الأخبار المحلية تقارير

مدونة “ستات” القومية الأمريكية : الهجمات في سوريا واليمن تحول الأمراض الى سلاح حرب

الجديد برس : خاص 

ترجمة / أحمد عبدالرحمن قحطان

نشرت مدونة “ستات” القومية الأمريكية التي تختص بنشر القصص والروايات المُصدقة حول الطب والاكتشافات العلمية والتي تستند في تقاريرها على مختبرات البحوث العلمية وبحوث المستشفيات ، والحملات السياسية، تقريراً أعده الدكتور “هومر فينترز” مدير البرامج في منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان، وهي منظمة غير حكومية مقرها الولايات المتحدة وتعمل في مجال حقوق الإنسان وتستخدم الطب والعلوم لتوثيق الفظائع الجماعية والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، وقد نُشر التقرير تحت (عنوان) :-

(الهجمات في سوريا واليمن تحول الأمراض الى سلاح حرب)

قبل عقدين من الزمان، كانت المحكمة الجنائية الدولية تحاكم ما كان يعرف بيوغوسلافيا سابقاً في قضايا الاغتصاب والاعتداء الجنسي كجرائم حرب من الدرجة الأولى، وقد أحدث هذا القرار ثورة في مفهومنا عن الاغتصاب كسلاح من أسلحة الحرب، مما أدى في عام 1997 إلى أول محاكمة على الإطلاق للاغتصاب كجريمة حرب في رواندا.

واليوم نشهد طريقة قاسية أخرى للحرب تظهر في ساحة المعركة وهي تحويل المرض الى سلاح، وخاصة في سوريا واليمن.

خلال النزاع المستمر هناك فقد كان هناك استهداف ممنهج لمرافق الرعاية الصحية، ولكن على عكس الهجمات التي شُنت ضد السفن الطبية خلال الحرب العالمية الأولى، أو حتى الهجمات المتفرقة التي حدثت في الصراعات الأخيرة، فإن وتيرة الهجمات على المرافق الصحية والعمال والموارد في المجال الصحي في سوريا واليمن كانت كبيرة جداً وبدون أي استثناءات.

في السنوات الثلاث الماضية، استهدف المتقاتلون في هذه الصراعات بنشاط جميع المرافق الصحية والإنسانية وبصورة عشوائية مما أدى إلى تدمير كامل للهياكل الأساسية المدنية، فخرجت الغالبية العظمى من المستشفيات عن الخدمة، ودمرت معظم العيادات، وقد تحولت محطات معالجة المياه إلى أنقاض، هذا اضافة الى عرقلة اللقاحات والعقاقير الأساسية الأخرى عمداً من الوصول إلى المدنيين.

وقد تسبب كل ذلك في كارثة صحية عامة – من تفشي وباء الكوليرا في اليمن، الى تفشي أمراض جديدة لم يسبق لها أن انتشرت بهذا الشكل مثل شلل الأطفال والحصبة في سوريا واليمن ايضاً، ويعرض كل هذا الملايين من الأطفال لخطر الموت.

في اليمن، تسبب استهداف المستشفيات والعيادات ومحطات معالجة المياه ومرافق الصرف الصحي في أكبر تفشي للكوليرا في العالم، حيث بلغ عدد الإصابات الجديدة 5000 حالة يومياً. وحتى الآن، أصيب أكثر من 200000 شخص، وتوفي 1300 شخص.

وتتحمل جميع أطراف النزاع المسؤولية، وعلى رأسهم التحالف السعودي الذي يقوم باستخدام الأسلحة الأمريكية والأوروبية لمهاجمة البنية التحتية الصحية في البلاد، وقد مهد هذا الاستهداف أيضا الطريق لتفشي الحصبة في اليمن.

الكوليرا والحصبة، كلاهما من الأمراض التي يمكن الوقاية منها وعلاجها، لكنها من الأمراض التي تفتك بضعفاء الجسد، ومع وجود 1.5 مليون طفل يواجهون سوء التغذية في اليمن، فإن هذين المرضين قد يفتكان في نهاية المطاف بعدد لا يحصى من الشباب.