الأخبار الاقتصادية المحلية تقارير

ما تفاصيل العقوبات الشاملة التي ستفرضها صنعاء على الشركات التي تتعامل مع “إسرائيل” في حال اجتياح رفح؟

الجديد برس:

أعلنت قوات صنعاء، عن فرض عقوبات اقتصادية صارمة وشاملة على كافة الشركات التي تقوم سفنها بشحن البضائع وتُقدم الدعم والإمداد لـ”إسرائيل” عن طريق البحر، وذلك في حال شنت الأخيرة هجوماً برياً على مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.

وتأتي هذه الخطوة التصعيدية ضمن “المرحلة الرابعة” من التصعيد التي أعلنتها قوات صنعاء يوم الجمعة، ضد كيان الاحتلال الإسرائيلي.

وتهدف العقوبات التي أعلنت عنها قوات صنعاء إلى استهداف جميع سفن الشركات التي تُبحر إلى الموانئ الإسرائيلية أو تلك التي تُقدم أي نوع من أنواع الدعم اللوجستي أو التجاري لـ”إسرائيل”. وتشمل هذه العقوبات منع عبور سفن هذه الشركات في المياه الإقليمية اليمنية أو في أي منطقة تطالها صواريخ قوات صنعاء، بغض النظر عن وجهتها أو جنسيتها.

وأوضح المتحدث باسم قوات صنعاء، يحيى سريع، في بيان تلاه خلال المسيرة المليونية في ميدان السبعين، أنه “في حال اتجه العدو الإسرائيلي إلى شن عملية عسكرية عدوانية على رفح، فإن القوات المسلحة اليمنية ستقوم بفرض عقوبات شاملة على جميع سفن الشركات التي لها علاقة بالإمداد والدخول للموانئ الفلسطينية المحتلة من أي جنسية كانت، وستمنع جميع سفن هذه الشركات من المرور في منطقة عمليات القوات المسلحة وبغض النظر عن وجهتها”.

ويعني ذلك أن السفن التي ستستهدفها قوات صنعاء في حال اجتياح رفح، لن تقتصر على تلك المتجهة إلى “إسرائيل” أو التابعة للولايات المتحدة وبريطانيا، كما كان الحال خلال الأشهر الماضية، بل ستشمل أي سفن تابعة لشركات تقوم بإرسال أي شحنات إلى موانئ “إسرائيل”، مهما كانت وجهة هذه السفن أو ملكيتها.

وعلى سبيل المثال، فإذا قامت شركات مثل (ميرسك) أو (إم إس سي) بإرسال سفن إلى “إسرائيل”، في حالة اجتياح رفح، فإن جميع السفن التي تتبع هذه الشركات ستصبح معرضة للاستهداف من قبل قوات صنعاء في منطقة العمليات التي أصبحت ممتدة على اتساع مديات الصواريخ والطائرات المسيرة اليمنية.

ويرى مراقبون أن قوات صنعاء تسعى من خلال الإعلان إلى الضغط على حكومة الاحتلال لثنيها عن شنّ أي هجوم بري محتمل على مدينة رفح الفلسطينية، وذلك من خلال التلويح بعواقب اقتصادية وخيمة على الشركات الداعمة لـ”إسرائيل”.

واعتبروا أنها أيضاً رسالة حازمة من صنعاء مفادها أنها ستردّ بقوة على أي عدوان إسرائيلي على رفح، وأنها ستستخدم جميع الوسائل المتاحة لها لحماية الشعب الفلسطيني.

وأشاروا إلى أنه سيكون لهذه العقوبات تأثير سلبي بشكل كبير على اقتصاد “إسرائيل” في حال اجتياح رفح، حيث قد تُضطر الشركات العالمية التي تقوم بإمداد كيان الاحتلال إلى وقف عملياتها خشية التعرض للهجوم.

وبحسب المراقبون، فإن هذه العقوبات قد تُلحق ضرراً كبيراً بالاقتصاد الإسرائيلي، خاصةً مع استهدافها لشركات عالمية كبرى مثل “ميرسك” و”إم إس سي”، مشيرين إلى أنها قد تُؤدي أيضاً إلى تعطيل حركة الشحن البحري في المنطقة، مما قد يُؤثر سلباً على الاقتصاد العالمي.

المقاومة الفلسطينية تشيد بإعلان صنعاء بدء المرحلة الرابعة من التصعيد

وفي هذا السياق، ثمنت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، إعلان قوات صنعاء بدء تنفيذ المرحلة الرابعة من التصعيد في وجه كيان الاحتلال الإسرائيلي.

وقالت حماس في بيان: “إن ما يقوم به إخواننا في حركة أنصار الله والقوات المسلحة اليمنية الباسلة من إسناد لشعبنا ومقاومته هو امتداد وترجمة عملية للمواقف التاريخية للشعب اليمني الأصيل في نصرة فلسطين، والدفاع عن شعبنا الفلسطيني، وإسناد مقاومتنا ضد الاحتلال الغاشم”.

وأضافت “بكل اعتزاز وفخر نحيي إخواننا في حركة أنصار الله والقوات المسلحة اليمنية، والشعب اليمني الشقيق وكافة أطيافه ومكوناته التي كانت على الدوام نصيراً لشعبنا وحقه في الحرية وتقرير المصير”.

بدورها، أشادت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بإعلان “حركة أنصار الله والقوات المسلحة اليمنية، بدء تنفيذ المرحلة الرابعة من التصعيد رداً على استمرار حرب الإبادة المتواصلة على قطاع غزة”، مؤكدةً أن هذه الخطوة اليمنية الهامة نقطة تَحوّل في المعركة المتواصلة بين المقاومة والكيان الصهيوني وأمريكا وحلفائهما.

واعتبرت الجبهة الشعبية في بيان صحفي، أن “قرار اليمن باستهداف جميع السفن التي تخترق قرار حظر الملاحة الإسرائيلية، أو المتوجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة من البحر المتوسط في أي منطقة تطالها القوات المسلحة اليمنية هو قرار شجاع وتاريخي، يساهم في توسيع حالة الاستنزاف للكيان الصهيوني وحلفائه، وتشديد الحصار عليه، وإيقاع المزيد من الخسائر الاقتصادية، وحالة الانكماش في كافة قطاعات العمل الصناعية والزراعية والتجارية”.

كما ثمنت الجبهة إعلان قوات صنعاء أيضاً عن فرضها عقوبات على جميع سفن الشركات التي لها علاقة بالإمداد والدخول إلى الموانئ الفلسطينية المحتلة من أي جنسية كانت، في حال الاجتياح البري لمدينة رفح، مؤكدةً أن هذه الخطوة ستعطي رصيد قوة لفصائل المقاومة في فلسطين وترفع الروح المعنوية لديهم، وستعزز من دور وتوسع ردود فصائل المقاومة في كافة جبهات المواجهة.

وختمت الجبهة بيانها، معربة عن فخرها واعتزازها بهذه المواقف اليمنية الأصيلة والتاريخية التي أذهلت العالم أجمع بقوة تأثيرها وشجاعتها وجرأتها، والتي تتجسد فيها وفي أبهى صورها المواقف اليمنية المعهودة المساندة للنضال الوطني الفلسطيني؛ هذه المواقف التي دفعت فيها اليمن الغالي والنفيس والدماء من أجل فلسطين وشعبها.

من جهتها، دعت فصائل المقاومة الفلسطينية الشعوب والقوى في العالمين العربي والإسلامي إلى دعم مواقف اليمن لما تمثّله من موقف متقدم وعملي في مواجهة العدوان وتهديدات العدو بشن هجوم بري ضد رفح.

وقالت فصائل المقاومة الفلسطينية: ”نشيد بالشعب اليمني الشقيق ومواقف قيادة حركة أنصار الله والقوات المسلحة اليمنية، لقد تابعنا باعتزاز وفخر المسيرات الكبرى التي خرج فيها الشعب اليمني ليعبّر عن أصالته وشجاعته ويؤكد أن قضية فلسطين هي القضية المركزية للأمة”.

وكان المتحدث باسم قوات صنعاء العميد يحيى سريع، أعلن يوم الجمعة، بدء تنفيذ المرحلة الرابعة من التصعيد رداً على استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وأوضح سريع في بيان تلاه خلال المسيرة المليونية في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء، أن هذه المرحلة تشمل استهداف كل السفن التي تخترق قرار حظر الملاحة الإسرائيلية، وتلك التي تتجه إلى موانئ فلسطين المحتلة من البحر المتوسط، في أي منطقة تطالها قواتنا المسلحة.

وأكد سريع أن صنعاء ستفرض عقوبات على جميع سفن الشركات التي لها علاقة بالإمداد والدخول إلى الموانئ الفلسطينية المحتلة، من أي جنسية كانت، وذلك في حال اتجاه الاحتلال الإسرائيلي إلى شن عملية عسكرية عدوانية ضد رفح.

وأضاف أن قوات صنعاء “ستمنع جميع سفن الشركات المرتبطة بموانئ الاحتلال من المرور في منطقة عملياتها، بغض النظر عن وجهتها”.

إلى جانب ذلك، أكد سريع أن قوات صنعاء “لن تتردد في التحضير والاستعداد لمراحل تصعيدية أوسع وأقوى”، حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

كما أشار إلى متابعة العرض المطروح على المقاومة، والذي “يريد فيه الاحتلال انتزاع ورقة الأسرى، من دون وقف دائم لإطلاق النار”، ومتابعة تطورات العدوان الإسرائيلي والأمريكي، والتحضير لتنفيذ عدوان على رفح.

ويأتي ذلك بعد تأكيد قائد حركة أنصار الله، عبد الملك الحوثي، الخميس، أن صنعاء تحضر لجولة جديدة من التصعيد، في حال استمر الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه على قطاع غزة.

وشدّد الحوثي على أن نجاح المفاوضات والتوصل إلى وقف إطلاق نار “لا يعنيان نهاية الصراع مع الاحتلال، بل نهاية جولة”، مشدداً على أن “وقوف شعبنا مع الشعب الفلسطيني سيستمر في هذه الجولة، ويتأهل للجولات المقبلة بما هو أكبر وأعظم”.

كما أشار إلى أن الخروج المليوني للشعب اليمني الجمعة “سيؤكد ويعلن التحضير للجولة الرابعة من التصعيد”.