المقالات

ابناء صعدة حينما يكونوا رأس الحربة

الجديد برس : مقالات واراء 

بقلم | عابد المهذري

ابناء صعدة حينما يكونوا رأس الحربة .. اختلاف الصورة من لقاءات صالح وهادي الى اجتماعات ابواحمد وبن سلمان !!

من حيث لا يدري أحد .. صارت صعدة في العقد الاخير الشغل الشاغل للعالم بعد قرون من تجاهل هذه المنطقة وتغييبها والتامر عليها واهلها في كواليس الانظمة الحاكمة وصناع القرار العالمي .. ربما خوفا منها استنادا لدراسات لا نعلمها وكانتقام مدروس من تأريخها سعيا لتعطيل اي حضور لهذه البقعة الجغرافية القابعة في اقصى شمال اليمن بموقعها المتقاطع ايديولوجيا وارتباطا امميا مع مكة قبلة الاسلام والمسلمين على خط استوائي واحد .. ما جعل من صعدة بؤرة اهتمام غير مرئي على مدى المائة عام الماضية على الاقل بمخططات لم تنفك جميع القوى الاقليمية والغربية عن تنفيذها دونما ان يتنبه احد الى ما قبل عشر سنوات تقريبا عندما شاءت الاقدار بعودة صعدة للواجهة والتربع على عرش الاحداث من حيث اريد دفن دور ومحورية هذه المحافظة ومحو حضورها بطمس ارثها التاريخي كصانعة حضارة في تاريخ الامة العربية وعزلها عن محيطها وابعاد اي تاثير صعدي في شئون الحياة اليمنية اولا والخليجية والاسلامية ثانيا بتعمد مقصود نابع ربما من ادراك لحجم الحضور الكبير لصعدة في الماضي التاريخي البعيد بناءا على رؤى قديمة وقراءات حديثة للمستشرقين واجهزة المخابرات ومراكز البحوث .. غير ان النهر لا يغير مجراه والثقل المتراكم لاي كان سرعان ما يعود لتكرار السيناريوهات التاريخية بنسخ متجددة وهو ما تسطره صعدة الان في دورة زمنية بات مستحيلا مع فورتها تجاهل صعدة او استبعادها مجددا .
هل هي ارادة السماء انصافا وبراهين عدالة جاءت من خضم المظلومية الضخمة لتنتزع حقا مسلوبا وتعيد البوصلة المنحﻻفة للزاوية الصحيحة (!!) .. هي كل ذلك ومعه ارادة الرجال الصعديين كصناع تاريخ حديث يتوخى تعويض ما فات بفعل المؤمرات ويخوض خضم التحدي من عمق الضعف .. مواجهة للاقوياء بفكر ثابت ومتجذر وفكرة صلبة ووطنية لاتكترث لعوائق المستحيل .. كما لا تأبه لتربص الطغاة الجبابرة او تضع لهم حسابا فتتخلى عن مشروع وجدت نفسها تلعب دور القيادة .

……………………
مقاربات ومقارنات
…………………..

أقصيت صعدة وابنائها من التشارك في حكم اليمن مثلا .. منذ المملكة المتوكلية خلال عهد الائمة المتهمة صعدة بهم وفي عهود الرؤساء المتعاقبين على سلطة وعروش الجمهوريات اليمنية في الخمسين سنة الاخيرة ..هذا الاقصاء الممنهج من سلطات الحكم المتناقضة لكل ما هو صعدي لم يكن سببه سلبية وفشل وعدم أهلية وكفاءة اهل صعدة في تحمل المسؤلية والقدرة على تولي ادارة مناصب رفيعة .. بل العكس هو السبب الرئيسي الخفي الذي لم يدركه ويتنبه اليه حتى الصعديين انفسهم مع تقادم الوقت و استهلاك اي طاقات ومكامن تفكير بتشتيتها واشغالها بهامشيات عويصة بلغت حد محاولة قتلها باجتثاث ابدي عبر اشعال حرب 2004 التي تحولت فجأة الى ولادة وانطلاقة عاصفة لارض وانسان هذه المنطقة الضاربة في معمعة حوادث الدهور والعصور .. وبدلا من اعلان موت صعدة بست جولات من الحروب الضروس كانت صعدة تولد وتتخلق وتنمو مع كل جولة حرب الى ان وصلت لما هي عليه اليوم ولا زالت صعدة تكبر وتتعملق بالحروب وكلما كان حجم الحرب المستهدفة لها بدرجة رئيسية كالعدوان الراهن فان صعدة تخرج قوية وكبيرة بحجم موازي لقوة وضخامة الحرب ضدها والشرح طويل بهذا الخصوص .
يقال حاليا ان صعدة تحكم اليمن وتتحكم بقراره المصيري وادارة تفاصيل الدولة فيه .. قد يكون الامر صحيح نسبيا اذا ما قرأناه من الزاوية الذهنية بمعزل عن تسمية الاشياء بمسمياتها .. لكن السؤال المحوري : هل صعدة سعت وخططت لحكم اليمن اذا كانت فعلا تحكمه ؟!
لا يستطيع اي احد الاجابة بلغة التأكيد .. لان صعدة وابنائها لم يفكروا حتى مجرد التفكير ان يتولوا عرش الحكم .. والى ما قبل عام ونصف كان مطلب صعدة هو منحها حقا صغيرا مشروعا .. التوقف عن معاداتها وادماجها بالمجتمع اليمني كغيرها من محافظات البلاد ومواطني الشعب .. الا ان الاقدار اختارت لصعدة وابناء صعدة ان يكونوا في توقيت حساس ومرحلة صعبة هم البديل الوحيد لتصدر مقاليد السلطة .. مع ذلك ابتعد الصعديين عن الاستحواذ والسيطرة المطلقة على شتى مفاصل منظومة الحكم ……
…………..
………………
يتبع الحلقة الثانية