المقالات

خطاب السيد بين الماضي والحاضر

الجديد برس : رأي

أمة الملك الخاشب

عندما يتكلم السيد القائد عن أهل مكة وموقفهم من الحق وتضييعهم للفرصة التي أتت إليهم لنيل الشرف العظيم بأن يكونوا في طليعة البشرية لتغيير واقع مظلم غارق تحت سيطرة الطاغوت
فهو لا يتحدث عن الماضي فقط ولا يلقي مواعظ فقط ففي خطابه أبعاد لا يفقهها إلا العارفين
أبعاد تربط الماضي بالحاضر وتكرار الشخصيات والمواقف مع اختلاف الأسماء
فعندما يتحدث السيد عن المشكلة الرئيسية التي تحول بين الناس وبين الله تعالى فهو يخاطب أبناء هذا الزمان ولا يخاطب الأمم السابقة
فهل فكر أحدنا من قبل في أسباب كراهية الحق وأسباب الحقد الأعمى والتعصب ضد الحق في عصرنا هذا الذي يتمثل في مسيرتنا القرآنية وفي السيد القائد من جانب كثير من أمراض القلوب؟ ومالذي جعل من المنافقين يتحالفون مع قوى الشر والطغيان رغم يقينهم أنهم على باطل وأن أمريكا لا تريد صلاحا للشعوب ولا خير للبلدان
هل فكرأحدنا في الآية الكريمة التي ذكرها السيد القائد وهو يصف حالة هؤلاء الذين عرفوا الحق وأنكروه وقالوا في نص آية ثابتة تتلى الى يوم القيامة وهم يقولون (اللهم إن كان هذا الحق هو من عندك فأمطر علينا حجارة من عندك أو أئتنا بعذاب أليم ) هذا طبعا من شدة جهلهم وعنادهم وتكذيبهم فماهو الحق الذي أزعجهم لهذه الدرجة ؟ هل فكرنا في حالة مرتزقة اليوم ؟ وفي حالة بعض الجاحدين والناكرين للحق وهم يرونه بأم أعينهم ثم يزعمون أنهم لم يعرفوه بعد ؟
يشاهدون جرائم العدوان الامريكي السعودي بأم أعينهم ويشاهدون الأشلاء متناثرة والدماء مسفوكة والحرمات منتهكة والاعراض مباحة والأرض محتلة والثروات منهوبة والثكالى مفجوعة ومع هذا يجحدون ومنهم من يدّعي أنه لم يعرف الحق بعد ومنهم من لا يصمم أن يكون جندي رخيص في صف الباطل؟
يشاهدون انتصارات وثبات رجال الله المؤمنين في ساحات الشرف تتحدث عنها الصحف الأجنبية وتعترف بها المواقع الأمريكية ومع هذا ينكرون ويجحدون ويسارعون بتكذيب أي خبر فيه رفع رأس لليمني وفيه شفاء لصدور محروقة مكلومة من هذا العدوان كأخبار الطيران المسير الذي يقصف مطارات العدو أو اخبار الصواريخ التي تصل الى عقر مواقعهم الاستراتيجية
ما أشبه الأمس باليوم ؟
وما أشبه حالة العناد الشديدة التي تصيب النفوس لنفس السبب الرئيسي الذي وضحه السيد وهو الابتعاد عن الله تعالى
وأيضا وصف حالة البعض التي جعلتهم يحرمون أنفسهم من نيل الكرامة والعزة والرفعة والفلاح في الدنيا والآخرة
فما أشبه حالة التيه والضياع بسبب الابتعاد عن نور الله تعالى في كل الأزمان والعصور فمن يملك الوعي والبصيرة فلا يمكن أن يقع فريسة سهلة لأي من الأكاذيب التي تغطي الحقائق وتزيفها وتبدل المسميات
وفي توضيح السيد القائد بأن أكثر ما يزعج الطواغيت هو أن الاسلام يدعو لتحرير الناس منهم هذه الجملة موجهة لعصرنا ولأجيالنا لعلهم يعقلون ولعلهم يدركون أن الانتهال من نهج القرآن ومن سيرة العدنان هي السبيل الوحيد للنجاة وللعيش عيش السعداء, والموت موت الشهداء