المقالات

لاتستصغروا أنفسكم

الجديد برس : رأي

مالك المداني

يموت العربي وهو يعتقد بأنه أقل شأن من نظيره الأجنبي … أقل ذكاء … أقل علم … أقل دراية !!
وليته يكتفي بهذا فقط ، لكنه يقوم بنقل هذه الثقافة لأبنائه الذين بدورهم ينقلونها لإبنائهم ضمن حلقة من الإستنقاص والتجهيل بحق عقولهم لاتتوقف ولا تنتهي !!
اخرج للشارع في أي دولة عربية ،
وأمسك بأحد المارة في طريقك
قم بإخباره أن الجيش اليمني قام بصنع طائرة حربية مسيرة تحمل صواريخ عدة وبإمكانها أن تقطع مسافة تزيد عن 1000 كيلومتر ،
في أحسن الأحوال ستتعرض للسخرية والإستهزاء وقد يشكك ويطعن في سلامة عقلك !
أعد الكرة مع أناس غيره ، ستلقى الإجابة نفسها في كل مرة
لن يصدقك أحد مهما أجتهدت ومهما حاولت في ذلك ، !!
بينما في المقابل لو أعدت المحاولة مع نفس الأشخاص وقمت بإخبارهم
أن لدى الولايات المتحدة الأمريكية مئات المركبات الفضائية
تقطع ألاف السنين الضوئية في الفضاء ،
وتصل إلى زحل وتهبط في المريخ وتستكشف أورانوس وتعرف إن كان هنالك ماء على أحد الكويكبات أم لا …
ستجد الأنبهار يستحوذ على اعينيهم والإعجاب يتسلط على ألسنتهم
التي سيقضون بها ساعات طويلة يسردون لك ويحكون عن تقدم أمريكا العلمي وذكائها الصناعي وإنجازاتها وماحققته وقدمته والخ … من الترهات وإن كانت حقيقية !!
هكذا نحن وهكذا نشئنا وتعلمنا وتثقفنا ، مجرد طفيليات على العالم وأصحاب عقول أصغر وأكثر بدائية من تلك التي يمتلكونها !
هذا مثال بسيط ، وأنتم قيسوا عليه أنفسكم
كم منكم يعتقد أن القمح الأسترالي أكثر جودة من اليمني أو العربي ؟!
كم منكم يفضل الأقمشة التركية على السورية او المصرية ؟!
كم منكم يعتقد أن رومل أكثر حنكة من قياداتنا العسكرية التي نعرفها في هذه الحرب ؟!
كم منكم مازال يظن أن طائراتنا المسيرة إيرانية الصنع والإبتكار ؟!
كم منكم ، وكم منكم ، وكم منكم !!
لا أسعى لإثبات أي حقائق ولست بصدد مقارنة أي شيء !
فالموضوع لايهم ،
كل مايهم هو كم منا يقوم بتفضيل الأشياء والأشخاص والأفكار والثقافات والعادات فقط لأنها أجنبية ، فقط لأنه يستصغر نفسه ويستصغر أبناء جلدته ويعتقد أننا أقل شأن من أولئك …؟!