المقالات

القطمة الأمريكية

الجديد برس : رأي

عمر القاضي

تاجر جملة يسرقك طوال السنة. وفي رمضان تصادفه يتصدق بقطم رز أمريكي لمساكين بالحارة، من أجل يدخل الجنة.
مطلع شعبان المنصرم ذهبت لتاجر وبحوزتي قطمة رز أمريكي لأستبدلها بقطمة رز مزة. التاجر طلب مني أن أدفع مبلغ 1000 ريال توفية من أجل يوافق على التبادل المعرفي للرز. حاولت أتفاوض مع عماله على دفع نص المبلغ (500 ريال)، لكنهم رفضوا. حملت القطمة وغادرت المحل. وأنا عائد للبيت، سمعت كما لو أن قطمة الرز الأمريكي بتعاتبنا. قالت ما لك يا عمر هذه الأيام رجعت تدلع؟ ما عد تأكل إلا رز مزة وبسمتي. ها مزة. الله المستعان سنوات وأنت تلحف رز أمريكي، الآن قدك بتقاطع البضاعة الأمريكية. رددت أحدث نفسي ليس مقاطعاً ولا متدلعاً. يا قطمتي أنت عارفة بدلع النسوان حق هذه الأيام. جيل رز مزة ورز موزة. يطلعين الروح وهن يتغزلن برز مزة، هذا رز مزة بينجح سريع. رز مزة ما يعتصد. رز مزة ما يستهلك غاز كثير.
صديقي الرز الأمريكي المحترم، لا تنزعج من مقاطعة شعبنا المظلوم لك، ولبقية البضاعة الأمريكية. أنت تعرف عظمة ووفاء هذا الشعب المسالم والشجاع الذي قضى عمره وهو يلحفك. هدا الشعب المظلوم الذي تلبجه وتحاصره بلادكم الرأسمالية منذ 3 أعوام، وبمختلف الأسلحة، من دون حق. صديقي الرز أنت ضحية سياسة دولتك العدائية الحاقدة التي ما تركت لنا حال.
أما أنا يا صديقي لن أبقى ذلك اليمني الذي يفزع لفوق أي رز، ويدهف أي شيء أصغر منه صالح للأكل. هذه المرة سأفزع لفوق أكبر همبرجر غازي محتل بلا رحمة. سأقضم البيتزا الأمريكية المطرزة بالدم بعنف. شخصياً لا يهمني أن يكون المنتج إيراني أو هندي أو تايلندي، بقدر ما يهمني تاريخ وسوابق الدولة المنتجة مع بلدي، وصلاحية بضاعتها. برغم تأكدي أن بعض التجار ومستغلي الحرب يكتبون تاريخاً مزوراً فوق تاريخ الانتهاء السابق، على بضاعتهم. كما تفعل الإمارات والسعودية. لقد تمادت الإمارات لتكتب على سلع أجنبية ليست من إنتاجها، أنها صناعة وإنتاج إماراتي. بالله عليكم، الإمارات مساحتها كلها بحجم مساحة المهرة. وتريد تنافس أستراليا والصين عبر الغش.
الإمارات تبذل الغالي والنفيس لتصبح حضارة حديثة منتجة منافسة صميل يا صميل. هذه الدولة أغرقت أسواقنا بسلعها المغشوشة. ووزارة الصناعة والتجارة حقنا وإداراتها المختصة بذلك راقدة نوم العوافي. وأنصار الله يمكنوننا قاطعوا البضاعة الأمريكية.
المقاطعة تحتاج لبدائل محلية، يد تزرع وتصنع، ويد تدافع عن الوطن للوصول للاكتفاء الذاتي والتحرر. بارجع للتاجر حقنا. قبل يومين صادفت عمال التاجر الذي رفض التبادل المعرفي عبر الرز، وهم يتصدقوا داخل الحارة حقنا. طبعاً طرقوا باب منزلي. فتحت عليهم، حاولوا بيتصدقوا علي بقطمة رز أمريكي وقرطاس تمر. سألتهم هذا رز أمريكي؟ قالوا أيوه. رددت عليهم المعذرة أنا مقاطع للبضاعة الأمريكية. كمان قطمة الرز الأمريكي التي رفضتوها سابقاً ماتزال في الداخل مليانة. ثم أغلقت باب منزلي عليهم. بعض التجار وقحين يريدوا يدخلوا الجنة من باب منزلي. طوال العام وهم بيسرقونا ويشتروا المساعدات حقنا. والآن يتبرعوا بها. قلك فاعلين خير. فقط أستثني التاجر ورجل الأعمال فتحي فاهم. رجل الخير الذي يوزع زكاته لأغلب أحياء العاصمة صنعاء بصمت، وبشكل دائم، منذ سنوات. تاجر عرفته من أفواه البسطاء والفقراء. ستفخر اليمن بمثل هؤلاء الأبطال الخيرين، الذين يعتبر فتحي فاهم أحدهم.