المقالات

لبيّنا نداء السبعين ولكن

الجديد برس : مقالات واراء

كتبت / امة الملك الخاشب

نعم كانت أجواء ساحرة وخيالية كانت صنعاء في لحظات توافد الحشود ومع تساقط زخات الأمطار أجمل من فييّنا , كانت ولا زالت صنعاء أعظم من باريس في الصمود فسجن الباستيل في باريس سقط وصنعاء لم تسقط صنعاء عاصمة الذكر والتسبيح وعاصمة الجمال مدينة الآصالةوعبق التاريخ , فالزائر لصنعاء يعشقها ومن يسكنها يرفض لها بدلا ,
فمع صمودها ازدادت تألقا وبدماء شبابها التي تقدمهم يوميا قرابين للنصر العظيم تزداد أرضها طهارةً وتزداد سماءها سحرا وتكلّل جمالها وتوجت بأغلى التيجان وأبهاها توّجت صنعاء بالاتفاق السياسي اليمني الذي يعد أغلى من الجواهر وأغلى من الألماس بل وأغلى من الدنيا وما فيها , وذلك بين أهم مكونين في اليمن وهما أنصار الله وحلفاءهم والمؤتمرالشعبي وحلفاءهم ,
مئات الألاف خرجوا لتلبية النداء ولإيصال رسالة للعالم بأننا شعب مستحيل أن نركع ولا مكان في قاموسنا للاستسلام وبأننا شعب كالصخور في جلادتها وكالبراكين عند هيجانها , وجدنا جد وهزلنا جد ولا مجال للتلاعب علينا
وهنا أصل بكم لأكتب عن سبب إختيار عنوان هذا المقال, لأني واحدة من الآلاف الذين اشتاقوا لتلبية النداء وخرجوا من الوقت الباكر بكل حماس وباستشعارهم المسئولية ولكنهم مع الأسف الشديد عجزوا عن الوصول لمكان الاحتشاد , كانت مئات السيارات مزدحمة ومعلقة وفيها الالاف من المواطنين التواقين للوصول الى ميدان السبعين بكل شغف ليكون لهم شرف الحضور وشرف رسم تلك اللوحة التي تعجز كلمات الشعراء عن وصفها
فإذا كنت أنا تألمت وشعرت بحسرة لأني لم أتمكن من الوصول إلى الميدان وبسبب إنتهاء بيان المسيرة قبل وصول آلاف الباصات والسيارات فكيف سيكون شعور من تحملوا عناء السفر من عدة محافظات بين الأمطار وفي ظل هذه الظروف الصعبة ولم يتمكنوا من الوصول , فلا أبالغ إن قلت أن من عجزوا عن الوصول والمشاركة في السبعين ربما يكونوا أكثر ممن شاركوا
رأيت بأم عيني مئات السيارات والباصات من جهة الستين وهي تعود أدراجها قبل أن تصل ذلك لسماعهم بيان المسيرة واعلان انتهاءها ولا زالت الساعة الرابعة عصرا تقريبا. وسمعت أيضا ممن حضرن من خط شيراتون ومن مديريات أخرى أن الازدحام والأمطار كان حائلا دون وصول مئات الباصات والسيارات من مختلف الطرقات , وتخيلت نظراتهم الأسيفة وشعورهم بخيبة الأمل الشديدة لعدم شعورهم بأنهم استطاوعوا تلبية نداء الواجب ولخجلهم من انفسهم امام تضحيات اولئك العظماء في ميادين القتال ولكن أقول لهم لا تحزنوا ولا تيأسوا ولا تتحسروا فوالله كأنها بإذن الله قد كتبت لأن النية الأصل في قبول الأعمال
صحيح الحشود الهائلة التي لم تتمكن من الوصول ظُلمت في التصوير ولم تحظ بالتغطية الاعلامية المنصفة نظراً لانشغال وسائل الإعلام بتصوير وتوثيق مكان الحدث الاصلي , ولكن يكفينا فخرا نحن اليمنيين جميعا وكل من عجزنا عن الوصول لمكان المسيرة يكفينا فخرا أنه رغم الامطار والنعمة الغزيرة خرجنا ولبينّا النداء ويكفينا أننا رأينا تلك السيول من السيارات والباصات والتي كانت مختلطة في شعاراتها المرفوعة مابين علم اليمن الشامخ والغالي ومابين شعار أنصار الله وشعار المؤتمر
شعور اللحمة الوطنية والانتماء لليمن فقط وذوبان كل المسميات الحزبية شعور رائع لا يقدر بثمن فشعور الأعداء أن كل مخططاتهم الجهنمية لزرع الفتنة الطائفية بين أفراد المجتمع الواحد فشلت وانهارت وما استهداف الاضرحة ونبش القبور إلا دليل لمحاولاتهم اليائسة لتمزيق النسيج الواحد الذي تغلب عليه أبناء يمننا وتوحدوا ووجهوا ضربة قاضية لكل أحلام الغزاة وخرجوا ليعلنوا أنهم شعب حر أبي عزيز قوي رزقهم الله بنعمة كبيرة وهي القيادة الحكيمة التي فوضوها في كل أمورهم ولبوا نداءها ومستعدين أن يفدوها بأرواحهم
13874621_1559125967727774_461412867_n