الأخبار المحلية غير مصنف

السعودية تلوح بتدخل عسكري في الأردن.. هل تتجه المملكة لشن “عاصفة حزم جديدة”؟

الجديد برس:

لوحت المملكة العربية السعودية، الإثنين، بتدخل عسكري في الأردن، وذلك بالتزامن مع تصاعد الاحتجاجات الشعبية المنددة بالمجازر الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

وبعد أيام على حث الاستخبارات السعودية الأردن على طلب تدخل خليجي على غرار نشر “درع الجزيرة” في مملكة البحرين، ألمحت هذه المرة إلى إمكانية تشكيل ما وصفتها بـ”عاصفة حزم جديدة” في الشمال، في إشارة إلى تدخل عسكري على غرار التدخل في اليمن والذي حمل الاسم ذاته.

وكتب الخبير العسكري السعودي، أحمد الفيفي، تغريدة على حسابه بمنصة “إكس”، يتساءل فيها إذا كان ثمة توجه لعاصفة حزم شمالية، ليرد عليه عبد الله آل هتيلة مساعد رئيس تحرير صحيفة “عكاظ” الرسمية بزعم أن أمن الأردن جزء لا يتجزأ من أمن السعودية، مؤكداً بأن بلاده لن تسمح لجر الأردن إلى ساحة لتصدير مشكلات وقضايا المنطقة، في إشارة إلى الاحتجاجات المطالبة بإسقاط التطبيع وإغلاق سفارة الاحتلال الإسرائيلي في عمّان.

وهذه التغريدات ضمن حملة إعلامية واسعة تقودها الاستخبارات السعودية وبرزت بالتغطية الإعلامية للأحداث في الأردن، حيث بدأت وسائل إعلام سعودية كقناتي العربية والحدث تصوير ما يدور هناك بأنه مثابة محاولات لـ”الإخوان” لإسقاط المملكة الأردنية تارة وأخرى بزعم اعتداء المحتجين على الأمن ونشر العنف.

وتشهد الأردن منذ أيام مواجهات بين الشرطة ومشاركين بالاحتجاجات في محيط السفارة الإسرائيلية في عمّان يطالبون بإنهاء التطبيع وطرد السفير الإسرائيلي، وأظهرت مقاطع فيديو لحظات سحل واعتقال شباب وشابات أردنيات والاعتداء عليهم من قبل عناصر أمنية.

والتهديد السعودي بالتدخل العسكري في الأردن يعكس مخاوف الرياض من سقوط “صفقة القرن” التي تشارك في مفاوضاتها لفرض التطبيع مع كيان الاحتلال على الأمتين العربية والإسلامية، كما يعكس حجم التخادم بين الاحتلال الإسرائيلي والنظام السعودي.

محمد بن زايد يؤكد وقوفه ضد احتجاجات الأردن

وفي السياق، دخلت دولة الإمارات العربية المتحدة، الإثنين، على خط أزمة الاحتجاجات المناهضة للاحتلال الإسرائيلي في الأردن في خطوة تكشف حجم القلق في صفوف الزعماء العرب المطبعين مع “إسرائيل” من انهيار مسار التطبيع.

وأجرى رئيس الإمارات محمد بن زايد اتصالاً بالعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني لأول مرة منذ بدء الاحتجاجات في العاصمة عمّان.

وأفادت تقارير إعلامية بأن بن زايد عرض على الملك الأردني دعماً عسكرياً لقمع الاحتجاجات المناهضة للاحتلال الإسرائيلي.

وكانت وسائل إعلام رسمية إماراتية أفادت بأن الاتصال تطرق لمناقشة احتواء ما وصفته بالصراع ومنع توسعه في المنطقة.

والإمارات هي ثاني دولة خليجية تتحرك لدعم الأردن بعد السعودية التي لوحت بتدخل عسكري لقمع الاحتجاجية لكيان الاحتلال الإسرائيلي.

ويشير توقيت التحرك الخليجي إلى تصاعد المخاوف في صفوف الأنظمة العربية المطبعة من تبعات الانتفاضة الجديدة في عواصم التطبيع والتي تهدد مستقبلهم في ظل علاقتهما الوثيقة بالاحتلال ورفضهم قطع العلاقات به جراء استمرار جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها في قطاع غزة.

حملة سعودية على منصة “X” تستهدف مظاهرات الأردن

وأطلقت حسابات سعودية خلال الأيام الماضية حملة للهجوم على المظاهرات التي تجري أمام السفارة الإسرائيلية في الأردن.

وقد أطلقت هذه الحسابات السعودية هاشتاغ “معاك يالأردن” على منصة “إكس”، حيث بدأت في التحريض ضد المتظاهرين.

الهجوم السعودي العنيف استهدف أيضاً حركة المقاومة الفلسطينية “حماس”، حيث اتُهمت بتأجيج الشارع الأردني.

وزعمت الحسابات السعودية أن حركة “حماس” تسعى من خلال المظاهرات إلى إشعال الأردن ودفعه نحو العنف والفوضى.

وتم تداول صور ومشاهد سابقة لاشتباكات بين شبان وقوات أمنية، وزُعِم أنها التقطت خلال المظاهرات أمام السفارة الإسرائيلية في عمّان، على الرغم من أن الفيديو تم تصويره قبل نحو عامين.

وطالبت الحسابات السعودية الحكومة الأردنية بـ”الضرب بيد من حديد” لتفريق المتظاهرين واعتقالهم. يأتي ذلك في سياق تصاعد التحريض في الأردن ضد المظاهرات، مع دعوات للاعتقال وسحب الجنسيات.

وتزامنت هذه الحملة السعودية مع حملة منظمة أطلقتها الحكومة الأردنية للتحريض ضد المظاهرات الحاشدة التي تشهدها محيط السفارة الإسرائيلية في عمّان منذ أكثر من أسبوع.

ويوم الجمعة، أعرب وزير الاتصال الحكومي والناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية مهند مبيضين عن انزعاجه من المظاهرات وحركة “حماس”، قائلاً: “نتمنى من القيادات في حركة حماس أن يقدموا نصائحهم ودعواتهم للحفاظ على السلم، وأن يظل الأهل في قطاع غزة قويين”.