منوعات

دراسة جديدة: لب المشتري ليس صلباً بل “ضبابياً”

الجديد برس|
منذ عقود، احتفظ كوكب المشتري بمكانة خاصة في علم الفلك باعتباره أكبر كواكب المجموعة الشمسية وأكثرها غموضا.
ورغم أن المراصد الفضائية مثل غاليليو وجونو قدمت صورا ومعلومات مذهلة عن غلافه الجوي وعواصفه الهائلة، بقي السؤال عن تكوين لب هذا الكوكب العملاق بلا إجابة.
التصور الكلاسيكي كان أن المشتري نشأ من تصادم هائل في بدايات النظام الشمسي، مما خلق لبا صلبا ثقيلا محاطا بغلاف غازي هائل، ثم اجتذب هذا اللب الغازات المحيطة (الهيدروجين والهيليوم) ليشكل الكوكب العملاق الذي نعرفه اليوم.
فرضية جديدة
لكن دراسة جديدة نُشرت في 24 أغسطس/آب 2025 بدورية “مونثلي نوتيس” التابعة للجمعية الملكية الفلكية في بريطانيا، تقترح سيناريو مختلفا تماما يقول إن لب المشتري ليس صلبا، بل ضبابيا ومبعثرا، وقد تشكل عبر عملية تراكم تدريجية أكثر هدوءا مما تخيلنا.
الفرضية الجديدة جاءت حينما واجه التصور الكلاسيكي مشكلة، فالبيانات التي أرسلها مسبار جونو، الذي يقيس جاذبية المشتري بدقة، أشارت إلى أن كتلة اللب ليست مركّزة في قلب صغير صلب، بل موزعة على منطقة كبيرة داخل الكوكب. هذه النتيجة أربكت العلماء وأثارت التساؤلات حول صحة فرضياتهم.
الدراسة الأخيرة، على الجانب الآخر تقترح أن المشتري لم يتشكل من اصطدام واحد مدو، بل عبر عملية تراكم تدريجي للعناصر الثقيلة والخفيفة.
وبحسب الفرضية الجديدة، فإنه أثناء تشكل المشتري، جمع مواد متنوعة من محيطه من الصخور والمعادن الثقيلة والغازات الخفيفة في الوقت نفسه.
يظهر المشتري في صور المركبة جونو تباينات تشبه دوامات فان جوخ (ناسا)
لب ضبابي
وبدلا من أن تستقر المواد الثقيلة في نواة صلبة منفصلة، امتزجت تدريجيا مع الغلاف الغازي، ما تسبب في تكوين “لب ضبابي”، يمتد على مساحة واسعة، وليس كتلة صلبة مدمجة.
هذا التفسير أكثر انسجاما مع قياسات الجاذبية من جونو، ويقدم صورة أكثر تعقيدا وأقرب للواقع، لكن رغم ذلك تظل هناك أسئلة كثيرة مطروحة على طاولة النقاش البحثي، فمثلا ما طبيعة توزيع العناصر الثقيلة داخل لب المشتري؟ وهل يمكن أن يكون اللب الضبابي في حالة تطور مستمر، أي أنه يغير شكله عبر الزمن؟ وكيف ينعكس هذا على البنية الداخلية للكواكب الغازية في مجرات أخرى؟
في هذا السياق، فمهمة جونو مستمرة في إرسال بيانات إضافية، وقد تساعد في حل بعض هذه الألغاز، إلى جانب محاكاة حاسوبية أكثر دقة ونماذج فيزيائية متطورة.