المقالات

من أرشيف الذاكره… بقلم/ عفاف محمد

الجديد برس – مقالات

قبل عامان ونيف وتحديدا في شهر ٢ عام ٢٠١٥ باص مزدحم بالنساء لكن لم يكن ثمة فوضى فكل واحده تبادر بمساعدة الأخرى بما في مقدورها كأن تفسح لها بقربها او تجيب على تساؤل ما وفي مقدمة الباص إحداهن تنادي بالأسماء كان عدد الباصات كثير والنساء عددهن يتزايد مع مرور الوقت بنظام امني وتفتيش تم بحمد الله توزيع ألكم الهائل من النساء والأطفال على تلك الباصات وما كان هذا الزخم إلا في منطقة الجراف بجانب مستشفى المؤيد ناهيكم عن المناطق الأخرى والحضور المهيب الذي كان آنذاك في ذاك اليوم …(.فعالية اسبوع الشهيد)
،

جلست انا بقرب إحداهن ودارت بيننا بعض الكلمات للتعارف واذا بها تقل انا اخت المنشد لطف القحوم فقلت لها تشرفت بمعرفتك اختي …وفي تعرجات تلك الطريق تبادلنا أطراف الحديث وتحدثت لي الكثير عن شهدائهم من آل القحوم وعن جل ما قدموه في سبيل نصرة الحق والمسيرة القرآنية الجليلة وتحدثت عن اعمال أخيها البطل وانا انصت لها بأعجاب لتلك الروح الحماسيه التي تدب بداخلها وهي تتحدث بكل عنفوان عن المسيرة الخالده عن آمال معلقة بهذا الركب الطاهر وحدثتني عن صعدة..صعدة الشماء التي لم نكن نعرف عن يدور بين جبالها .. وسرعان ما وصلنا الى مبنى كبير اعدت فيه فعالية الشهيد

انذاك كان الشهيد لطف القحوم سلام الله عليه لم يستشهد بعد..
مع ذاك ألكم الهائل من الحضور افترقت عنها وكلماتها الرنانة لم تفارقني وجدت لكلماتها روح في ذاك المكان الواسع وبين كل تلك الصور للشهداء لم اكن حينها ملمة بالشكل المطلوب بالمسيرة القرآنيه
فتنقلت مشدوهه بين تلك الحجرات والغرف وانا في تيه وعجب مما أشاهده عدد كبير من الشهداء لم اكن لأتخيله صور كأنها زهور البيلسان شباب في أوج العمر صور رضيه ينبعث منها نور أزلي ..
وفي احدى الغرف صور كاركاتريه تحكي الواقع الملموس وتصوره في تصاوير أتقنها فنان بريشة سحريه جسدت واقع أليم وغلب عليها طابع حزين مؤلم رغم اننا في ذاك الوقت لم نتعرض للعدوان بعد لكنها كانت تحاكي وضع دامي وأطماع امريكيه وإسرائيلية تشعبت في وطني الغالي كانت صور لأطفال محضبون بالدماء فكنت أغمض عيني لصعوبة المشهد واستغرب طفل !!بهذا الشكل الموجع لا يمكن يستحيل لم اكن لأتخيل باني سأرى منها الكثير وفي والواقع وهنا في العاصمة صنعاء وغيرها لم تكن لأعلم بأن الطفولة ستنتهك لأدنى المستويات في ارضي !!

وتنقلت من مكان الى اخر وانا لا زلت مبهوته من ذاك العمل الجبار الذي يهيء للرايء للوهلة الاولى انه يعيش تلك اللحظات والتفاصيل وذاك الواقع المرير لدقة الإعداد والتنسيق والتصوير …

 

واكثر ما جذبني وان لم يروقني في تلك الفعالية تلك الزوايا المقسمة الى غرف صغيره مرتصه ذات الأنارة الخافته التي تحوي مجسمات حاكية عن صراع دموي ساد في زمننا الحالي جهلنا كل تفاصيله لم استطع تمالك نفسي وانا اسمع لشرح ما حدث في صعده من دمار وطرق وحشيه في الإبادة ودموعي تنهمر بغزارة وتكاد العبرة تخنقني ففي كل زاوية حكاية تحط من قدر الإنسانية لمرتكبي تلك الجرائم ولا ادري كيف سرحت بخيالي إلى مأسآة كربلاء لعلي قد شبهت تقارب الاحداث!!
من ظلم وجور وحصار وكأنه عالم آخر من عالم الحكايات المسردة ..

لم أكن لأتخيل البته ان تلك الفعالية ستحكي تلك المرارة فأقل تصور كنت ارسمة عن تلك الفعالية هي صور. لشهداء مرفق بتاريخ الاستشهاد وكفى !!!

لكني انصدمت كغيري بكل ذاك الظلم والإيذاء الذي حدث لأهل صعده والذي عرفناه في اسبوع الشهيد والذي كان مطموس المعالم ؟!

وعندما شاهدت قطع من الزي العسكري السعودي مرفق مع تلك المجسمات اتضحت الصوره مع الشرح لم يخطر بالبال ان السعودية شاركت في الأجرام في تلك الحروب الست !!
كان الإعلام الوطني يغيب علينا كل تلك التفاصيل وما تناهى لأسماعنا انه ثمة فئة مخربة تسمى بالحوثيين ويتم مقارعتم بشكل عسكري كي لا يصل أذاهم لنا ولازلنا نذكر ذاك الذي تحدث من على التلفاز بقوله سيدي حسين والرسول سواسيه كم بهتنا لذاك التشبيه والتصقت بمخيلتنا تلك الصورة المشوة والتي اتضحت فيما بعد انه موناتج تم دوبلاجه على ما يخدم الفكرة المراد توصيلها !

كان يوم حافل بالمفاجأت المؤلمه والتي صعقنا بها حيث ولم يكن يصلنا شيء من ذلك ولا نعرف ادني شيء عنه !!
وصادف في ذاك اليوم ان التقيت بمجموعة من أقاربي ومن ضمنهم اهل الطفل ابراهيم المستكى الذي بات قصة وجع وفاجعه لن تنتسى

كان ابراهيم الطفل ابن الثلاث السنوات متواجد وعلى رائسه عصابة مكتوب عليها شهادؤنا عظماؤنا وكانت امه تلتقط له صورا بالهاتف في كل الزوايا هناك وخلفه صور الشهداء تارة تلتقط صور فتوغرافية واخرى فديو وهو يؤدي الصرخة بصوته الرنان المتلعثم الصغير ..
وفي عينيه براءة عيت ان تحكى

وبعد ذاك اليوم الحافل بالأحداث واللقائات المتنوعة ذهب كلاً في سبيله ..

وذاك الانطباع والإحساس الغريب لم يبارحاني البتة فقد هالني ألكم الهائل من الشهداء وهالتهي الحقائق المخفاة عنا والتي اثارت حفيظتي وحفيظة كل غيور يدرك لب القضية ويناصر الحق وادهشني ذاك التجهيز المهيب والنظام والترتيب والتنسيق الدقيق الذي أوصل كل تلك المظلوميه بطهر ونقاء وصدق وشفافيه لكل الزائرين

ولكم أعجبت بتلك الأنفس المعطاءة من الأخوة والأخوات الذي بذلوا مساعي جباره في رسم تلك الصورة الحيه …..
مر شهر تقريبا من ذلك اليوم ولم نكن على علم بمايدار من خلف المكاتب السرية هناك وراء الحدود من استهداف ممنهج ومتدرج..
مضت إيام إلا وبنا نسمع عن اغتيال الشهيد الاستاذ عبدالكريم جدبان ولكم اوجعنا ذاك الجرم الشنيع في حق انسان طاهر نبيل مضى بعدها وقت ليس باليسير واذا بالفاجعة الكبرى التي لم ولن ننسى مأساتها لليوم تفجير الجوامع الحشحوش وبدر
ولكم كسرنا وكسر قلوبنا هذا الأجرام والإرهاب والدناءة الغير مسبوقة تفجير في صلاة الجمعه وفي بيت الله !!
ياااا إلهي ماحل بالبشر !!

مناظر تدمي المأقي قبل الافئدة !
وكان ابراهيم المستكى الملاك الطاهر بثوبه البني قد تلطخ بالدماء وانتهكت طفولته وبرائته بكل وحشيه ينطق لها الصخر الأصم استشهد ابراهيم الوجة الباسم الذي كان يلقن الصرخة منذ نعومة أظفاره …وكم وكم وكم هم الذين استشهدوا في ذاك اليوم المشئوم من سأذكر ومن سابقي وماااا.. اعز فقد الصديق تلك الصفعات توالت علينا من اغتيالات وتفجيرات لم نفق من تلك الفاجعة حتى جاءت الطامة الكبرى بعدها بأسبوع …..
عدواااان … جوي نفاجأ به من جارتنا المصونة ومعها لفيف من الأعراب !!
بحق السماء ما الذي دهاهم وكيف طاوعتهم انفسهم بأرتكاب هذا الجرم الفادح ؟
ومن يومها والى حد اللحظة ونحن سابحون في بركة الدماء وحولنا أوصال وأشلاء أجساد تفحمت وكانها خرفان اعدت للشواء ؟!
والأمة الخذلى العربية في صمت مطبق ماذا عساي سأسرد وماذا سابوح و كل يمني عاش اللحظة وقاسى الم المرارة وتجرع الخذلان العالمي !
اضنكم رجعتم معي بذاكرتكم قليلا للواراء
تألمتم لهلع اطفالكم ورعشة أجسادهم
وجالت بكم الذاكرة بالحوادث البشعة الذي خلفها هذا العدوان
والذي ان أمعنا في التفكير وربط الامور ببعضها لوجدنا الجارة المصونة متربصة بنا منذ وقت ليس بالهين فحادث العرضي وكلية الشرطه وتفجير الجوامع كلها واغتيال اعلام من اعلام الهدى البرفسور احمد شرف الدين والخيواني كلها لها يداً فيها وهذه السلسلة لم تنتهي فكل حلقة فيها مرتبطة بالأخرى امريكا وإسرائيل اهم هذه الحلقات والتي عبثت بمصالحنا بأيادي عربيه نجسه اخيراً وليس هناك اخير تلك حكايات مستمره لنصر نسج بخيوط الشمس الذهبية وتسقى بدماء الشرفاء وعرقهم حكايات سيخلدها التاريخ لشعب صامد ابي حر جسور تقطعت اوصاله وتبعثرت ولم ينهك امام جبابرة التاريخ بعدتهم وعتادهم المشهود ومع ذلك منهزمين طوال العامين ومفلسين سياسياً وإنسانياً وأخلاقياً

هنا في منعطفات الحياة تنتصر مجدداً الدماء على السيوف
مجاهدين وشهداء عظام تعجز الكلمات عن ايفائهم حقهم المتوجب هم من سطروا اروع الملاحم
هم من اسقطوا الطائرات اللعينة ًفجروا البرارج المقيتة وتقنصوا الأعداد البغاض البغاة ومرغوا آنافهم من مرتزقة ومأجورين
فكم انت عظيم يا مجاهد وكم انت عظيم ياشهيد وكم انت رفيع القدر وكم انت صامد يا شعب اليمن الجسور
ودمتم سالمين
والنصر حليفنا بإذن واحد احد.