الأخبار المحلية عربي ودولي

حماس والجهاد تعلقان على إسقاط مشروع القرار الأمريكي بشأن غزة بـ”فيتو روسي صيني”

الجديد برس:

علقت حركة المقاومة الإسلامية، “حماس”، على مشروع القرار الأمريكي في مجلس الأمن الدولي، والذي استخدمت كل من روسيا والصين حق النقض “الفيتو” ضده، وعارضته الجزائر.

وقالت حماس في بيان، إن “مشروع القرار الأمريكي، والذي تم رفضه خلال التصويت عليه يوم الجمعة في مجلس الأمن، حمل صياغة تضليلية ومتواطئة مع أهداف العدو الصهيوني المجرم، تُمكنه من الاستمرار في عدوانه، وتعطيه الغطاء والشرعية لحرب الإبادة التي يرتكبها ضد شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة”.

وأضاف البيان أن “مشرورع القرار لا يتضمن مطالبة صريحة بالوقف الفوري للعدوان الصهيوني على غزة”.

وأعربت حماس، في البيان، عن تقديرها مواقف روسيا والصين والجزائر، التي “رفضت المشروع الأمريكي المنحاز إلى العدوان على الشعب الفلسطيني، وأكدت على المطلب الإنساني والمُلح، بشأن الوقف الفوري لحرب الإبادة الصهيونية المستمرة منذ أكثر من خمسة أشهر، والتي قدمت خلالها إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن كل السبل والأدوات في دعم الكيان الصهيوني المجرم، عسكرياً وسياسياً، في حربه على شعبنا، وتسببت بمقتل عشرات الآلاف من الأطفال والنساء والمدنيين”.

بدورها، رحبت حركة الجهاد الإسلامي، في بيان، بإسقاط مشروع القرار الأمريكي، الذي رأت أنه “سعى لشرعنة الاحتلال ضد شعبنا”، مشيرةً إلى أن مشروع القرار “يسعى لمنح الكيان الإسرائيلي غطاءً لمواصلة حربه من دون مساءلة قانونية”.

وأعربت حركة الجهاد عن شكرها دولة الجزائر التي صوتت ضد القرار الأمريكي، كما عبرت عن تقديرها الموقفين الروسي والصيني في “مواجهة واشنطن عبر الفيتو”.

وأكدت الحركة أن “قوى المقاومة لن ترهبها هذه المحاولات، بل سيزيدها تمسكاً بمواقفها الثابتة”.

وفي وقت سابق الجمعة، استخدمت كلا من روسيا والصين حق النقض “الفيتو” ضد القرار الذي طرحته الولايات المتحدة الأمريكية، للتصويت بمجلس الأمن الدولي بشأن تطورات الأوضاع في قطاع غزة.

ونال مشروع القرار تأييد 11 دولة من الأعضاء الـ15 للمجلس، بينما رفضته ثلاث دول هي الصين وروسيا والجزائر، وامتنعت غويانا عن التصويت.

وقال المندوب الروسي الدائم لدى مجلس الأمن، فاسيلي نيبينزيا، إن مجلس الأمن “فشل على مدى ستة أشهر في تبني قرار يدعو لوقف النار بسبب الاعتراضات الأمريكية واستخدام الفيتو”.

وأضاف نيبينزيا أنه “في كل الحالات كانت الولايات المتحدة تريد منح إسرائيل الفرصة لمحو غزة عن وجه الأرض، وهذا ما حصل بعد قتل 32 ألفاً من الفلسطينيين”، مشيراً إلى أن “هذا المنتوج (مشروع القرار) الذي تريد بيعه واشنطن يتلاعب بألفاظه ولا يعالج القضية”.

وشدد المندوب الروسي على أنه “يجب طلب وقف النار وإلزام الأطراف بتطبيقه” و”سنضع مشروع قرار واضح يطلب وقف النار من دون مجال لسوء التأويل”.

واتهم نيبينزيا الولايات المتحدة بأنها “تضلل عن عمد مجلس الأمن الدولي وتحاول كسب الوقت”، معتبراً أن هذا المشروع “ملهاة وتلاعب سياسي مكشوف”، وموضحاً أيضاً أنه “مخصص لدعم أطماع الولايات المتحدة في المنطقة ولمنح إسرائيل الضوء الأخضر لشن هجوم في رفح”.

كما أوضح مندوب روسيا الدائم لدى مجلس الأمن أن “مشروع القرار الأمريكي يمنح إسرائيل الوقت الإضافي لتطبيق التطهير العرقي”، مشدداً على أن هذا القرار لن يمر “لأنه يسمح بالمضي في هذه السياسة”، ومخاطباً مندوبي الدول المشاركة بـ: “إذا دعمتموه فإنكم تلحقون بأنفسكم العار”.

وتساءل نيبينزيا: كيف تفسرون موقفكم أمام شعوب الشرق الأوسط؟، ومؤكداً أن “روسيا لن تقبل بأن يتحول مجلس الأمن إلى أداة هدامة في الشرق الأوسط”.

وشدد مندوب روسيا الدائم لدى مجلس الأمن على أن “مشروع القرار الأمريكي سيمنح إسرائيل مطلق الحرية في قتل وطرد الفلسطينيين من أراضيهم”.

وكان نائب المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة، دميتري بوليانسكي، أكد في وقت سابق الجمعة، أن مشروع القرار الأمريكي بشأن الوضع في قطاع غزة “لا يتضمن أي دعوة لوقف إطلاق النار”، وقال: “مثلما لم تتضمنه المشاريع السابقة، بل ظهرت هناك فقط عبارة فلسفية حول أهميته، وذلك مع ربطه بالإفراج عن الأسرى”.

وأشار بوليانسكي في منشور على “تلغرام” إلى أن الحديث عن إدراج الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار في غزة على مشروع القرار لأول مرة، هو “مجرد خدعة أمريكية”.

وأوضح أن مشروع القرار “لا يتضمن أي دعوة لوقف إطلاق النار، مثلما لم تتضمنه المشاريع السابقة. بل ظهرت هناك فقط عبارة فلسفية حول أهميته، وذلك مع ربطه بالإفراج عن الرهائن”. وأشار بوليانسكي أن هناك ضوء أخضر أمريكي لعملية عسكرية إسرائيلية في رفح. ويركز الاهتمام بشكل أساسي على الإشادة بجهود الولايات المتحدة ذاتها على الأرض”.

وأضاف الدبلوماسي الروسي أن “هذا ليس ما تحتاجه الوكالات الإنسانية على الأرض”، مؤكدا أنه “في غياب مطالبة مباشرة بوقف العمليات القتالية لن تكون أي فلسفة مفيدة. وأكد أن هذه الامر يتكرر عند تبني القرارات الإنسانية السابقة حول غزة، التي كانت تتضمن الكثير من الدعوات، وبقيت حبرا على الورق”.

وأشار إلى أنه “لا ينبغي الانصياع لمحاولات واشنطن لتقديم المرجو كأنه شيء حقيقي، حيث لا تزال الولايات المتحدة غير مهتمة بوقف حقيقي لإطلاق النار، وتعمل كل ما بوسعها لعدم منع أقرب حليف لها في الشرق الأوسط من التنكيل بالفلسطينيين”.

مندوب الصين: مشروع القرار الأمريكي ملتبس ولا يعارض الهجوم على رفح

بدوره، قال مندوب الصين الدائم لدى مجلس الأمن تشانغ جون: “صوتنا ضد مشروع القرار الأمريكي لأنه لا يطلب وقفاً فورياً لإطلاق النار، على الرغم من أن الأمين العام استخدم المادة 99 من الميثاق لتلك الغاية”، مضيفاً أن “المجلس أضاع وقتاً طويلاً، ولم يطلب وقف النار بعد”.

ورأى المندوب الصيني أن “مشروع القرار الأمريكي ملتبس ولا يلبي تطلعات المجتمع الدولي”، كما أنه “غير متوازن لأنه لا يعارض الهجوم على رفح بشكل صريح”، و”لا يحذر من العواقب الوخيمة التي يمكن أن تترتب على هكذا هجوم”.

وتابع: “أمام المجلس الآن مشروع قرار واضح يطلب وقفاً فورياً لإطلاق النار والصين تدعمه”، معرباً عن أمله “أن يحظى بدعم الدول الأعضاء”، لأنه “يطلب وضع حد للصراع والإفراج الفوري عن الأسرى”.

كما أشار المندوب الصيني إلى أن “الصين ترفض اتهامات أمريكا وبريطانيا” المتعلقة بمواقفها، معتبراً أنه “إذا كانت الولايات المتحدة جدية حيال وقف إطلاق النار فلتدعم مشروع القرار هذا”.

من جهتها، ردت ممثلة الولايات المتحدة الأمريكية في مجلس الأمن ليندا غرينفيلد بأن الفيتو الروسي – الصيني “قرار دنيء لأنهم يريدوننا أن نفشل”.

فيما أكد مندوب الجزائر في مجلس الأمن معارضة بلاده لمشروع القرار الأمريكي، لأنه “لا يطلب بشكل صريح وقفاً لإطلاق النار في غزة”.

مندوبة غيانا، كارولين رودريغز بيركت، امتنعت من جانب بلادها عن التصويت، مبررةً موقف بلادها لأن مشروع القرار الأمريكي “يفتقر إلى موقف صريح يدعو لوقف النار ولا يحمل إسرائيل المسؤولية عن الدمار والقتل في غزة، ولا عن قتل موظفي الأمم المتحدة”.

واعتبرت بيركت أن مشروع القرار “محابٍ لإسرائيل ويسمح لها بالمضي في الإجرام”. كما فندت تفاصيل قواصر مشروع القرار الأمريكي.

ومشروع القرار الأمريكي لمجلس الأمن الدولي حول قطاع غزة، يشير إلى أن مجلس الأمن “يرى ضرورة لوقف فوري وثابت لإطلاق النار” و”يدعم الجهود الدبلوماسية الدولية المستمرة لتحقيق وقف إطلاق النار مع ربطه بإطلاق سراح الأسرى المتبقين.

من جانبه، قال مندوب “إسرائيل” جلعاد إردان: “لا يمكننا إطفاء الحريق بإبقاء قسم منه مشتعلاً”، مشدداً على أنه “لا بد من الهجوم على رفح كي لا تحرق نيرانها إسرائيل”، وفق تعبيره.

وأضاف أن “75% من الفلسطينيين يدعمون حماس”، متهماً وكالة “الأونروا” بأنها “تؤوي حماس”، و”معظم الفلسطينيين يريدون إبادة إسرائيل بأي ثمن”، وفق زعمه.

وكان رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كشف أنه قال لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن: “لا نستطيع هزيمة حماس من دون الدخول إلى رفح”.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن نتنياهو إبلاغه لبلينكن خلال اجتماعهما قائلاً: “إننا ندرك الحاجة إلى إجلاء السكان المدنيين من مناطق الحرب وبالطبع الاهتمام أيضاً بالاحتياجات الإنسانية ونعمل على تحقيق هذه الغاية”، وفق زعم نتنياهو.

وأضاف نتنياهو: “قلت أيضاً لبلينكن إنه لا سبيل أمامنا لهزيمة حماس من دون الدخول إلى رفح والقضاء على بقية الكتائب هناك، وأخبرته أنني آمل أن نفعل ذلك بدعم من الولايات المتحدة، ولكن إذا اضطررنا إلى ذلك، فسنفعل ذلك بمفردنا”، وفق  وسائل الاعلام الإسرائيلية.

الجدير ذكره أن الولايات المتحدة كانت قد استخدمت حق النقض “الفيتو” ضد 3 مشاريع قرارات، كانت تدعو إلى وقف إطلاق النار فوراً في قطاع غزة.