان انتهت، وبلهجة التحدي أكد زعيم أنصارالله على أن الحلول يجب أن تكون مبنية على أساس الاستقلال والسيادة والندية مع السعودية واحترام الجوار بدون أي إملاءات أو تدخل في شؤون اليمن.

ومثلما وجه رسائل التوبيخ للسعودية والإمارات على وقوعهما ضحية للمخططات الأمريكية والإسرائيلية متهما إياهما بتنفيذ أجندات ضد مصلحتهما ومصلحة شعوبهما وبكلفة عالية أنهكت اقتصاد البلدين، توجه أيضا باللوم إلى من أسماهم بعملاء العدوان من أبناء الجنوب الذين بحسب وصفه خسروا قضيتهم وأصبحوا رهن قرارات الاحتلال، مذكرا بالأوضاع التي وصل إليها الجنوب في عدن وابين وحضرموت، وقال: انظروا إلى عدن هل أصبحت مثل دبي وأبوظبي وجدة والرياض؟، داعيا كل من أيد العدوان بالعودة إلى أحضان الوطن، في إشارة تحمل دلالات عدة أبرزها استمرار مفاعيل العفو العام، إضافة إلى كونها تعبر عن ثقته في فشل العدوان واقتراب النصر.

سلطات صنعاء تطالب تغيير ولد الشيخ 

وفي اتجاه التصعيد الدبلوماسي الذي يوحي بامتلاك اليمنيين أوراق قوة ميدانية وسياسية، طلب المجلس السياسي الأعلى بصنعاء بشكل رسمي إنهاء مهمة المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ، حيث أن الرسالة التي بعثها صالح الصماد رئيس المجلس السياسي الأعلى إلى الأمين العام للأمم المتحدة، الجمعة الماضية حملت اتهامات للمبعوث بعدم الحياد والكفاءة التي تؤهله للاستمرار في مهمته، وقال الصماد في رسالته إلى أنطونيو غوتيريس إن صنعاء تقدر جهود ولد الشيخ إلا أن إدارته للمفاوضات اتسمت بميله وتعاطفه مع العدوان على اليمن بقيادة السعودية، والرضوخ المستمر للضغوط السعودية وهو ما أخل بمهمته وطبيعتها.

وتطرقت الرسالة التي بعثها الصماد إلى الأسباب وراء المطالبة بتغيير ولد الشيخ أهمها ضعف خبرته وتجربته السياسية، ربما لكون أعماله السابقة كانت مختصة في الجوانب الإنسانية فقط، لافتة إلى أن المبعوث عمل على تغيير قواعد طاولة المفاوضات التي تؤكد عليها قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، حيث حول أطرافها من مكونات سياسية إلى طرفين، منقلبا على ما كان قد جرى التوصل إليه خلال المباحثات التي كان يقودها المبعوث السابق جمال بن عمر.

وعلاوة على وصف الرسالة للمبعوث بأنه حصر المفاوضات في قضايا أمنية بحتة وعلى طرف واحد، ورفض الدخول في أي جوانب سياسية، أوضح الصماد للأمين العام للأمم المتحدة أن ولد الشيخ لم يتعاطى بمهنية وجدية وحزم مع خارطة الطريق التي قدمتها الأمم المتحدة للحل السياسي في اليمن، مشيرا إلى أن صنعاء وافقت عليها كأرضية للنقاش فيما قوبلت بالرفض من قبل عبدربه منصور هادي وحكومته الموالية للتحالف السعودي و تعاطوا معها بإصدار المواقف والتصريحات المتطرفة والمستفزة بغية عرقلة مسار المفاوضات والحل السلمي واستمرار الحرب والحصار على اليمن.

كما اتهمت رسالة الصماد مبعوث الأمم المتحدة باستبدال وقف الحرب بكل أشكاله الجوية والبرية والبحرية وفقا لاتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلنت عنه الأمم المتحدة في إبريل الماضي، بالإعلان عن هدن هشة، مشيرا إلى تجاهل ولد الشيخ في إحاطته بمجلس الأمن لتنامي الإرهاب والجماعات الإرهابية مثل القاعدة وداعش التي تمددت في معظم المحافظات اليمنية، فضلا عن تجاهله للأسلحة المحرمة التي استخدمها العدوان.

ومن ضمن ما سردته الرسالة من اتهامات للمبعوث الحالي إسماعيل ولد الشيخ أنه لم يعمل على فتح مطار صنعاء أمام المرضى والجرحى والعالقين، وتواطئ فيما يخص قرار نقل البنك المركزي اللاشرعي من صنعاء إلى عدن ما تسبب في انقطاع المرتبات عن جميع العاملين في جهاز الدولة وتضرر الاقتصاد.

الميدان .. عودة المعارك إلى ذوباب 

ميدانيا تمكنت قوات الجيش واللجان الشعبية من إعادة المعارك إلى مديرية ذوباب الساحلية بعد أن كان إعلام العدوان قد تحدث مرارا عن سيطرة قواته على مدينة المخا ومينائها، حيث أكد مصدر عسكري أن المعارك المتواصلة شرق مديرية المخا بمحافظة تعز شهدت تراجعا لقوات العدوان السعودي بعد زحوفات عدة مدعومة بمئات الغارات أسفرت عن خسائر فادحة بشرية ومادية، مؤكدا عودة المعارك مرة أخرى إلى منطقة الجديد بمديرية ذوباب والتي تقع بين مديريتي ذوباب والمخا.

وبحسب المصدر فقد قتل العشرات من الموالين للعدوان السعودي بينهم قيادات ميدانية كبيرة وعناصر من قوات الجنجويد السوداني خلال معارك متكررة طوال اليومين الماضيين، كما تم تدمير عدد كبير من الآليات المدرعة وأسر عدد من المقاتلين.