المقالات

لذلك نقول لن يكون الغد إلا للحوثيين شأنا ام ابينا

لذلك نقول لن يكون الغد إلا للحوثيين شأنا ام ابينا

الجديد برس : رأي

مصطفى الشعيبي

هل تعلمون ماذا يعني ان تقوم جماعة او مليشيا او حركة انقلابية او تصحيحية او سمها ما شأت بالسيطرة على الدولة ثم يتم تجيش الجيوش عليها و تحاصر و تستهدف المناطق التي تحت سيطرتها و هي مناطق مهولة بالسكان من قبل الدول الاقليمية مع اسناد و دعم دولي ثم ما يكون من تلك الجماعة إلا ان تواجه ذلك الحرب التي اعلنت عليها بكل ما هو متاح و ان تتكفل بتسير القوافل تلو القوافل من انصارها الى الجبهات و تتكفل بكل التدابير العسكرية و الخطط الحربية الدفاعية منها و الهجومية و في سبيل ذلك عليها ان تطور من القوة الجوية سواء بما استطاعت ان تتحصل عليه من النظام السابق كما نسمع او بالتطوير و في ذات الوقت عليها ان تدير شؤون البلاد لا سيما و ان الكثافة السكانية للدولة تقع تحت مناطق سيطرتها الامر الذي يلزم معه ان يكون لديها خطة لاستتابة الامن و تسير امور الشعب و إدارة الدولة

هل تعلمون ما معنى كل ذلك ؟!!!

معنى ذلك باختصار اننا امام جماعة تنتقل كل يوم بل كل لحظة من اطار الجماعة المسلحة الى اطار لا اقول الدولة فحسب بل الى الدولة العميقة التي تتغلل في كل امور الدولة و التي سوف يكن لها الكلمة العليا و بيدها السلاح الرادع و ذلك ما كان بشأنها و حليفها صالح اذ اعتقد الاخير انه ممسك بزمام الامور متناسيا ان مدة ثلاث سنوات من السيطرة يغيير الكثير من قواعد اللعبة فما كان منها إلا ان تغلبت عليه في مدة لا تذكر و بسهولة لم نكن نتصورها

فما بالنا اذا ما استمر الامر كذلك لسنوات و هي سنوات قحط و جوع و فقر بسبب حصار مطبق و حرب عبثية فرضت على الدولة

كل تلك معطيات و مقدمات تقول لنا ان الحوثيون مهما ما حاولنا ان نغرر على انفسنا و نمنيها بالكذب بان نقول عنهم انهم مجرد مليشيات متخلفة إلا ان الحقيقة انهم لم يعودوا كذلك بل ان سنين الحرب و الحصار جعلت منهم و تجعل منهم دولة حقيقة فرضت نفسها على المجتمع الدولي و تمكنت من الدولة بما بذلته من مال و جهد و نفس

اخوتي

العقل و المنطق بل و قبل ذلك التاريخ و عدل الله يقضي بان الحوثيون هم دولة الغد فهم من إداروا الدولة في اشد ايامها حصارا و حربا و هم من بذلوا النفس و تمكنوا منفردين من إدارة الحرب و السلم فلا يكون من عدل الله إلا ان تكون لهم الامر و الفصل

لذلك نقول

ان إخلاء الجبهات لهم في المقام الاول هو إخلا الدولة غدا من التعددية و جعلها حصرا بيدهم خاصة و نحن نعلم و تعلمون ان هذه الحرب لن تنتهي إلا بالصلح صلحا يكن لهم فيه القول و كيف لا و الارض بيدهم و هم من حارب و قاوم و حافظ عليها بالدم قبل الجهد و المال

و عليه

نقول من أراد ان يشاركهم الحكم في الغد فيجب عليه ان يشاركهم اليوم بالصمود و الحرب و الذود عن الارض و العرض و منها تكون إدارة الدولة كما كان الوضع عندما كان المؤتمريين لهم حلفاء

اما اليوم فقد قال الشعب لهم قاتلوا انتم و تدبروا شؤون البلاد و العباد و ها و نحن هنا قاعدون فمن يقول ذلك اليوم فعليه ان يصمت و يرضى بالقعود غدا

نكررها على مسامعكم

هبوا لوطنكم و لا يكون ذلك إلا من خلال الجبهات لا من خلف جدر المعتدي