جدل واسع بعد ابتعاث الانتقالي لفتيات يمنيات إلى أبوظبي وسط اتّهامات بالتجنيد والاستغلال
4:31 م - 2025-09-09
68 المشاهدات
الجديد برس| خاص|
أثار ابتعاث المجلس الانتقالي الجنوبي لمئة طالب وطالبة إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي، عاصفة من الجدل والغضب في الأوساط الجنوبية، وسط اتهامات بوقوف الإمارات خلف هذا البرنامج بهدف تنفيذ أجندات سياسية وأمنية في اليمن تحت غطاء المنح الدراسية.
وبحسب كشوفات الابتعاث، استحوذ أبناء محافظة الضالع على النصيب الأكبر من المقاعد (68 مقعداً)، فيما جرى توزيع 32 مقعداً فقط على بقية المحافظات الجنوبية والشرقية. كما شملت الكشوف أسماء طلاب يدرسون في مستويات متقدمة بجامعات عدن، بينهم الطالبة نهلة نايف، وهو ما أثار تساؤلات إضافية حول الأهداف الحقيقية لهذه البعثات.
اتهامات بالتجنيد واستغلال الفتيات
الناشط الإعلامي جعفر بن أحمد الشبواني وصف في منشور له على “فيس بوك” ما يجري بأنه “عملية ممنهجة لنقل الفتيات إلى الإمارات بذريعة الدراسة، بينما الحقيقة أن أبوظبي تسعى إلى تجنيدهن لخدمة مشاريعها”.
وأضاف محذراً: “ندعو الآباء إلى حماية بناتهم وعدم السماح بتحويل أعراضهم إلى سلعة رخيصة بيد الإمارات”، متهماً المجلس الانتقالي بـ”الاستعداد لبيع كل ما في الجنوب مقابل إرضاء أبوظبي”.
نفي حكومي وتباين في المواقف
في المقابل، حاول المجلس الانتقالي الدفاع عن الخطوة، مؤكداً أن الاختيارات تمت بالتنسيق مع مكاتب التربية في المحافظات. غير أن مدير مكتب التربية في شبوة، سالم حنش، نفى أي مشاركة أو علم بمثل هذه الترشيحات.
كما أعلن وزير التعليم العالي في حكومة عدن، خالد الوصابي، عدم علاقة وزارته بالابتعاث، مشيراً إلى أنه علم بالموضوع فقط من خلال منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي.
سقطرى.. نموذج آخر للتغلغل الإماراتي
الجدل الأخير أعاد إلى الأذهان ما شهدته جزيرة سقطرى خلال السنوات الماضية، حيث اتُّهمت الإمارات عبر المجلس الانتقالي، بفرض أجندة تهدف إلى تفكيك النسيج الاجتماعي السقطري.
وكشفت وثائق إعلامية محلية وعربية عن خطط ممنهجة تضمنت تزويج ضباط إماراتيين من بنات مشايخ الجزيرة وشراء ولاءات شخصيات اجتماعية بمكرمات مالية. كما عملت أبوظبي على إنشاء فرق إعلامية محلية للترويج لروايتها السياسية والعسكرية في الجزيرة.
ابتعاث فتيات سقطرى.. دورات مشبوهة
تقارير محلية أشارت إلى أن مؤسسة خليفة الإماراتية قامت منذ عام 2024 بابتعاث عشرات الفتيات من سقطرى إلى الإمارات بشكل دوري، تحت غطاء المشاركة في “دورات لتعزيز قدرات المرأة العربية”.
غير أن هذه الدورات – وفقاً للتقارير – لم تكن سوى واجهة لبرامج تدريبية مكثفة تديرها منظمات سرية، تهدف إلى تجنيد الفتيات للتجسس وجمع المعلومات داخل المجتمع السقطري، إلى جانب الترويج لثقافة منفتحة تتعارض مع القيم المحلية، والتفسخ ونشر الفساد الأخلاقي، واستدراج نساء مناوئات للمشروع الإماراتي لمراقبتهن عبر أدوات غير مباشرة.