المقالات

حسابات حرب اليمن

الجديد برس : رأي 

مالك المداني 

يأبى العالم إلا أن يحضر نفسه لمفاجأة كبرى تأتي من اليمن ، تخلط أوراقهم وتقلب طاولاتهم وتحيل ترتيباتهم وحساباتهم التي مكثوا سنين طويلة في إعدادها إلى فوضى عارمة كقبو عالم فيزياء مر عليه إعصار أو عاصفة !!
ثلاث سنين من الحرب ، لم يسبق لي أن رأيت أو شاهدت رجل عاقل على قنواتهم الفضائية ووسائلهم الإعلامية يرى حرب اليمن وأحداثها من منظورها الصحيح والواقعي !!
جميعهم يتحدثون عن إعادة الشرعية … الخطر الإيراني … جماعة متوحشة اتت من الكهوف … أقلية متطرفة تشكل خطر على مكة !
جميعهم يتحدثون عن إرجاع اليمن للحضن العربي ، وأن الحرب قائمة للدفاع عن العروبة والأسلام والقومية وما إلى ذلك من ترهات فارغة بفراغ رؤوس قائليها !
يأبى العالم أجمع إلا أن ينفق مليارات الدولارات إستناداً إلى معطيات لاتمت إلى الواقع بصلة أو علاقة !
إرحموا أنفسكم … أبحثوا عن عاقل بينكم يعرف المنطق وماحقيقة مايدور في اقصى الجزيرة العربية !
لايمكنكم التعامي عن حرب لم يسلم منها 27 مليون نسمة على رقعة مساحتها اكثر من نصف مليون كيلو متر مربع !
الأمر ليس بشجار قرويين في مكان ناءِ !
دعوكم من الخرافات وأفلام الخيال العلمي … إنظروا للواقع ، إبنوا حساباتكم وفقاً لمعطياته ، لاينقصنا فوضى جديدة وترهات مستحدثة في المستقبل القريب ، إعرفوا مالذي ينتظركم وكيف يمكنكم مواجهته وبأي طريقة !
لم يعد بمقدورنا التعامل مع الحمير البشرية أكثر من هذا !
حان الوقت لنتعامل مع رجال عقلاء يعرفون أهمية العقل وطريقة استخدامه … يقاتلون ب عقل … يفاوضون ب عقل … يواجهون ب عقل … يكذبون ب عقل … يصدقون ب عقل !
يكفينا … طفح الكيل ، رتبوا اوراقكم بشكل صحيح هذه المرة ، وإلا فأنتم مع موعد قريب للظهور بنفس مظهر البغال التي تشاهدونها كل يوم على الشاشات والقنوات الفضائية !
وصدقوني … ليس هنالك مايثير للسخرية أكثر من حمار يضع العقال إلا حمار يرتدي ربطة عنق !
وأتمنى ألا تكونوا كذلك !