الأخبار المحلية

سخرية واسعة من هجوم خطيب جامع العيدروس على عملة صنعاء الجديدة

الجديد برس| خاص|
قوبلت تصريحات الشيخ عبدالله باحشوان، إمام وخطيب مسجد العيدروس في عدن، بشأن إصدار العملة المعدنية الجديدة فئة 50 ريال من قبل حكومة صنعاء، بسخرية وانتقادات واسعة من ناشطين في المحافظات الجنوبية على منصات التواصل الاجتماعي.
وكان باحشوان قد عبّر في تصريحات نقلتها وسائل إعلام مقربة من المجلس الرئاسي وحكومة عدن، عن رفضه لوضع اسم وصورة جامع العيدروس على العملة الجديدة، معتبراً ذلك “استغلالاً غير مشروع للرموز الدينية، ومحاولة للإضرار بالاقتصاد الوطني وتعميق معاناة اليمنيين”، حسب تعبيره.
إلا أن هذه التصريحات قوبلت بحملة واسعة من السخرية والانتقادات، حيث اعتبر ناشطون جنوبيون كلام باحشوان “منفصل عن الواقع” ويُظهر انحيازاً سياسياً واضحاً لصالح المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة عدن، اللذين “الانتقالي وحكومة عدن” يتحملان المسؤولية المباشرة عن الانهيار الاقتصادي، وتدهور العملة، وانقطاع الرواتب، وغياب الخدمات الأساسية في المناطق الواقعة تحت سيطرتهما.
وأكدوا أن تحميل “باحشوان” صنعاء مسؤولية الأزمة الاقتصادية الحالية مغالطة واضحة ما كان يفترض عليه الوقوع بها، كونها لا تعكس الحقيقة التي يعرفها ويعشها القاصي والداني في المحافظات الجنوبية، التي بات أبناءها يمتلكون الوعي الكافي عن المتسبب في التدهور الاقتصادي، والذين عبروا عن عبر خروجهم وغضبهم واحتجاجاتهم المتواصلة في شوارع عدن .
كما أكدوا أن حكومة صنعاء، التي وجه لها الشيخ انتقاده الغير منصف، قد تمكنت من الحفاظ على استقرار نسبي للعملة المحلية، رغم الحصار الخانق المفروض عليها براً وبحراً وجواً منذ سنوات، وهو نجاح كان ينبغي من الشيخ الإشادة به وانتقاد حكومة عدن التي لم تتخذ أي خطوة للحد من معاناة المواطنين برغم امتلاكها المنافذ البرية والبحرية والجوية ودعم التحالف وايرادات كبيرة جداً الا ان الفساد المستشري ينخر مؤسساتها ويغذي جيوب القيادات النافذة في فيها، وهذه هي الحقيقية التي حاول الشيخ ان يخفيها ويحرف انظار الناس عنها.
ورأى مراقبون أن وضع صورة مسجد العيدروس – أحد أقدم معالم مدينة عدن التاريخية – على العملة المعدنية يُعد خطوة رمزية وطنية وإسلامية تعبّر عن الاعتزاز بالتراث اليمني، مشيرين إلى أن صنعاء سبق ونجحت في إصدار عملة معدنية فئة 100 ريال، لاقت قبولاً في المناطق الخاضعة لسيطرتها وأسهمت في الحفاظ على التوازن النقدي والأسعار، كما ان حكومة صنعاء المحاصرة براً وبحراً وجواً استطاعت برغم امكانياتها المحدودة صرف نصف راتب شهري للموظفين في مناطق سيطرتها، في نجاح فاق كل التوقعات.
وكان البنك المركزي في صنعاء قد أعلن، مساء السبت، عن طرح العملة الجديدة فئة 50 ريالاً، والتي تحمل على وجهها الأمامي عبارة “البنك المركزي اليمني” وتاريخ الإصدار “1446هـ – 2025م”، فيما يتضمن الوجه الخلفي صورة جامع العيدروس واسم مدينة عدن، في لفتة أثارت الجدل بين التقدير والاتهام السياسي من بعض الشخصيات المحسوبة على حكومة عدن.
ويأتي الجدل في وقتٍ تشهد فيه المحافظات الجنوبية أزمة اقتصادية حادة، وسط اتهامات متصاعدة لحكومة عدن والمجلس الانتقالي بالفساد والفشل في إدارة الموارد والمؤسسات العامة.