صنعاء ترد بصواريخ فرط صوتية وتُربك حسابات الاحتلال بعد زيارته لواشنطن
في وقتٍ كانت فيه الأنظار تتجه نحو مفاوضات تهدئة جديدة في غزة قد تفتح بابًا لإنهاء الحرب المستمرة ورفع الحصار، اختارت إسرائيل التصعيد عبر شنّ هجوم جديد على اليمن، في محاولة فاشلة لاستعراض قوتها وفرض حضورها في معادلة ما بعد الحرب.
جاء الهجوم الإسرائيلي بينما كان رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو يستعد لزيارة حساسة إلى واشنطن، في ظل ضغوط أمريكية متزايدة – لا سيما من قبل إدارة ترامب – للدفع نحو تسوية توقف النزيف العسكري والسياسي الذي تسببت به حرب غزة على مدار عامين ونصف، والذي لم يستثنِ حتى صورة الولايات المتحدة كقوة عالمية.
لكن يبدو أن تل أبيب كانت تحاول تعويض فشلها الميداني في غزة بمحاولة إحداث “اختراق” في ساحة اليمن، كما سبق أن فعلت في مناسبات سابقة. إلا أن حسابات نتنياهو لم تصمد طويلًا؛ فالهجوم الأخير على اليمن سرعان ما ارتد على الاحتلال، بعدما أطلقت القوات اليمنية صواريخ فرط صوتية تجاه مدنٍ محتلة، أبرزها تل أبيب وحيفا، ما أدى إلى حالة ارتباك واسعة في الداخل الإسرائيلي.
وبينما يسوّق نتنياهو رواية قتاله على “سبع جبهات”، كشفت العملية الأخيرة عن هشاشة تلك المزاعم، خصوصًا بعد فشل الهجوم الإسرائيلي دفاعيًا وهجوميًا، ورد صنعاء القوي والسريع، الذي أظهر مرة أخرى قدرة اليمن على تغيير قواعد الاشتباك.
لقد أكدت اليمن مجددًا التزامها الثابت بدعم غزة، ليس عبر التصريحات فقط، بل عبر ميدان المواجهة، لتفرض بذلك معادلة جديدة في المنطقة، عنوانها: من يعتدي يُضرب في عمقه.