الجديد برس – تقرير
سجل فشل حكومة /أحمد عبيد بن دغر، رقماً قياسياً في تاريخ الحكومات اليمنية، خاصة مع بقاء الحكومة في عدن دون أن تقدم أي عمل حقيقي يلامسه المواطن ويخفف من معاناته الكبيرة.
ولا يزال رئيس الحكومة بن دغر يدير الحكومة بعقلية ” الصراع السياسي ” الذي لا تتحمله البلد في ظل أوضاعا مأساوية تلت الحرب التي دمرت كل شيء، وأنتجت واقعاً قاسياً يعاني منه المواطنون سيما في المحافظات الجنوبية المحررة.
فشلت حكومة بن دغر في معالجة الملفات الهامة التي تتطلب حلاً عاجلاً للتخفيف من وطأة الظروف على المواطن والتي تثقل كاهله وتجعله في معاناة مستمرة.
بقايا حكومة:
لم يتبقَ من حكومة بن دغر إلا عدداً من الوزراء الذين يتمسكون بمناصبهم فقط لاستلام مخصصاتهم وراتبهم التي تصل إلى عشرات الآلاف من الدولارات، فيما لا يقدمون أي عمل يذكر في إطار وزاراتهم.
وزارات حكومة بن دغر، أضحت مشكلة يعجز بن دغر عن ضبطها بسبب الانقسام السياسي داخل الحكومة، التي تشهد تنافساً للسيطرة على القرار داخل الحكومة بين حزبي ” المؤتمر والإصلاح ” . وهو ما جعل وزراء في الحكومة يرفضون العمل مع بن دغر ويتصرفون من ذواتهم، في ظل فشل بن دغر على إدارة حكومته وتفرغه لمتابعة الإعلام وتسجيل تصريحات فارغة من محتواها وصنع إنجازات هلامية.
وسبّب الفراغ الذي تركته الوزارات في حكومة بن دغر، على واقع المواطنين ومعيشتهم وقضاء حوائجهم، حيث تخلت غالبية وزارات الحكومة عن عملها، وظل وزراؤها مشغولين بالسفريات واللقاءات التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
فساد مالي:
تلقت حكومة بن دغر دفعاً عديدة من الأموال المطبوعة والتي تبلغ نحو 400 مليار ريال يمني، وقد وصلت الدفع التي استلمتها حكومة بن دغر ( 200 مليار ريال ) لم يستفد منها المواطن شيئاً.
وتصرفت حكومة بن دغر مع الأموال الواصلة إليها بعقلية ( الملكية الخاصة )، فأنفقتها للسفريات والهِبات والعطايا لمحاولة كسب ولاءات ليست إلا عبارة عن ولاءات مؤقتة لا علاقة لها بخدمة المواطنين.
وظلت كل مؤسسات الحكومة ومرافقها سواء المركزية أو في المحافظات، عاجزة وفاشلة في تأدية مهامها، وغير قادرة على النهوض بسبب عقلية الفشل التي يتعامل بها بن دغر مع العمل.
ونهبت حكومة بن دغر مبلغ ( 436 مليون دولار ) الخاصة بنفط الضبة بحضرموت، ولم تكشف حتى الآن أين ذهبت هذه الأموال؟! ، في حين لم تتلقَ أي مؤسسة خدمية في عدن مبالغ من هذه الأموال، غير ما يعلن عنه في الإعلام.
وأكد رئيس مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي اليمني / مصطفى نصر أن حكومة بن دغر مؤهلة ومنحها أي أموال إضافية لن يشكل إلا حالة فساد جديدة للحكومة.
وأضاف قائلا : ” حكومة كهذه ليست على مستوى المسؤولية ، والثقة فيها تكاد تكون معدومة لأنها لا تمتلك الرؤية ولا الوعاء والأداة التنفيذية المناسبة، لافتاً إلى تمكينها من أي أموال ممنوحة ستشكل حالة فساد جديدة تضاف إلى فضائح التعيينات العائلية “.
رواتب معدومة
جسّد فشل حكومة بن دغر في توفير رواتب عشرات الآلاف من المتقاعدين وجنود السلك العسكري والأمني، دليلاً واضحا على فشل الحكومة التي باتت توزع الهبات على الإعلاميين لتلميع صورتها وصنع إنجازات هلامية.
ويشكو الآلاف وحدهم في المحافظات المحررة من عدم استلام رواتبهم، بما فيهم ضباط المنطقة العسكرية الرابعة، وجنود وموظفين في قطاعات مدنية أخرى .
ملفات المحافظات:
المحافظات المحررة لا تزال تعاني الكثير دون أن تقدم الحكومة لها أي دعم مالي، ولو القليل من تلك الأموال التي بات بن دغر يتصرف بها دون حسيب أو رقيب.
وكل المحافظات تشهد أوضاعاً خدماتية مأساوية صحياً وتعليمياً، وفي الكهرباء والمياه والصرف الصحي وغيرها، دون أن تبادر حكومة بن دغر ولو أخلاقيا في معالجة بعض الأوضاع المنهارة في المحافظات.
فساد عائلي:
شكّل فساد الابتعاث – داخل حكومة بن دغر- فضيحة كبيرة، تؤكد فشل هذه الحكومة، حيث تم ابتعاث طلاب محسوبين على مسؤولين في الحكومة الشرعية دون غيرهم إلى مصر.
ووجه رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر بابتعاث عدد من الطلاب المحسوبين على أبناء الوزراء والمسؤولين والمشائخ والدبلوماسيين والتجار للدراسة في مصر، وباعتماد أيضا من السفير اليمني في القاهرة.
رسالة مواطن:
وجه مواطن رسالة إلى حكومة بن دغر، قال فيها: ” نأمل أن تتحمل الحكومة مسؤوليتها بالشكل المطلوب من اليوم وصاعد ، وتقوم بتفعيل عمل مؤسسات الدولة الإنتاجية لكي ترفد البنك المركزي بالسيولة النقدية المطلوبة التي تستطيع منها توفير مرتبات الموظفين وميزانية الدولة” .
وأضاف المواطن ” طه المالكي” : “غير صحيح أن تأتي طائرة بدفعة من الفلوس من الطبعة الجديدة ويتم صرفها مرتبات للناس ، وتفلس الحكومة اليوم التالي ، وتنتظر حتى تأتي طائرة أخرى محملة بفلوس أخرى!!.. هذا عمل غير صحيح ، وغير لائق أن نظل نحن موظفو الدولة من الجيش والأمن صابرين على الحكومة برواتب أربعة أشهر، كدَين عندها !! ..”.
وتساءل : “هل تسمح حالة العسكري أن يصبر على أربعة أشهر حتى تدبر الحكومة طبعة جديدة وحتى تأتي من الخارج ليستلم مرتبه؟ هذا عمل غير صحيح وهو الفشل بعينه للحكومة “.
وقال: ” المهم توفر لنا معاشاتنا ، وتحاول تنهي حالة الفساد المالي الذي فيها ، نريد أن نلمس تغييرا حقيقيا في عمل الحكومة ، وأول هذا التغيير صرف كافة مرتبات الجيش والأمن المتأخرة ، لا يجعلونا نثور ضدهم ، الوطن مشّ ناقص ثورات ، هل الحكومة واعية لهذا الأمر وما تعانيه الناس من مشكلات في المعيشة والغلاء وتأخر المرتبات؟! ، وهل تعلم أن سعر الصرف ارتفع بشكل غير معقول وهذا أيضاً فشل للحكومة؟! ، وهل هي ساعية نحو تصحيح هذه الأخطاء؟!.. نأمل ذلك ” .
واختتم رسالته: ” نطالب الحكومة بالالتفات بجدية إلى ما يعانوه الموظفون وحل مشاكل المعاشات ، ونشكر دول التحالف على مساعدتها للحكومة وللشعب للخروج من هذه المحنة.. نسأل الله النصر للجنوب والتوفيق للحكومة في كل شطري اليمن ” .
الجدير بالذكر أن أوضاعاً معيشية صعبة يعيشها الموظفون الذين فاقت فترة انقطاع رواتبهم أكثر من سبعة أشهر في بعض المرافق، في حين المواطنين الغير موظفين، والمعتمدين على أعمالهم اليومية، لم يجدوا ما يعملون فيها بعد تدمير المؤسسات الحكومية والخاصة وفشل الحكومة في إعادة إعمارها.