الأخبار المحلية

انهيار كهربائي يهدد المهرة بكارثة إنسانية وصحية وسط تجاهل حكومي

الجديد برس|
تتفاقم الأوضاع الإنسانية في محافظة المهرة الواقعة تحت سيطرة حكومة عدن الموالية للتحالف، مع استمرار انقطاع التيار الكهربائي لفترات تصل إلى 18 ساعة يوميًا، ما أدى إلى شلل شبه تام في الخدمات العامة، وتفاقم معاناة السكان في ظل انتشار الأمراض والأوبئة نتيجة التلوث وتكاثر البعوض.
وقال الكاتب والناشط سليمان الجدحي إن تقليص ساعات تشغيل الكهرباء إلى ست ساعات فقط يوميًا يمثل “ظلمًا ممنهجًا” بحق أبناء المهرة، مؤكدًا أن الأزمة ليست نتيجة عجز مالي أو تقني بل انعكاس لـ”سياسات تهميش وإهمال متعمد” رغم توفر الموارد اللازمة لشراء الطاقة.
وأضاف أن الصمت الرسمي تجاه ما يجري يُضاعف من الاحتقان الشعبي، مشيرًا إلى أن حرمان المواطنين من الكهرباء “يفقدهم أبسط مقومات الحياة”، متسائلًا: “كيف يمكن للناس أن يعيشوا ثلث يومهم في ظلام تام؟”
من جانبه، وصف الناشط جردار الأسد أزمة الكهرباء بأنها “أداة هيمنة منظمة”، معتبرًا أن تبرير انقطاع التيار بذريعة نقص الوقود غير واقعي في ظل تأكيد مصادر محلية على وجود مخزونات كافية لا تُستخدم بالشكل المطلوب. وشبّه الأسد الوضع في المهرة بما يحدث في مناطق محاصرة كغزة، مؤكدًا أن غياب المقاومة المدنية في المهرة يجعل السكان أكثر عرضة للانهيار الإنساني.
وفي السياق ذاته، عبّر مواطنون عن استيائهم العميق من تردي الوضع، حيث قال أبو عثمان، أحد سكان المدينة، إن البعوض غزا المنازل مع انعدام وسائل المكافحة، مشيرًا إلى أن الأدوية والأطعمة تتلف بسبب غياب التبريد، ما يهدد بتزايد حالات التسمم والأمراض.
وأكد المواطن محمد عوض رعيان أن أصوات أبناء المهرة “لم تعد تُسمع”، لافتًا إلى أن القطاعين التجاري والصناعي يعانيان خسائر جسيمة جراء توقف مصانع الأسماك والمواد الغذائية، وتعطل أجهزة التبريد في المحلات والمستشفيات.
وحذرت مصادر طبية من أن استمرار انقطاع الكهرباء يشل عمل المضخات وأنظمة مكافحة الأوبئة، مما يزيد من خطر تفشي أمراض مثل الملاريا والحمى الصفراء، خاصة في المناطق الساحلية الحارة.
ودعا أبناء المهرة السلطة المحلية والحكومة في عدن إلى تدخل عاجل لتوفير حلول جذرية تضمن استمرارية التيار الكهربائي، وإنقاذ المحافظة من انهيار شامل يهدد الأمن الصحي والمجتمعي والاقتصادي على حد سواء.