إضراب شامل يشلُّ عمل أكبر منشأة طبِّيَّة في وادي حضرموت

الجديد برس|

يشهد مستشفى سيئون العام، أكبر منشأة طبية في وادي حضرموت، شللًا شبه تامًا منذ مطلع الأسبوع، بعد دخول الكوادر الطبية والإدارية في إضراب شامل احتجاجًا على تجاهل السلطات المحلية والجهات الصحية التابعة لحكومة عدن لمطالبهم المستمرة منذ أشهر.

وقال عاملون في المستشفى إن الإضراب جاء عقب انتهاء المهلة المحددة التي منحتها الكوادر للسلطات دون أي استجابة، مؤكدين أن مطالبهم تشمل تفعيل لجنة شؤون العاملين، وضمان عدالة توزيع الحوافز، وتوفير بدل المواصلات، وصرف المستحقات المتأخرة، وتثبيت المتعاقدين.

وحذّر المحتجون من أن استمرار الإضراب سيؤدي إلى توقف الخدمات الصحية بالكامل في وادي حضرموت، مطالبين وزارة الصحة والسلطة المحلية في حكومة عدن بالتدخل العاجل لتلبية حقوقهم وإنقاذ المستشفى من الانهيار.

ويُعد مستشفى سيئون العام الركيزة الأساسية للقطاع الصحي في وادي حضرموت، حيث يقدم خدماته لآلاف المرضى يوميًا، بما في ذلك الحالات الحرجة التي تُنقل من محافظات مجاورة. غير أن العاملين فيه يواجهون تحديات متفاقمة بسبب ضعف الأجور، وتدني الحوافز، وشحّ الإمكانيات الطبية، إلى جانب غياب الدعم الحكومي والموازنات التشغيلية.

ويأتي هذا الإضراب في وقتٍ يعاني فيه القطاع الصحي اليمني من تدهور غير مسبوق بفعل الأزمة الاقتصادية والصراع المتواصل بين فصائل التحالف السعودي الإماراتي على النفوذ والإيرادات، وسط انتشار الفساد الإداري والمالي في مؤسسات الدولة.

ويرى مراقبون أن ما يحدث في مستشفى سيئون العام يعكس صورة مصغّرة لانهيار المنظومة الصحية في المحافظات الخاضعة لسيطرة التحالف، حيث باتت المستشفيات الحكومية عاجزة عن تقديم خدماتها الأساسية، بينما يواجه المواطن وضعًا صحيًا وإنسانيًا بالغ الصعوبة.