المقالات

السعودية تطلب النجدة بسبب صاروخ “كروز” اليمني

السعودية تطلب النجدة بسبب صاروخ “كروز” اليمني

الجديد برس : رأي

ندين عباس

التحوّل في استهداف الأهداف السعودية الذي تتحكّم به قوات الحكومة اليمنية في سبيل توازن الردع، يبدو أنه يحمل الجيش اليمني واللجان الشعبية من الدفاع إلى الهجوم.

الدفاعات السعودية تفشل في اكتشاف صاروخ “كروز” اليمني الصنع الذي يستخدمه الجيش اليمني واللجان الشعبية بنجاح للمرة الأولى في استهداف برج المراقبة لمطار “أبها” في العمق السعودي، ما أدّى إلى تعطيل الملاحة في المطار الدولي.

واستمراراً لقصف الأهداف التي حددها الجيش واللجان، تتلاحق الضربات بشكل شبه يومي كما هدّدت حكومة صنعاء. فبعد انتهاء الشوط الأول من تحقيق الأهداف، توسعت دائرة الجيش اليمني واللجان الشعبية في اليمن، ليدخلوا مرحلة جديدة عمادها سلاح الجو المسير، إذ نفذت هجمات على قاعدة الملك خالد الجوية في منطقة خميس مشيط جنوبي غربي السعودية بطائرات مسيرة من طراز “قاصف k2” وفي هذا السياق أعلنت القوات اليمنية قبل أيام عن شن هجمات بطائرات مسيرة أيضاً على مطار جيزان جنوبي غربي السعودية.

فالقوات اليمنية تهدّد باستمرار الهجمات على قاعدة “المطار بالمطار والسن بالسن والعين بالعين”، لتستهدف صباح اليوم مطار “أبها” الدولي بصاروخ مجنح يمني الصنع من نوع “كروز”. وهو ما دفع السعودية لطلب نجدة الأمم المتحدة والدول الغربية التي تلاحقت تصريحات بعض المسؤولين لإدانة الهجوم وتراها تصعيداً غير مسبوق في الهجوم على المنشآت السعودية في عمق أراضيها.

السعودية دققت بالحرف ما قاله المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع حين قال “بنك أهدافنا يتسع يوماً إثر يوم، وكل أهدافنا موثقة بالصوت والصورة” وفي هذا الإطار تؤكد السعودية خبر استهداف المطار وتنشر صوراً أولية لآثار استهداف مطار “أبها” على موقع وكالتها الرسمية “واس”، فضلاً عن كلام المتحدث باسم التحالف تركي المالكي الذي أكّد أنّ الاستهداف أدى إلى وقوع 26 إصابة.

قصف برج المراقبة جعل التحالف يلغي رحلة جوية لرئيس فريق المراقبين الدوليين مايكل لوليسغارد الذي انتظر لساعات في المطار واضطر بعد ذلك للمغادرة عبر طائرة أخرى إنسانية إلى الأردن.

“وفق الخيارات المتاحة” يلمّح الجيش اليمني إلى استهداف الرياض والموانىء السعودية في قوله:”المطار بالمطار والميناء بالميناء والعاصمة بالعاصمة”، ويؤكد اتقان دراسة الزمان والوقت المناسبين لتنفيذ العمليات العسكرية، لتطلق أيضاً القوة الصاروخيّة للجيش واللجان ثلاثة صواريخ من نوع “زلزال1” على تجمّعات التحالف السعوديّ في جبهة عسير فيما استهدفت وحدة القنّاصة عدداً من الجنود في الجبهة ذاتها.

وأوضح مصدر عسكري أنّ القصف الصاروخيّ أدى إلى مقتل عدد من قوات التحالف السعوديّ قبالة أبواب الحديد في عسير، وأفاد بمصرع وجرح 8 جنود آخرين بعمليات قنص قبالة منفذ علب.

كما منعوا محاولة تسلل وشنوا هجوماً عكسياً في محور جيزان قبالة جبل قيس، ونفذوا كميناً محكماً في صحراء الأجاشر قبالة نجران وسيطروا على 20 موقعاً للجيش السعودي هناك.

وكان الاعلام الحربي قد نشر مشاهد أظهرت انسحاب القوات السعودية وفرار الجنود السعوديين تاركين جرحاهم في شعاب المنطقة قبل أن يأسرهم الجيش واللجان.

الاتصالات السعودية الحثيثة مع الأميركيين والغربيين على وقع صاروخ “كروز” تطالبها باتخاذ موقف ضد الحوثيين والتصدي للطائرات المسيرة، إلا أن عضو لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس دايفيد سيسيلين قال إن الأسلحة الأميركية التي وصلت إلى السعودية تؤدي إلى قتل الأبرياء في اليمن، مؤكداً أن إدارة بلاده كانت سبباً في تدمير حياة اليمنيين وبنيتهم التحتية.

غير أن رئيس وفد صنعاء المفاوض محمد عبدالسلام يؤكد على أن “استمرار العدوان والحصار على اليمن للعام الخامس يحتم على شعبنا اليمني الدفاع عن نفسه”.

التحوّل في استهداف الأهداف السعودية الذي تتحكّم به قوات الحكومة اليمنية في سبيل توازن الردع، يبدو أنه يحمل الجيش واللجان من الدفاع إلى الهجوم.

المصدر: مقال منشور للكاتبة على موقع قناة الميادين اللبنانية