الكوليرا تجتاح عدن وسط صمت رسمي وتحذيرات صحية من “كارثة وشيكة”
6:20 م - 2025-05-24
20 المشاهدات
الجديد برس| خاص|
حذر مكتب الصحة العامة والسكان في محافظة عدن، جنوب اليمن، من تفاقم الوضع الوبائي لمرض الكوليرا، واصفًا إياه بـ”الكارثي”، بعد تسجيل ارتفاع حاد في عدد الإصابات عقب هدوء نسبي استمر شهرين، في ظل انهيار شبه تام للقطاع الصحي وتراجع الدعم الدولي.
وفي رسالة عاجلة وجهها مدير مكتب الصحة بعدن، الدكتور أحمد البيشي، إلى وزارة الصحة في حكومة عدن الموالية للتحالف، نشرت نسخة منها على حساب المكتب على فيس بوك، رصدها الجديد برس، أكد أن انسحاب المنظمات الداعمة، خصوصًا منظمة الهجرة الدولية التي غادرت قبل ثلاثة أشهر، ساهم في تفاقم الأزمة، حيث بات مركز عزل الكوليرا في مستشفى الصداقة يعمل بالحد الأدنى، وبجهود طوعية.
وأوضح البيشي أن الحالات المشتبه بإصابتها بالكوليرا ارتفعت بشكل كبير منذ بداية مايو الجاري، حيث تستقبل المراكز الطبية ما يقارب ٤٠ حالة يوميًا، في ظل وجود طبيب واحد وثلاثة ممرضين فقط. وأضاف أن الدعم المحدود من منظمة الصحة العالمية لم يكن كافيًا، ما تسبب بتدهور الحالة الصحية للعديد من المصابين، وظهور مضاعفات خطيرة مثل الفشل الكلوي، وتسجيل عدة وفيات خلال اليومين الماضيين.
وأشار مكتب الصحة إلى أن مركز الصداقة يُعد مرجعًا لحالات الإصابة بالكوليرا، ليس فقط لسكان عدن، وإنما أيضًا للمرضى الوافدين من المحافظات المجاورة، ما يزيد من حجم الضغط على الطاقم المحدود والإمكانات الضعيفة.
وطالب المكتب بتدخل فوري وعاجل من وزارة الصحة لدعم المركز بالكادر الطبي والأدوية والمستلزمات اللازمة، محذرًا من أن الوضع قد يخرج عن السيطرة في حال استمرار الإهمال.
وفي السياق ذاته، زادت المخاوف الصحية في عدن نتيجة انتشار طفح المجاري في عدد من الأحياء، بسبب توقف محطات ضخ الصرف الصحي بفعل الانقطاع الطويل للكهرباء، والذي يصل إلى ١٢ ساعة يوميًا، تزامنًا مع ارتفاع درجات الحرارة إلى ٤٠ درجة مئوية، ما أدى إلى تكوّن بحيرات من المياه الراكدة وسط الأحياء السكنية.
وأكد مختصون أن المدينة تواجه كارثة صحية وبيئية متصاعدة، وسط صمت تام من حكومة عدن ووزارة الصحة، ما دفع السكان لإطلاق تحذيرات شعبية ومناشدات لسرعة التحرك لاحتواء الوضع قبل انفجار كارثة أكبر تهدد حياة الآلاف.
وتعيش محافظة عدن، منذ سنوات في حالة تدهور شامل للخدمات الأساسية من كهرباء ومياه، وتفاقم في الأوضاع الاقتصادية مع انقطاع الرواتب وانهيار العملة المحلية، مما فاقم من معاناة المواطنين ورفع من مستوى التهديدات الصحية والبيئية على حد سواء.