تواصل فصائل تابعة لحزب الإصلاح، فرض حصارها على محافظ تعز نبيل شمسان، الموالي لعضو مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح، وذلك في تصعيد لافت يُنذر بتفاقم التوتر داخل محافظة تعز.
وقالت مصادر محلية إن الفصائل أغلقت المنفذ الشرقي لمدينة تعز، مبرّرة خطوتها بتجاهل المحافظ لمهلة كانت قد منحت له لتسفير أحد جرحى الحزب للعلاج في الخارج، وهي قضية إنسانية يتم استخدامها كورقة ضغط سياسي، بحسب مراقبين.
وكان العشرات من عناصر الحزب قد اقتحموا يوم أمس الأول مبنى المجمع الحكومي في المدينة، وحولوا مكتب المحافظ إلى غرفة طوارئ لعلاج الجرحى، في مشهد يعكس حالة من الفوضى المتصاعدة داخل المدينة.
ويأتي هذا التصعيد في ظل صراع سياسي محتدم بين حزب الإصلاح وطارق صالح، حول ملف إقالة محافظ تعز نبيل شمسان، وهو ما أعاد إلى الواجهة صراع النفوذ بين القوى الموالية للتحالف داخل المحافظة المحاصرة منذ سنوات.
ورغم أن ملف الجرحى في تعز يُعد من أبرز الملفات الإنسانية المهملة، حيث يعاني المئات من الجرحى أوضاعاً صحية ومعيشية مأساوية، إلا أن استخدام هذا الملف في الصراعات السياسية أثار انتقادات واسعة من أوساط مدنية وحقوقية.
وتجاوزت تأثيرات هذا الصراع الدوائر السياسية والأمنية، لتطال الخدمات الأساسية، حيث شهدت المدينة مؤخراً انهياراً كبيراً في خدمات المياه والكهرباء والصرف الصحي، ما زاد من معاناة السكان في ظل غياب واضح للحلول الحكومية، وسط انهيار غير مسبوق للعملة المحلية وارتفاع الأسعار في مختلف المناطق الخاضعة لسيطرة حكومة عدن الموالية للتحالف.