الأخبار المحلية

طائرات عسكرية تقتحم مطار صنعاء ومشاهد صادمة لما حدث داخل أقوى المعسكرات التابعة لأحمد علي صالح بالعاصمة

الجديد برس:

عرضت قناة “المسيرة” التابعة للحوثيين، فيلماً وثائقياً من إنتاجها حمل عنوان “السيطرة” تطرق إلى طبيعة النشاط العسكري والاستخباراتي الأمريكي في اليمن مطلع الألفية الثالثة.

وكشف الوثائقي أنه ومن بوابة تدريب الجيش اليمني وإرسال شحنات من المعدات والأسلحة سعت الولايات المتحدة لإنشاء محطة لـ”CIA” في اليمن، وفقاً للوثائق المعروضة في الفيلم التي كشفت لقاءات أجريت بين مسؤولي وكالة المخابرات الأمريكية (CIA) بعسكريين من صنعاء بعد توجيهات الرئيس اليمني الأسبق علي عبدالله صالح بتقديم كافة التسهيلات لإنجاز ذلك.

وعن النشاط الاستخباراتي الأمريكي في اليمن أفادت وثيقة صادرة عن دائرة الاستخبارات العسكرية تحت وسم “سري جداً” في سبتمبر من العام 2002 عن رصد تحركات لعناصر أمريكية في العاصمة صنعاء وبعض المدن الرئيسية دون أي اشعار مسبق، كاشفة أنه تم رصد تواجد عناصر أمريكية في مسارح بعض الحوادث الأمنية والانفجارات في العاصمة صنعاء.

وعرض الوثائقي تسجيلات حصرية لجولة عسكريين أمريكيين في معسكر الحرس الجمهوري جنوب العاصمة صنعاء لمعرفة التشكيلات والأسلحة العسكرية بحضور عسكريين ومخبرين أمريكيين بينهم السفير الأسبق في اليمن أدموند هول وقائد العمليات الخاصة الأمريكية غاري لين هاريل،

وخلص الفيلم إلى أن معسكرات القوات الخاصة التابعة لنجل رئيس السلطة الأسبق أحمد علي عبدالله صالح كانت مركز النشاط العسكري الأمريكي في العاصمة صنعاء.

الفيلم الوثائقي حوى على مشاهد ووثائق تعرض للمرة الأولى، توضح هذا النشاط الاستخباراتي الكبير في اليمن، إبان حكم علي عبد الله صالح، كما تطرق الفيلم إلى مرحلة التوغل الأمريكي في اليمن ليوضح مدى انصياع صالح وحكومته للأمريكيين، والسماح لهم باستباحة الأراضي اليمنية، والسيطرة على القرار اليمني تحت ذريعة “محاربة الإرهاب”.

وعرض الفيلم الوثائقي مشاهد حصرية للنشاط العسكري الأمريكي في وسط الجيش اليمني، تحت غطاء التدريب، كما عرض تسجيلات لتدريب مجموعة من قوات “المارينز” الأمريكية لوحدات من قوات “الحرس الجمهوري” في نظام صالح بالساحل الغربي، وظهر فيها نجل صالح وعلي محسن الأحمر كإحدى الأدوات المنبطحة للأمريكيين، والمؤتمرين بأمرهم.

ويؤكد وكيل جهاز الأمن القومي سابقاً، الفريق الركن جلال الرويشان، أن الهدف الأمريكي من وراء هذه التدريبات في الساحل اليمن، والضغوط الأمريكية المتواصلة، تمثلت في عروض بإنشاء رصيف بحري في جزيرة “ميون”، وأرصفة بحرية ومطار في جزيرة سقطرى، لافتاً إلى أنه وعقب حادثة المدمرة “كول” نزلت قوات أمريكية إلى داخل مدينة عدن دون إذن رسمي، وسط ضغوط للسيطرة على الموانئ والسواحل اليمنية.

استباحة مطار صنعاء:

وينتقل الفيلم ليتطرق إلى موضوع آخر أكثر ارتباطاً بمسألة النشاط الاستخباراتي الأمريكي، والمتمثل بدخول معدات وأسلحة عبر طائرات أمريكية إلى مطار صنعاء الدولي، دون السماح للجهات المختصة بالمطار لتفتيشها.

ويقول مدير مطار صنعاء الدولي الأسبق، اللواء أحمد معياد، لوثائقي “السيطرة”: إن “الطائرات العسكرية الأمريكية ترددت على اليمن بشكل متكرر بعد 2002م، وإن الحضور الأمريكي المكثف تزامن مع وصول عناصر صهيونية بجوازات أوروبية مختلفة”.

وفي هذه الجزئية أيضاً، يؤكد مسؤول الأمن السياسي الأسبق في مطار صنعاء، العميد أحمد عامر، لوثائقي “السيطرة” أن “العناصر الأمريكية كانت تصل إلى مطار صنعاء دون الالتزام بالإجراءات الرسمية”، مشيراً إلى أن “الأمريكيين ابتدعوا زيارة السفارة والاطلاع على سير التدريبات ذريعة لتوسيع الحضور العسكري مع إخفاء هوية بعض العناصر الوافدة”.

وحصل الفيلم على وثيقة صادرة عن دائرة الاستخبارات العسكرية العامة بوزارة الدفاع في 2002م، تكشف معلومات عن الحضور الأمريكي العسكري في اليمن، وبحسب الوثيقة فإن طائرة قائد العمليات في القوات الخاصة الأمريكية، ألبرت كالند، أقلت شحنة من المعدات والأجهزة دون إشعار مسبق، كما كشفت الوثيقة تضليل الملحق العسكري في السفارة الأمريكية لإدارة مطار صنعاء بشأن شحنة معدات ادعى أنها للقوات الخاصة اليمنية وتبين لاحقاً أنها ذهبت للسفارة.

وبهذا الخصوص، يقول اللواء معياد لوثائقي “السيطرة”: إن “توجيهات عليا متكررة أوقفت تطبيق الإجراءات الرسمية على الرحلات الأمريكية حتى بعد أن أوقفنا بعضها”، مؤكداً سعيهم لتفتيش الطرود المستقدمة أمريكياً بوصفها حقائب دبلوماسية في أكثر من رحلة لمخالفتها المعايير الدبلوماسية واتفاقية فيينا.

ويتفق العميد عامر في حديث للوثائقي مع ما يطرحه معياد، ويؤكد أن الحقائب الدبلوماسية معروفة دبلوماسياً بموجب اتفاقية فيينا، وما كان يصل به الأمريكيون من طرود مغاير لذلك تماماً.

ولم يكتف الفيلم بعرض هذه الوثيقة، بل نشر وثيقة أخرى صادرة عن ركن القيادة والسيطرة بوزارة الدفاع، وهي تكشف مراسلات الخارجية بشأن هبوط الطائرة سي 141 في القاعدة الجوية؛ لنقل معدات للجيش، حيث جرى السماح للمستقبلين اليمنيين والأمريكيين بالدخول للقاعدة الجوية، “وقبل هبوط الطائرة أبلغنا أن المعدات خاصة بالسفارة”.

ويقول العميد عامر: “محتوى الطرود الأمريكية كان أجهزة عدائية؛ ولذلك رفضت السفارة الأمريكية تفتيشها، وضغطت لتمريرها بوصفها حقائب دبلوماسية”.

وثائقي “السيطرة” نشر كذلك وثيقة صادرة عن وزارة الخارجية في نوفمبر 2002م، مرفقة بمذكرة صادرة عن الوزارة لرئيس جهاز الأمن السياسي ومحضر لقاء الوزير أبو بكر القربي بالقائم بأعمال السفير والضابط السياسي والضابط الإداري في السفارة الأمريكية، حيث تم الاتفاق على السماح للحقائب الدبلوماسية المصنوعة من القماش بوزن 50 كيلو جراماً بالدخول للسفارة الأمريكية دون تمريرها على أجهزة التفتيش.

وكشفت الوثيقة أن السفارة كاشفت السلطة أن سرية وحداثة التكنولوجيا المستخدمة تحول دون إخضاعها لأية إجراءات في مطار صنعاء أو غيره.

 

تجنيد يمنيين في واشنطن:

وفي هذا الموضوع، يعرض الفيلم الوثائقي وثيقة صادرة عن الخارجية مارس 2003م، موجهة لمكتب رئاسة الجمهورية يكشف فيها تقرير القنصل الفخري لبلادنا في ميشغن عن ازدياد حالات التجنيد بين أوساط الجالية من قبل أجهزة الأمن والدفاع الأمريكية.

وبحسب الوثيقة فإنه “يفرض على العناصر المجندة التنازل عن جنسيتهم، ويتم إرسالهم إلى اليمن والدول المجاورة؛ للقيام بأنشطة محددة، وإن التنازل عن الجنسية من قبل العناصر المجندة يتيح لأمريكا المطالبة بهم في حالة اعتقالهم؛ باعتبارهم مواطنين أمريكيين”.

ويقول وكيل جهاز الأمن القومي سابقاً، الفريق الركن جلال الرويشان لوثائقي “السيطرة” إن محطة الـ CIA نشطت في تجنيد عناصر من الشرائح المختلفة، من القيادات والمشايخ والمواطنين.

وإضافة إلى ذلك، يعرض وثائقي “السيطرة” وثيقة صادرة عن مكتب رئاسة الجمهورية 2004م، تكشف عن زيارات ميدانية تقوم بها فرق طبية عسكرية أجنبية؛ لجمع معلومات استخباراتية.

وتقول وثيقة مكتب الرئاسة: “تلقينا تقريراً من رئاسة هيئة الأركان يفيد أن الفرق الطبية العسكرية الأمريكية تقوم بعمل استخباراتي خلال أنشطتها المختلفة، وأن الفرق الطبية العسكرية الأجنبية جمعت معلومات حول الحالة الأمنية والأسلحة التي يمتلكها المواطنون والجانب العقائدي لهم”.

وفي وثيقة صادرة عن دائرة الاستخبارات العسكرية تحت وسم “سري جداً سبتمبر 2002م” تكشف رصد تحركات لعناصر أمريكية في العاصمة وبعض المدن الرئيسية دون أي إشعار مسبق، حيث تم رصد تواجد أعداد من العناصر الأمريكية في مسارح بعض الحوادث الأمنية والانفجارات في العاصمة صنعاء.

أنشطة أمريكية في البحر:

يعرض الفيلم الوثائقي “السيطرة” كذلك تسجيلاً للقاء وزير الدفاع الأسبق اللواء عبد الله عليوة بالسفير الأمريكي أدموند هول، يستفسر الأول فيه عن الأنشطة الأمريكية الكبيرة في البحر.

كما ينشر الفيلم تسجيلات حصرية لتكريم ضباط من البحرية الأمريكية وخريجين من القوات الخاصة، بحضور قائد القوات الأمريكية في “القرن الإفريقي”، ماستين روبسون.

وفي هذا الشأن، يقول الفريق الرويشان: “إن السيطرة الأمريكية فرضت قلب معالم الاستراتيجية العسكرية الواجب اتباعها وطنياً، بإتاحة بناء قوات برية، ومنع بناء قوات بحرية”، في حين يقول مدير المعهد البحري العميد الركن عبد الواحد الميدان لوثائقي “السيطرة”: إن “ارتهان السلطة للإملاءات الأمريكية كان السبب الرئيسي وراء عدم بناء القوات البحرية”.

ويشير العميد الركن الميدان إلى أن “الاستهداف الأمريكي طال القدرات التسليحية والتوجهات الدفاعية في القوات البحرية والدفاع الساحلي، وأن الأمريكي قدم “الدعم” لخفر السواحل كبديل للقوات البحرية وقاعدتها المادية التدريبية والعملية المختلفة”.

العقيد الركن الميدان أوضح أيضاً لوثائقي “السيطرة” أنه “وفي ظل السيطرة الأمريكية وزّعت السلطة كوادر القوات البحرية على القوات البرية، مع هالة إعلامية لخفر السواحل”.

من جانبه، يوضح مدير مكتب رئيس مصلحة خفر السواحل، العقيد محمد عجلان، لوثائقي “السيطرة” أن “شكلية الدعم الأمريكي لخفر السواحل كانت أكثر من الجدية والموضوعية”.

وثيقة أخرى صادرةٌ عن وزارة الخارجية، في أكتوبر 2002م، تبين أن السفير الأمريكي قال: إن المشكلة في عدم بناء خفر السواحل عدم وجود الأشخاص المناسبين للتدريب”، وأن الوزير القربي أوضح أن “معلوماتنا تفيد أن ناقلة النفط الفرنسية ليمبورغ لم تتعرض لأي هجوم على ساحل المكلا”.

وهنا يؤكد الفريق الركن جلال الرويشان أن عدم السماح لليمن وغيرها من دول البحر الأحمر ببناء قوات بحرية يرتبط أمريكياً بالحفاظ على أمن الكيان الصهيوني”.