المقالات

وساطة السيسي ومعركة حيس

الجديد برس : رأي 

عبدالحافظ معجب 

بعد أن عجز العدوان السعودي الأمريكي الإماراتي عن تحقيق أي إنجاز ميداني عسكري في اليمن، قررت واشنطن الذهاب الى التسوية السياسية، ومن أجل الوصول الى تسوية تحفظ ماء الوجه، لاسيما بعد فشل آخر أوراق الأمريكان (خيانة صنعاء) لابد من (الهضربة) الإعلامية والضغط إعلامياً باتجاه الساحل الغربي مجدداً.
هذه المرة جاء الحديث عن التسوية بلسان مصري عُماني، ومبادرة تمهد لإنهاء الحرب، والسماح بإجراء محادثات سياسية في القاهرة، بضمانات تسمح للقوى اليمنية المختلفة، بالتخلي عن لغة السلاح، وإعادة بناء الدولة التي دمرها العدوان، على أسس توافقية.
بحسب ما نقلته الصحافة الخليجية، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قدم تفاصيل المبادرة للسلطان قابوس بن سعيد، خلال زيارته لمسقط التي استغرقت 3 أيام، وجرى التفاوض بشأنها مع الملك السعودي سلمان، وولي العهد محمد بن سلمان، بالإضافة إلى ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، الذي التقاه السيسي في ختام جولته الخليجية، في زيارة استمرت يوماً واحداً، شهدت 3 اجتماعات ثنائية، بالإضافة إلى اجتماعات موسعة مع وفدي البلدين.
السيسي طرح في المبادرة التي حملها، الحوار السياسي كحل للأزمة اليمنية (طبعاً هذا اللي نقوله من زمان وهم لا رضوا يفكروا أو يعقلوا)، على أن يكون ذلك برعاية مصرية، وتستضيفها القاهرة التي لم تفقد اتصالاتها وعلاقاتها بكافة الأطراف اليمنية، سيما بعد رفضها المشاركة البرية في العدوان على اليمن.
ويتعهد السيسي في المبادرة التي من المتوقع أنها أمريكية في الأصل، باستخدام قدرته الشخصية في إقناع صنعاء بوقف أي هجوم صاروخي على الرياض وأبوظبي، وتقديم تنازلات سياسية، ومطالبة الفريق الآخر بتقديم تنازلات مقابلة، دون تسمية الطرف الآخر، أو حتى الحديث صراحة عن إيقاف مجازر العدوان بحق المدنيين، ووقف الغارات، وإنهاء الحصار المفروض على اليمنيين براً وبحراً وجواً.
السيسي عرض في المبادرة استعداد بلاده المشاركة في عملية حفظ السلام في اليمن، والمساعدة في إعادة تأهيل الجيش اليمني تأهيلاً كاملاً، وتدريب قياداته، في حال نجاح المبادرة المطروحة، على أن تكون هذه الخطوة في إطار عربي ودولي معلن ومحدد المسارات، ووفق جدول زمني مختصر.
وفي الوقت الذي كان ينتظر فيه السيسي رداً سعودياً إماراتياً إيجابياً على المبادرة، كانت السعودية تكثف غاراتها الجوية على مديرية حيس بمحافظة الحديدة، فيما الإمارات تحرك مرتزقتها للزحف باتجاه حيس، في محاولة ليست الأولى للسيطرة على المديرية واحتلالها، لتنطلق منها في عمليات عسكرية باتجاه (ميناء الحديدة) الحلم الأمريكي الإماراتي.
هذا التصعيد المتزامن مع الحديث عن مبادرة السيسي يؤكد الخوف السعودي الإماراتي من الذهاب الى أي مفاوضات وأيديهم (فارغة) من أي تقدم على الأرض يعزز موقف مرتزقتهم على الطاولة.
3 سنوات من العدوان علمتنا أن كل تصعيد سعودي إماراتي ينتهي بمزيد من المجازر بحق المدنيين وانتصارات إعلامية، على غرار سيطرتهم على 85% من الأراضي اليمنية، وانتصارات أخرى كثيرة وكبيرة حملوها معهم الى طاولات جنيف والكويت، وجميعها كانت (هنجمة) إعلامية فقط.