الجديد برس: الشرق الأوسط الجديد
– sputnik – أيمن سنبل
قال رئيس الهيئة العامة للآثار والمتاحف اليمنية مهند السياني، لـ “سبوتنيك” إن اليمن يحتاج مبدئيا لأكثر من مليار دولار لإعادة ترميم وتأهيل المعالم الأثرية والتراثية التي دمرتها الغارات الجوية التي يشنها التحالف الذي تقوده السعودية منذ أكثر من عام على اليمن.
وأضاف السياني في حواره مع “سبوتنيك”، الجمعة، أن نحو 72 معلما وموقعا أثريا ومدينة تراثية في محافظات اليمن المختلفة تضررت منذ بدء الغارات الجوية للتحالف على اليمن في مارس/ آذار 2015، لافتا إلى أن بعض هذه المواقع دمر تدميرا كاملا وإلى نص الحوار:-
سبوتنيك: بعد مرور أكثر من عام على الحرب التي يشنها التحالف على اليمن.. كيف أثرت الحرب على التراث الحضاري الإنساني والمعماري في اليمن؟
السياني: حقيقة العدوان على اليمن قد شمل الأخضر واليابس و شمل كل اليمن أرضا وإنسانا ونال التراث نصيبا كبيرا من هذه الحرب سواء بالغارات الجوية أو بما يقوم به وكلاء العدوان على الأرض (التنظيمات المتطرفة من القاعدة و “داعش”) من تفجير للمواقع الأثرية.. هذا كله بسبب العدوان الغاشم على بلادنا.
سبوتنيك: هل لديكم إحصائية محددة عن حجم التدمير الذي لحق بالمعالم الأثرية اليمينة جراء الحرب؟
طبعا هناك إحصائية أولية.. حوالي 72 معلما وموقعا أثريا ومدينة تراثية تضررت نتيجة هذا العدوان بعضها تدمر بالكامل بنسبة 100 بالمائة كما حدث بمتحف مدينة ذمار وسط اليمن وما حدث أيضا بجامع عبد الرزاق الصنعاني وبعضها أصيب بنسب متفاوتة و بعضها تم ذكره في الإحصائية بأنها موقع أو مدينة واحدة مثل مدينة صعدة، لكن بداخلها مئات المنازل الأثرية والمعالم والمواقع التاريخية والأثرية كل هذا موثق وقد أبلغنا منظمات التراث العالمي و “اليونيسكو” بذلك أولا بأول، هذا بالإضافة إلى أن المحافظات لا تزال تحت القصف والخسائر بالتأكيد مستمرة.
سبوتنيك: قيادة التحالف بررت استهدافها للمعالم الأثرية بأن مسلحي أنصار الله والجيش اليمني يتحصنون بها… ما تعليقك ؟
بالنظر إلى سد مأرب التاريخي وهو من الأماكن التي قصفت من جانب العدوان من أربع إلى خمس مرات، نجد أن جغرافيا هذا المكان وهو مكان صحراوي مكشوف لا تسمح بإخفاء جنديا واحدا أو ميليشيا أو صاروخا واحدا في هذا المكان وهذا ينطبق أيضا على مدينة براقش ، مدينة صرواح ، مدينة صنعاء التاريخية… نتحدى أن يكون هناك أي تواجد لأي جندي أو أسلحة ثقيلة في هذه الأماكن، على سبيل المثال تم تدمير قلعة القاهرة بتعز بالكامل تحت ذريعة وجود أسلحة لكن هذا غير صحيح لأن طائرات التحالف تمتلك أسلحة موجهة يمكنها إصابة هذه الأهداف بدقة، ولكن ما حدث هو تدمير كامل للقلعة من خلال سبع طلعات جوية ضربت من كل مكان، إذن الهدف هو تدمير القلعة..
سبوتنيك: أنتم ترون أن هناك استهداف متعمد للمعالم الأثرية والتاريخية في اليمن، برأيك لماذا؟
السؤال الأشمل منه لماذا تم استهداف اليمن الأرض والإنسان منذ أكثر من عام ونصف ولماذا تم استهداف التراث، هناك من يقول أن عدم امتلاك بعض المشاركين في التحالف للتراث والحضارة ربما شكل عقدة نقص وهي التي بررت لهم أن يدمروا تراثنا وحضارتنا وربما أيضا حقدا على الإنسانية لأن التراث والحضارة هي ملك للإنسانية جميعها وليست ملك لليمنيين فقط لهذا تم استهدافها ولا تزال محل استهداف.
سبوتنيك: هناك أيضا التنظيمات المتشددة وهي أحد الأخطار التي تتربص باليمن وتراثه والذي انعكس في صورة تدمير الكثير منها.. كيف ترون ذلك؟
أخطر الخطر هو خطر التنظيمات الإرهابية ، هذه خطورتها تكمن أنه لدى أعضائها فتاوي وتعليمات بالتفجير والتدمير ومن الصعب اثنائهم عن ذلك ، الأحداث أثبتت أن هؤلاء الإرهابيين هم وكلاء لهؤلاء (للتحالف) التحالف يحاربنا من الجو ووكلائهم على الأرض، هذه التنظيمات الإرهابية فجرت لنا فقط في محافظة حضرموت حوال 17 مزارا دينيا، كما فجرت قبل أربعة أيام بتعز قلعة الفقيه المُحدث الصوفي عبد الهادي السودي فجروها بهذه الفتاوي التدميرية.
سبوتنيك: بعد فشل خطة “اليونسكو” التي تم إعلانها العام الماضي للحفاظ على التراث الثقافي اليمني.. ما هي الإجراءات التي يمكن اتخاذها الآن لحماية ما تبقى آثار اليمن؟
الواقع خلال المؤتمر الذي عقد في باريس، وضعنا برنامجا على المدى القصير والمتوسط والبعيد، ولكن للأسف لم يتمكن أصدقائنا في “اليونسكو” إلا من تنفيذ بعض ما جاء في الخطة منها التوعية و إنشاء معارض خاصة عن الحضارة اليمنية وعقد لقاءات وندوات صحفية لعلماء الآثار والتراث الذين لا يزالون يشتغلون في اليمن… نحن نبحث خطة لإيقاف استهداف العدوان للمعالم والآثار اليمنية.
سبوتنيك: كيف يمكن تطبيق هذه الخطة؟
أولا وضع استراتيجية لجمع الأموال الخاصة لإعادة إعمار هذه الآثار أولا، ثانيا بتوثيق الآثار التي تم استهدافها و تجهيز دراسات حول كيفية ترميمها، ثالثا بالتنفيذ والبدء في إصلاحها وترميمها.
سبوتنيك: كم تحتاجون من الوقت والمال لإنجاز هذه الخطة؟
نحن بحاجة إلى ثلاث مراحل من الوقت المرحلة الأولى هي البحث عما إذا كان هناك متفجرات أو بقايا أسلحة يمكن أن تتفجر وتؤثر على سير العمل في هذه المناطق، ثانيا نريد حوالي من 6 أشهر إلى عام من أجل التوثيق العلمي الدقيق لجميع المعالم والمواقع الأثرية التي تم استهدافها سواء المسجلة في سجلاتنا أو غير مسجلة، ثالثا ترميم الآثار بحاجة لوقت طويل وعلى ضوء عمل المرحلة الثانية سيتم تحديد ما هي المدة التي نريدها حتى يتم إعادة هذه المعالم إلى الحالة التي كانت عليها من قبل..
أتوقع أن نحتاج ما بين ثلاث إلى خمس سنوات، ونحن أيضا بحاجة إلى مبلغ كبير جدا من المال وبصورة أولية ودون مبالغة نحتاج إلى نحو مليار دولار وأكثر ولكن لن يتحدد المبلغ بالكامل إلا بعد انتهاء المرحلة الثانية وهي عملية إعداد تقارير دقيقة عن هذه المواقع ومعرفة ماذا تحتاج.
سبوتنيك: بعض الدول الغربية دعت مجلس الأمن الدولي لاستصدار قرار بحماية المعالم و الآثار اليمنية… هل أنتم متفقون مع هكذا توجه؟
نعم.. يجب أن يتدخل مجلس ويصدر قرارا ملزما بإيقاف الاعتداء على المعالم الأثرية ، نتمنى أن يتدخل مجلس الأمن لعمل أي شيء من أجل اليمن وليكن لصالح التراث الإنساني اليمني.