كشفت شركة النفط بساحل حضرموت، الخاضعة لسيطرة حكومة عدن الموالية للتحالف، عن أسباب الزيادة الأخيرة في تسعيرة مادة البترول، التي رفعت سعر صفيحة البنزين سعة 20 لتراً إلى 28,400 ريال بدلاً من 27,200 ريال، وسط تحذيرات من زيادات قادمة في حال انخفاض مخزون “صافر” أو ارتفاع الأسعار العالمية.
ونقلت وسائل إعلام محلية عن مصدر مسؤول في الشركة قوله إن هذا الرفع يأتي نتيجة الانهيار المستمر للعملة المحلية أمام العملات الأجنبية، حيث بلغ سعر صرف الدولار اليوم الأربعاء 2,712 ريالاً يمنياً، ما أدى إلى زيادة تكاليف الاستيراد وتضخم أسعار الوقود.
وأضاف المصدر أن هناك احتمالات لزيادة إضافية في الأسعار، خاصة إذا ما تراجعت كميات الوقود المتوفرة من شركة “صافر”، مما سيضطر السلطات إلى استيراد شحنات جديدة من الخارج بأسعار أعلى، في ظل التقلبات العالمية في سوق النفط.
وشهدت أسعار الوقود في كل من عدن وحضرموت، خلال الساعات الماضية، ارتفاعًا مفاجئًا دون إعلان رسمي مسبق، مما أثار حالة من الغضب الشعبي الواسع، خصوصًا في ظل الأزمة المعيشية المتفاقمة والانهيار الحاد لقيمة العملة المحلية.
وخلال الفترة الماضية ارتفع سعر لتر البنزين في عدن من 1,750 ريالاً إلى 1,795 ريالاً، ليصل سعر الصفيحة سعة 20 لتراً إلى 35,900 ريال بزيادة 900 ريال. أما في حضرموت، فقد ارتفع سعر اللتر من 1,360 ريالاً إلى 1,420 ريالاً، بزيادة 60 ريالاً، ليصل سعر الصفيحة إلى 28,400 ريال.
وأكد مواطنون في المحافظتين أن الزيادة المفاجئة في أسعار البنزين جاءت دون سابق إنذار، ما أثّر بشكل مباشر على أوضاعهم المعيشية، وأدى إلى ارتفاع تكاليف المواصلات والنقل وأسعار السلع الأساسية، مطالبين الحكومة بإلغاء القرار والتراجع عن تحميل المواطن عبء الانهيار الاقتصادي.
ويرى مراقبون أن هذه الزيادات لن تتوقف عند حدود الوقود، بل ستنعكس سلبًا على مختلف القطاعات، في وقت يشهد فيه اليمن واحدة من أسوأ الأزمات الاقتصادية والإنسانية في تاريخه الحديث، وسط غياب تام للمعالجات الحكومية الحقيقية.