جنود دفاع حكومة عدن.. معاناة تتسع من المتارس إلى خبز مفقود على موائد أطفالهم داخل منازلهم
5:40 م - 2025-06-27
19 المشاهدات
الجديد برس|
في عمق مدن مأرب وتعز وعدن وغيرها من المناطق الواقعة تحت سلطة المجلس الرئاسي وحكومة عدن الموالية للتحالف السعودي الإماراتي، يعيش آلاف الجنود معاناة وجودية حقيقية، لا تقتصر على جبهات القتال بل تمتد إلى بيوتهم الصغيرة، حيث تغيب لقمة العيش، ويتحول الراتب الشهري إلى رمز للإذلال الوطني.
رغم مرور ثلاث سنوات على تشكيل المجلس الرئاسي، لا يزال كثير من جنود ما يعرف بـ”الجيش الوطني” يتقاضون رواتب شهرية لا تتجاوز ٨٠ ريالاً سعودياً (أقل من ٢١ دولاراً)، في ظل انهيار تاريخي للعملة المحلية، وتردٍ معيشي غير مسبوق.
صرخة من الداخل: “جريمة وطنية مكتملة الأركان”
سيف الحاضري، رئيس تحرير صحيفة “أخبار اليوم”، والقيادي الإعلامي المقرّب من حزب الإصلاح، كتب على صفحته في “فيسبوك”: “جريمة أخلاقية ووطنية مكتملة الأركان يرتكبها مجلس القيادة بحق أبطال الجيش الوطني… يُترك من يحمل البندقية ليجوع مع أطفاله” وفق قوله.
الحاضري عبّر عن مرارة الصدمة من التمييز بين الجنود، حيث يتقاضى بعضهم رواتبهم بالريال اليمني المنهار، فيما يحصل آخرون – في تشكيلات موازية ومدعومة من التحالف – على رواتب بالريال السعودي المستقر نسبياً.
واعتبر الحاضري أن هذا التفاوت لا يمثل فقط ظلماً اقتصادياً، بل يُعد “تفكيكاً متعمداً للجيش الوطني”، متهماً المجلس الرئاسي بممارسة “سياسة تمييز وإهانة بحق الجنود الذين يقاتلون تحت راية الجمهورية اليمنية” وفق تعبره.
المأساة في تفاصيل البيوت
في منازل هؤلاء الجنود، تحوّلت الأم إلى آخر خط دفاع عن الكرامة، تقف حائرة أمام طفل يبحث عن حليب، أو مدرسة تطالب بالأقساط، أو خبز مفقود على مائدة متواضعة.
راتب ٨٠ ريالاً سعودياً لا يكفي اليوم لشراء قارورة غاز منزلي، ولا حتى لتغطية مصروف أسبوع واحد لطفل في المدرسة.
أموال تُهدر.. وكرامة تُدفن
في ذات السياق، اتهم الحاضري المجلس الرئاسي بإهدار ملايين الدولارات على مشاريع رمزية ومجالس وهمية وامتيازات شخصية، في حين يُترك الجندي – عماد الدولة – للجوع.. وقال الحاضري: “بينما تُصرف الملايين على المجالس الوهمية والامتيازات الخارجية، يُترك من يحمل البندقية ليجوع مع أطفاله”.
هذه المأساة المتراكمة ليست مجرد أزمة رواتب، بل هي قنبلة اجتماعية وسياسية موقوتة، ما لم يُسرع مجلس القيادة الرئاسي وحكومة عدن في معالجة جذرية لتوحيد الرواتب، وإنصاف الجنود، وإنقاذ ما تبقى حياتهم المنهارة.