الجديد برس :مقالات واراء
كتب / عابد المهذري
لم يكن أكثر من قطرات المطر التي انهمرت على صنعاء ؛ إلا جموع البشر الذين توافدوا الى ميدان السبعين لمباركة وتأييد إتفاق المؤتمر وانصارالله في تظاهرة جماهيرية حاشدة عكست نبض الشارع اليمني ولامست تطلعات الشعب في الانتصار للوطن ومواجهة العدوان .
منذ الصباح والناس والسحاب في سباق وتنافس على التدفق .. فتدفقت السيول حتى ملأت مجرى السايلة بقلب العاصمة اليمنية حتى كادت ان تغمر الأحياء السكنية بعدما فاضت شواع المدينة بالمياه .
بالمثل ؛ تدفت سيول جارفة أخرى من حشود المواطنين اليمنيين سكان صنعاء ومحيطها الذين توافدوا بعشرات الالاف استجابة لدعوة اللجنة الثورية العليا ؛ فاكتضت الساحة بجمع مليوني اكتسح ميدان السبعين بطوفان يملأ الأرجاء هديرا غطى على هدير الرعود في الأعلى .
لم يكن المؤتمر والانصار وحدهما من اتفقا .. لقد اتفقت ايضا السماء والأرض .. فأمطرت السحب بغزارة كما لم تمطر من قبل .. ومعها اهتز الثرى وزلزت زلزالها واخرجت أثقالها على نحو لم يحدث سابقا .. فكان كل شيئ مزدوج وثنائي يومنا هذا الإثنين .. ومن كل صنفين اثنين .. سياسية وعسكر .. سلم وحرب .. توافق وتدافق .. مؤتمر وأنصار .. لجنة ثورية عليا ومجلس رئاسي أعلى .
صنعاء مدينة سام بن نوح بناها بعد الطوفان .. علاقتها بالماء والسيول قديمة ومتجذرة .. استقر فيها وسكن سام ورست عليها سفينة الحياة وطاب له المقام .. فيما ابن نوح الآخر ؛ الذي قال سآوي الى جبل يعصمني .. انتهى به الأمر للعدم .. ومثله اليوم عملاء ومرتزقة العدوان .. المنافقون الخونة الذين باعوا اليمن وذهبوا الى “آل سعود” كي يعصمونهم ؛ ولكن لا عاصم اليوم من أبطال جيش ولجان اليمن .
هاهي صنعاء تنجو وسفينة البلاد ترسوا لشطآن الأمان ومن ركبوا مع القائد وتمتم معه بإسم الله مجريها ومرسيها هاهم الآن يتجاوزون مخاطر الامواج المتلاطمة التي تحولت عكسيا وصارت تتهدد مراكب وسفن الطرف الآخر الرافضين المضي مع الركب في السفينة بقيادة ربان ماهر واجه العواصف والاعصار بنجاح حتى استوى على الخارطة الأقليمية .. سيدا للمكان والزمان .. يحدد للبوصلة اتجاهاتها ويرسم للعالم قواعد اللعبة وخرائط الأوطان .
………
……….. يتبع