المقالات

ليبيا.. صراع الترتيبات والافتراقات!

ليبيا.. صراع الترتيبات والافتراقات!

الجديد برس : رأي

راسل القرشي

شيء مؤسف حقاً ما يحدث في ليبيا كما يحدث في أكثر من بلد عربي.. ومع كل هذه الأحداث نجد أن وراءها دول عربية، قد يكون لها أهداف خاصة بمشاريع أجنداتها، أو يكون الهدف جعل ليبيا تغرق في بحر الدم الذي هي فيه منذ 8 سنوات، تحت دافع الانتقام من الشهيد معمر القذافي الذي استشهد قبل 8 سنوات.
في ليبيا كل طرف من الأطراف المتصارعة يتهم دولاً عربية وغربية بالتدخل في الشؤون الليبية، والعمل على زعزعة الأمن والاستقرار فيها، رغم أنها مزعزعة بفعل أيادي أبنائها أنفسهم منذ سنوات..!
هذا الطرف يتحدث عن أنه الأحق في حكم ليبيا والمخول من الشعب.. والطرف الآخر يكرر نفس الكلام.. فيما الشعب هو الضحية، ولا علاقة له بكل ما يحدث..
فصائل مسلحة متعددة منقسمة التوجهات.. فهذه مع طرف، وتلك مع الطرف الآخر.. وبعضها يعمل لحسابه وتنفيذاً لأجندات خارجية، قد تكون تلك الدول العربية والغربية الداعمة للطرفين الرئيسيين هي نفسها من تدعم تلك الفصائل، ولكن بأوجه مختلفة..!
ماذا يحدث في ليبيا؟!
بالفعل إن البقر تشابه علينا.. ولم نعد ندري من هو الفاتح ومن هو الغازي.. ووسط كل هذه الوقائع والأحداث التي لم تهدأ منذ 8 سنوات – كما قلت سابقاً – نجد بلداناً عربية معروفة هي التي تقف وراء تأجيج كل ما يحدث من صراع في ليبيا، كما هو الحال في العراق وسوريا واليمن..
في تسجيل صوتي يظهر خليفة حفتر مخاطباً سكان طرابلس بإلقاء السلاح ورفع الراية البيضاء لضمان سلامتهم..
في هذا التسجيل الصوتي بدا حفتر متشبهاً بيوم فتح مكة، يطالب سكان طرابلس بالبقاء في منازلهم، وحاملي السلاح برمي سلاحهم ورفع الراية البيضاء ولهم الأمان..!
من جهته، يوجه رئيس المجلس الرئاسي الليبي فائز السراج، المسيطر على العاصمة طرابلس، القوات الجوية باستعمال القوة للتصدي لكل ما يهدد المدنيين..!
ولرئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا رأيه أيضاً، حيث قال: نحن على قناعة أنه لا حل عسكرياً لليبيا، ولا يوجد رابح من هذا الحل.. فيما المليشيات الداعمة له تدعو للنفير لمواجهة مليشيات حفتر..!
ويعد المجلس الأعلى للدولة مؤسسة تنفيذية وهيئة استشارية أسست في ليبيا بعد اتفاق وقع في 17 ديسمبر 2015، تحت رعاية الأمم المتحدة، بهدف وضع حد للحرب الأهلية الليبية الثانية..
ووسط كل هذا التصعيد المتسارع في ليبيا، تعبر الأمم المتحدة كعادتها عن قلقها، وتدعو الليبيين لضبط النفس..!
كل ما يحدث في ليبيا وراءه دول عربية وغربية.. وجميعها لا تريد لهذا البلد العربي إنهاء صراعاته.. تريده أن يبقى في هذه الحالة المؤسفة التي يعيشها.. المهم أن تكون آبار النفط بعيدة عن كل ما يحدث..
هذه هي ليبيا اليوم غارقة منذ 8 سنوات في حروب وصراعات لا تهدأ أو تنام.. حروب وصراعات تقف وراءها وتؤججها بلدان عربية.. خدمة لأجندات غربية.
ومع كل هذا التسارع الحاصل في ليبيا، نتساءل: هل هناك ارتباط لهذا التصعيد غير المتوقع في ليبيا بما يحدث في الجزائر؟!
ماذا نقول أمام كل هذه الحقارة العربية..؟ ماذا نقول ونحن نرى أمراء النفط قد تحولوا إلى أساطين للقتل والدمار، لا لشيء سوى خدمة للأجندة الغربية الهادفة إلى تفتيت البلدان العربية والاستحواذ على خيراتها وأراضيها..؟!
يا أمة ضحكت من جهلها الأمم.. هؤلاء نحن اليوم ليس بكل أسف، وإنما بكل خجل.. نعم بكل خجل أصبح كل منا يحرض على أخيه الآخر بلؤم وخسة وحقارة ونذالة وقذارة..
إنه زمن الانحطاط.. زمن تغيرت فيه المفاهيم والقيم والآداب.. زمن يقتل فيه العربي أخاه العربي بدم بارد.. يتآمر عليه ويستولي على أرضه.. يكفره ويحط من قدره خدمة وتنفيذاً لأهداف أعداء العروبة والإسلام والمسلمين..
إنه زمن محمد بن سلمان ومحمد بن زايد والسيسي، وفوقهم ترامب ونتنياهو.. زمن القبح المزين بالذقون والشعوذة تجار الدين والدماء وعبّاد الدولار..!