المقالات

مقارنة بين تجربتين تفضح تجار الحروب..انظروا

مقارنة بين تجربتين تفضح تجار الحروب..انظروا

الجديد برس : رأي

صلاح السقلدي

انظروا جيدا الى هذه المقارنة بين تعاطي حكومة الفنادق المسماة زورا وبهتانا بالشرعية مع خصومها في صنعاء منذ بداية هذه الحرب ومع تعاطيها منذ قرابة عام مع خصومها الجنوبيين والمجلس الانتقالي الجنوبي تحديدا. فهذه الحكومة المسخ ظلت ترفض الحوار مع الحركة الحوثية” انصار الله” وحزب المؤتمر الشعبي العام مشترطة تسليم السلاح لها والانسحاب من المدن وإخلاء المؤسسات وعودة الشرعية المزعومة الى صنعاء، ولكنها ما لبثت  بعد أن تبخر وهمها بالانتصار وصار هباءً منثورا أن شدتْ رحالها صاغرة الى الكويت للحوار، ثم الى جنيف، ومن ثم رحلت حتى اقصى شمال الكرة الأرضية  الى السويد حيث تم الاتفاق هناك على ما سُــمّيَ باتفاق ستوكهلم لتستجدي حوار ظلت ترفضه. ليس هذا فسحب بل أنظروا كيف ظلت تتملص بعد ذلك من تنفيذ الاتفاق الذي أتى بما لا تشتهيه سفنها، واعتبرته مكافأة أممية لمن تسميهم بالانقلابيين مع أنها وقعت عليه وتعهدت مجبرة بتنفيذه. فهي  تقول الشيء ونقيضه، ففي الوقت الذي تقول ان هذا الاتفاق قد أتى مكافأة للانقلابيين فأنها تتهمهم بعرقلة تنفيذه، وأنها هي الحريصة على تنفيذه. فكيف يكون الطرف الذي أتى الاتفاق لمصلحته معرقلا له؟ وكيف يكون الطرف الذي يشتكي من هذا الاتفاق حريصاً على تنفيذه؟ عجبي.!

ولأن الشيء بالشيء يذكر، فمن اتفاق ستوكلهولم الى اتفاق الرياض الذي اعتبرته حكومة الفنادق هو الآخر مكافأة للانقلاببين في عدن , وظلت تتملص من التوقيع عليه بل وترفض لقاء من تصنفهم بانقلابيين عدن تماما كما ظلت ترفض الحوار مع الحركة الحوثية والمؤتمر الشعبي، ولكنها حين اُجبرت صاغرة على التوقيع عليه  شرعت من اليوم الأول بتوجيه الاتهام للطرف الجنوبي بالعرقل ،هذا الطرف ا الذي تقول هذه الحكومة المسخ أن هذا الاتفاق اتي لمصلحته.!

وبالتالي فمَـــن كان لديه أي شك في بداية هذه الحرب من أن هذه الحكومة المسخ بأنها ليست مجرد تابع ذليل وليست فاقدة لأدنى حضور شعبي شمالا وجنوبا وأنها ليست عبارة عن عصابة لصوص وتجار حروب وترفض أي جهود لوقف الحرب ولتضميد الجراح بالشمال والجنوب فإن الاحداث الأخيرة بالجنوب وبالذات بعد توقيع الرياض وطريقة تعاطيها المفضوح مع الطرف الجنوبي قد قطع لديه الشك باليقين بهذه الحقيقة.

نقلا عن صحيفة المراسل