المقالات

مسؤولو الشرعية لعنة على هذا البلد

مسؤولو الشرعية لعنة على هذا البلد

الجديد برس : رأي

مصطفى النعمان

الحكومة أعلنت من الرياض ان عدن مدينة موبوءة، وبدأ موظفوها خارج اليمن حملة للحصول على مساعدات وأموال.
‏البلاد كلها تعيش الوباء والمطلوب اخلاقيا التواصل بين الجهات الصحية في الداخل ودعوة منظمة الصحة العالمية للتنسيق بينها، لأن الحكومة والحوثيين غير مؤتمنين على أموال المانحين.

* * *

‏موظفان في حكومة الرئيس هادي يعيشان بأمان مع اسرهما خارج البلاد صرحا بأن الحكومة ستواجه بحزم تحركات المجلس الانتقالي، وأن الضغط العسكري هو الذي سيجبر الحوثيين على التفاوض.

هذه الشرعية أعجز من تحقيق أي إنجاز، لأن من يريد الفعل عليه التواجد على الأرض وليس عبر الواتساب والشاشات.

* * *

قالت وكالة سبأ الرسمية إن الوزراء التابعين للرئيس هادي ومكتبه عقدوا اجتماعا (افتراضيا) ناقشوا فيه الجهود المطلوبة للتعامل (العقلاني والحكيم) بما يحافظ على تماسك الدولة والحكومة الشرعية وتفويت أي فرصة على الساعين لتقويض الأمن والاستقرار وحرف البوصلة عن (المعركة الوجودية) لليمن وشعبها ضد مليشيا الحوثي الانقلابية ومشروعها العنصري والدخيل.

وأكد المجتمعون انهم لا يمكن ان (يسمحوا) تحت أي ظرف أو مسمى (بالانتقاص) من سلطات مؤسسات الدولة أو (منازعتها) لصلاحياتها و(عرقلة) مهامها و(القيام بواجباتها) (تجاه المواطنين ومعاناتهم).

في حين الواقع يقول إن الذين شاركوا في الاجتماع الافتراضي هم في نظر المواطنين ليسوا اكثر من مجموعة افتراضية تعيش في عالم بعيد عن هموم الناس واحتياجاتهم.

كيف يتصور هؤلاء انهم (لن يسمحوا) بانتزاع سلطاتهم ومنازعة صلاحياتهم وعرقلة مهامهم والقيام بواجباتهم تجاه المواطنين؟ ان هذا تعبير يدل بجلاء انهم لا يتمتعون بأدنى درجات العقل والضمير والحياء.

موظفون غائبون عن الوطن لخمس سنوات مع رئيسهم ومع ذلك لا يجدون اي مشكلة في ارتداء بدلاتهم وربطات العنق ليناقشوا هموم وطن مدمر مريض تخلوا عنه ولا يفكرون بالعودة اليه، ولكنهم ما زالوا يثقلونه ببيانات افتراضية.

هل من المعقول ان بمثل هؤلاء يمكن الحديث عن استعادة الدولة ورفع علم الجمهورية في مران كما كرروا وصرخوا؟!، بل زادوا على هذا ان تجاهلوا كوارث الناس وانشغلوا بمعارك مع طواحين الهواء.

هم لعنة على هذا البلد.

* * *

لورنس ج بيتر وريموند هال هما أول من لاحظ التطور التدريجي للتفاهة، الذي شق طريقه بعد الحرب العالمية الثانية، ويتجلى بوضوح في ترك الموظفين ذوي الكفاءة الاعتيادية على الترقي حتى شغل مواقع السلطة، مُبعدين بذلك المنتمين إلى فئة ذوي الكفاءة العالية، وأيضاً فئة غير الأكفاء: “ما جوهر الشخص التافه؟ إنه القادر على التعرف إلى شخص تافه مثله، إذ يدعم التافهون بعضهم بعضاً، فيرفع كل منهما الآخر، لتقع السلطة بيد جماعة تكبر باستمرار، ومع ذلك يجب التنويه إلى أن التافهين لا يجلسون خاملين، بل إنهم يؤمنون بأنهم يعرفون كيف يعملون بجهد”.

من منشورات الكاتب على فيسبوك