المقالات

جروح الزمن لم تشفى بعد..!!

الجديد برس : مقالات 

بقلم / مصطفى الخطيب 

من قصف المدن إلى قتل الملايين إلى تزييف التاريخ . يصر العدوان على إنتاج ظروف مؤاتية بالقمع الداخلي لشعبه وبالعدوان الخارجي على الشعب اليمني ، في ضل التعتيم الإعلامي والصمت الدولي لتغطية الوقائع في عدوانها الجائر ، متعاميين حالات الفشل الأمني الحاصل في المناطق الجنوبية المحتلة من قبله .
وبمرور تسعة أشهر للعدوان وللحصار ، لا زال الشعب اليمني صامداً في مواجهة قوى الطغيان بكل أسلحتها وإمكانيتها وتحالفها العشري ومرتزقتها من “البلاك وترر” وغيرهم ، مستعديين للدفاع عن ألارض وكرامتها إلى قيام الساعة مهما بلغت التحديات والتضحيات ، إلتي كانت وستكون سبباً رئيسياً في تعزير ودحر العدو ومرتزقته .
الشعب اليمني اليوم قد كشف النقاب في شرح الوقائع الجلية لمخططات العدوان “الصهيو-أمريكية” الممثلة بتحالف المملكة والجماعات الإرهابية كـ “داعش” وغيرها ، إلتي إرادت إخضاع المجتمعات وتركيعها ، وإن الزم الأمر إلى تدميرها ، وتغطية هذي الجرائم تحت المسميات العنصرية والطائفية ، فالأمس شاهداً بهذهِ الوقائع ؛ فتنفيذ سلطات “آل سعود” أحكام الإعدام على الشيخ نمر النمر وسبعة وأربعون آخرون ، ليس لأن الشيخ النمر شيعياً ومخالف لمذهبهم ، بل لإنه خرج ضد حكمهم السلالي الحاقد وصرخ بأسقاط هذا الكهنوت ، إسقاط معاناة إبنا شعبه من قمع وتعذيب ونهب بلدهم وتقسيم ثرواته حصص في ما بين هذهِ العائلة المتجبرة ، لتترك الشعب يعاني الفقر والجوع وحيداً وبالقوة من دون أي إعتراض .
في حين تستخدم هذهِ الأساليب على إبنا شعب الجوار ، يدعي حكامها إنهم يحاربون شعب اليمن للتحريرها من التدخل الايراني والانقلابيين وغيرها من تداعيات زائفة بغرض حمايته ، غاية إعادة النفوذ والسيطره إلذي أسقطه الشعب وقطع اذياله في ثورة الـ”21 سبتمبر” ضد قوى الاستكبار في البلد .
وليدرك أولئك الذين احتموا تحت ضلال هذا العدوان من جنوب هذا الوطن أم من شماله ، إن الإنسانيه لا يمكن إن تكون ذات وجهين توزع الموت هنا وتوزع القبلات هناك بين شعوب كلها مظلومة وكلها مطحونة وكلها مضروبة ، وستثبـت الأيام أنكم ستمنون بالطعـن غداً بسكاكين أستضليتوا بها بالأمس .
فالمملكة الجاره لا تزال ذلك السكين الذي يطعن ويجرح في الجسد اليمني كل يوم وحين، وبين طعنة وجرح يقوم بدور المعالج ، دون الاعتراف بالجرم ، ظناً أن طعناته أضعفت مناعة ذالك اليمني ، ولكنه لا يعلم بأنه قد أيقض الروح الجبارة الرافضة لكل ما يوحى منه .
تتخطى رسالة ذاك الجسد مبتور اليد عندما اجتاح بها ثكنات العدو وسيطر عليها بتلك الجروح ؛ جروح التاريخ الممتزجة بالجغرافيا إلتي لم تشفى بعد ، ستكلفهم ثمن لا يطاق .