الأخبار المحلية تقارير

صنعاء تفاجئ خصومها بعملة جديدة تحمل رمزية وحدوية ورسالة سياسية

الجديد برس|
في خطوة غير متوقعة، أقدمت صنعاء على صك عملة معدنية جديدة من فئة 50 ريالاً، حملت في تصميمها صورة جامع العيدروس، أحد أبرز معالم مدينة عدن القديمة، في إجراء لم يكن اقتصاديًا بحتًا، بل حمل بين طياته رسائل سياسية واضحة تجاه مشاريع الانفصال جنوب البلاد.
ورغم أن البنك المركزي في صنعاء أعلن أن الخطوة تهدف إلى استبدال الأوراق التالفة وتعزيز جودة النقد المتداول، إلا أن اختيار جامع العيدروس – الذي يقع في قلب مدينة عدن – ليكون رمزاً على العملة الصادرة من العاصمة صنعاء، اعتُبر من قبل مراقبين رسالة قوية تؤكد تمسك صنعاء بوحدة اليمن شمالًا وجنوبًا، ورفضها القاطع لأي مشاريع انفصالية.
ويرى محللون أن هذه الخطوة تأتي في توقيت حساس، خصوصًا مع تصاعد الخطاب الانفصالي في مناطق الجنوب التي تسيطر عليها فصائل موالية للتحالف، وفي ظل محاولات سياسية وعسكرية مستمرة لإعادة رسم خارطة اليمن الجغرافية والسياسية.
وبحسب الخبراء، فإن إصدار عملة رسمية تتضمن رمزًا من رموز مدينة عدن – التي تُعد حاليًا معقلًا رئيسيًا للمجلس الانتقالي الجنوبي المطالب بالانفصال – هو بمثابة “تثبيت رمزي” لهوية اليمن الموحد، ورسالة تؤكد أن أي محاولة لتقسيم البلاد لن تجد اعترافًا في الشمال، بل ستُقابل بإجراءات فعلية تعزز منطق الدولة الواحدة ذات السيادة.
وفي حين أن صنعاء سبق وأن طرحت عملات معدنية بديلة من فئات مختلفة، فإن الطرح الأخير يحمل دلالة خاصة، إذ لا يقتصر على كونه بديلًا فنيًا للأوراق التالفة من فئة 50 ريال، بل يُنظر إليه كتحرك استراتيجي قطع الطريق أمام طموحات قوى الانفصال المدعومة خارجيًا، والتي باتت في موقف سياسي حرج أمام الشارع اليمني.
وتأتي هذه الخطوة في سياق جهود أوسع تسعى من خلالها صنعاء إلى تعزيز الاستقرار النقدي والاقتصادي في مناطق سيطرتها، في مقابل انهيار متواصل للعملة في المناطق الخاضعة لحكومة عدن، التي تخطط لإصدار ورقة نقدية من فئة 5000 ريال، ما يزيد من مؤشرات الانقسام الاقتصادي والنقدي بين شمال وجنوب البلاد.
ويرى مراقبون أن هذه الخطوة، على رمزيتها، قد تكون بداية لمرحلة جديدة تعيد طرح مشروع الدولة اليمنية الموحدة، المستقلة عن التدخلات الخارجية، بعد عقد من التمزق السياسي الذي غذته قوى إقليمية ودولية تحت ذرائع متعددة.