بدأت السعودية، الثلاثاء، تحركات ميدانية وسياسية لإنهاء سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي الموالي للإمارات على مدينة عدن، أبرز معاقل المجلس، ضمن خطة جديدة تهدف إلى تعزيز نفوذ حكومة سالم بن بريك وإعادة هيكلة السلطة في الجنوب.
وأكدت مصادر في حكومة عدن أن الرياض كلّفت اللواء محمود الصبيحي، مستشار رئيس المجلس الرئاسي لشؤون الدفاع، بإدارة ملف المدينة، في خطوة وُصفت بأنها تمهيدية لإعادة ضبط الوضع الأمني والإداري هناك.
وعقد الصبيحي، العائد مؤخرًا من السعودية، لقاءً مع محافظ عدن أحمد لملس، ناقش خلاله الأوضاع الخدمية والأمنية والتنموية في المدينة، في إشارة هي الأولى من نوعها لتدخله في هذا الملف منذ عودته.
وبحسب المصادر، فإن اللقاء يأتي في سياق ترتيبات تهدف لتعيين محافظ جديد لعدن أو إقناع لملس بقبول الإصلاحات التي تطلبها الرياض، خصوصًا بعد رفضه توريد الإيرادات إلى البنك المركزي بعدن تنفيذاً لتوجيهات المجلس الرئاسي.
وتسعى السعودية، بدعم من دول الخماسية (أمريكا، بريطانيا، فرنسا، الإمارات، عُمان)، إلى إعادة توزيع النفوذ داخل معسكر التحالف بما يمنح رئيس الحكومة صلاحيات أوسع على حساب المجلس الانتقالي، الذي يُعد أبرز القوى الموالية للإمارات.
وتأتي هذه التحركات عقب قرارات رئاسية جديدة بتوريد عائدات الموانئ والقطاعات الحيوية إلى الحكومة، بعد فشل هذه العملية على مدى سنوات بسبب سيطرة الفصائل المتعددة الولاءات على الإيرادات.
ويرى مراقبون أن إزاحة الانتقالي من عدن تمثل بداية لتفكيك مشروع الانفصال الذي رفع رايته منذ عام 2016، وتؤشر لتحولات سعودية عميقة في سياستها تجاه الجنوب اليمني.