أعربت قيادات ونخب جنوبية، السبت، عن قلق بالغ من أن ترتيبات دولية قد تقود إلى تسليم ملف الجنوب رسميًا إلى طارق صالح، قائد الفصائل موالية للإمارات في الساحل الغربي، وسط تحذيرات من رفض واسع واستعدادات محتملة للتصعيد.
منصات جنوبية على وسائل التواصل نقلت أن اجتماعًا لما تُعرف بـ«الرباعية الدولية» قرّر تمرير ملف الجنوب إلى طارق صالح، وهو ما أثار رفض واستنفار بين أوساط سياسية وشعبية جنوبية اعتبرت أي قرار من هذا النوع خطًا أحمر.
وأبدت النخب الجنوبية رفضها القاطع لهذا التوجه، وأعلنت بعض المجموعات والجماعات استعدادها «للقتال» في حال تمّ المضيّ بهذا القرار، مؤكدين أن تسليم الملف يعدّ إقصاءً لحقوق القوى الجنوبية الأخرى ومكافأةً لقائد يظل مثار إشكال ونقمة لدى شريحة واسعة من الجنوب.
وجاءت هذه المخاوف في وقت ترددت فيه أنباء عن احتمال توجه لتنصيب طارق صالح رئاسة المجلس الرئاسي خلفًا لرشاد العليمي، فيما أشار المنشور الجنوبي إلى تحركات ميدانية سياسيا وعسكريا، حيث التحقت فصائل جنوبية خلال الأيام الأخيرة بقوات طارق صالح، كما أعلن نائب في الانتقالي، أبوزرعة المحرمي، تأييده له.
ويُذكر أن طارق صالح يواجه رفضًا شعبيًا لدى تيار جنوبي واسع يتهمه بقيادة قوّات تورّطت في قمع الحراك الجنوبي سابقًا، ما يجعل أي خطوة دولية نحو منحه ملف الجنوب مُعرضة لمواجهة داخلية خطيرة.
حتى الآن لم يصدر المجلس الانتقالي أو الجهات الرسمية الجنوبية تعليقًا رسميًا على ما نُشر، لكن المصادر توقعت أن منح «الملف» لطرف واحد قد يندرج في إطار توجه إماراتي جديد يسعى لتعزيز دور طارق صالح داخل المشهد الجنوبي والسلطة الموالية للتحالف جنوب اليمن.