الأخبار المحلية تقارير

ضابط إماراتي يشارك في تعذيب مواطن عُماني بعد اختطافه إلى سجن سري بــ عدن

الجديد برس|
كشف تحقيق استقصائي جديد تفاصيل صادمة عن اختطاف وتعذيب مواطن عُماني بشكل منهجي على يد مليشيات مدعومة إماراتياً في مدينة عدن، اليمنية، وذلك على مدى أربعة أشهر كاملة.
ووثق التقرير، الذي نشرته منصة “أبناء عدن”، و الذي اعتمد على شهادات غير منشورة سابقاً، المعاناة التي عاشها المواطن محمد حمود السعيدي، الذي تحولت زيارته الشخصية إلى عدن في سبتمبر 2023 إلى كابوسٍ من التعذيب الجسدي والنفسي والإخفاء القسري في سجون سرية تشرف عليها ميليشيات تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي.
تفاصيل الحادثة:
في 13 سبتمبر 2023، اقتحمت قوات من “الحزام الأمني” التابع للمجلس الانتقالي غرفة السعيدي في أحد فنادق عدن دون مذكرة قضائية، واقتادته إلى مكان مجهول. ووفقاً للتقرير، نُقل المعتقل أولاً إلى سجن معسكر النصر، الذي يُقال إنه يخضع لإدارة الميليشياوي جلال الربيعي المقرب من الإمارات، حيث بدأت فوراً جلسات “استجواب” وصفت بممارسات تعذيب وحشية.
ولم تكن تلك المحطة الأخيرة، إذ نُقل لاحقاً إلى منشأة احتجاز أكثر قسوة وهي معسكر بدر، الذي تشرف عليه مليشيات أحمد حسن المرهبي. وظل السعيدي محتجزاً دون تهمة محددة أو السماح له بالاتصال بمحام أو حتى سفارة بلاده، في انتهاك صارخ للقانون الدولي واتفاقيات حقوق الإنسان.
التدخل الإماراتي المباشر:
الكشف الأبرز في التقرير كان التدخل المباشر لضباط إماراتيين. وأكدت المنصة حصولها على معلومات تثبت مشاركة ضباط من الإمارات في جلسات استجواب وتعذيب السعيدي، مما يضع أبوظبي في موقف اتهام مباشر بجرائم تعذيب منهجي واختراق صارخ لسيادة اليمن.
ردود الفعل والغضب:
أثار التقرير موجة غضب عارمة على منصات التواصل الاجتماعي، تصدرها هاشتاغ #تعذيب_عماني_في_سجون_عدن. ووصف الكاتب عادل الحسني، رئيس منتدى السلام لوقف الحرب، الحادثة بأنها “وجه من وجوه التحالف في اليمن”، مؤكداً أن الشعب اليمني لا يعتدي على ضيف، وأن ما حدث يمثل “العصابة التي شوّهت صورة اليمن”.
الصمت الرسمي والمطالبة بمحاسبة دولية:
لم تعلق سلطات المجلس الانتقالي أو القيادات الإماراتية على هذه الاتهامات الخطيرة، ما يزيد من مخاوف المنظمات الحقوقية من استمرار ثقافة الإفلات من العقاب. ويؤكد خبراء دوليون أن هذه الحادثة تشكل جرائم كبرى بموجب القانون الدولي، وربما ترتقي إلى مستوى “جرائم ضد الإنسانية” إذا ما ثبت ارتباطها بنمط منهجي واسع النطاق.
أُطلق سراح السعيدي لاحقاً بعد ضغوط شعبية وإعلامية، لتصبح قصته رمزاً لمئات المختفين قسرياً في سجون عدن، وتُفتح الباب أمام تساؤلات كبيرة حول عدد الضحايا الذين لا يزالون قيد الاحتجاز، ومتى ستتحمل الجهات الدولية مسؤوليتها في كشف الحقيقة وإنهاء هذه الانتهاكات.