الأخبار المحلية تقارير

قرارات الزبيدي تفجّر أزمة داخل “الرئاسي” وتعيد خلط أوراق فصائل التحالف جنوب اليمن

الجديد برس|
فجّر رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عيدروس الزبيدي، أزمة سياسية جديدة داخل مجلس القيادة الرئاسي، بعد إعلانه سلسلة قرارات تعيين مفاجئة شملت وكلاء محافظات ومؤسسات جنوبية، واستحداث منصب غير مسبوق تحت مسمى “وكيل عدن للدفاع والأمن”.
الخطوة جاءت عقب ساعات قليلة من وصول رئيس المجلس رشاد العليمي ونائبيه سلطان العرادة وعبدالله العليمي إلى عدن لأول مرة منذ أشهر، ما أثار حفيظة بقية مكونات الرئاسي، إذ وصف حزب الإصلاح القرارات على لسان البرلماني علي عشال بـ”انقلاب مكتمل الأركان”، فيما اعتبرها طارق صالح وتيارات أخرى كالمؤتمر الشعبي العام تجاوزًا خطيرًا للتوافق.
الأزمة الجديدة دفعت رئيس الحكومة المعيّن حديثًا، سالم بن بريك، إلى تعليق أعمال حكومته، بينما يتجه العليمي ونواب آخرون لطلب تدخل سعودي لكبح جماح الانتقالي المدعوم إماراتياً، وإعادة ضبط المشهد جنوب اليمن.
غير أن القرارات لم تُحدث شرخًا مع شركاء الانتقالي فحسب، بل فجرت أيضًا انقسامات داخلية، خصوصًا في المحافظات الشرقية، عقب إقالة الزبيدي لسالم ثابت العولقي من رئاسة هيئة الأراضي بعدن، رغم كونه متحدثًا سابقًا باسم الانتقالي وأحد أبرز ممثلي شبوة، وهو ما اعتُبر تجسيدًا لهيمنة الضالع ويافع وإقصاءً للمناطق الأخرى.
وتزامنت هذه التطورات مع تصعيد لافت في الحضور الأمريكي والإسرائيلي بالجنوب، عبر لقاءات مباشرة مع قيادات الانتقالي وزيارات ميدانية حملت غطاءً إعلاميًا، وسط تصريحات لسفير واشنطن في تل أبيب تؤكد دعم خيار انفصال الجنوب.
ويرى مراقبون أن الزبيدي يسعى لفرض أمر واقع جديد بدعم خارجي، في إطار ترتيبات أوسع لجر الفصائل الجنوبية إلى معارك بالوكالة عن الولايات المتحدة وإسرائيل ضد قوات صنعاء، في وقت تعيش فيه بنية الانتقالي نفسها تصدعات متصاعدة بفعل المناطقية والتنافس على النفوذ.