
الجديد برس| خاص|
انفجر التوتر العلني بين السعودية والإمارات، الأربعاء، بعد فشل ذريع في التوصل إلى اتفاق لحسم ملف تشكيل السلطة الموالية لهما في جنوب اليمن، ليتحول الخلاف من دائرة المفاوضات المغلقة إلى تراشق إعلامي مباشر وخطير عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وسجّل المشهد تصعيداً غير مسبوق عندما اتهم الصحفي السعودي، علي العريشي، الإمارات بـ “الخيانة”، وذلك ردا على تغريدة لمستشار رئيس دولة الإمارات، عبدالخالق عبدالله، الذي هدد فيها بـ “إسقاط ما تسمى الشرعية” في اليمن. واستهان العريشي بالتهديد الإماراتي، زاعماً أن دولاً “محترمة” تدعم هذا الكيان (المجلس الرئاسي)، في إشارة إلى الموقف السعودي والدولي الرافض لانفصال الجنوب.
وكان عبدالله قد وصف بقاء ما يسميه “الشرعية” بأنه “عبء على التحالف”، في وقت تتكثف فيه الجهود الإماراتية في الأوساط الدولية للحصول على اعتراف بسلطة المجلس الانتقالي الجنوبي المنادي بالانفصال.
ويكشف هذا التلويح العلني عن مطالب إماراتية ثابتة تدفع بها على طاولة المفاوضات، أهمها حل “المجلس الرئاسي” الحالي وإعادة تشكيل سلطة جديدة تكون فيها للإمارات اليد الطولى، عبر تعيين القائد الانفصالي عيدروس الزبيدي رئيساً، ونائبين من شمال اليمن أحدهما التابع لها (طارق صالح) والثالث من حصة السعودية.
ويؤكد هذا التصعيد الإعلامي الحاد، المتزامن مع تحشيد عسكري ميداني متبادل في اليمن، الانهيار التام لأي اتفاق كان قد تم التوصل إليه بين الطرفين في جولة مفاوضات عُقدت في عدن أوائل هذا الأسبوع، ما يفتح الباب أمام مرحلة جديدة غير مستقرة من الصراع المباشر على النفوذ.




