الأخبار تقارير عربي ودولي

قبول حماس المشروط لخطة ترامب بشأن غزة يربك “إسرائيل”

الجديد برس|
تناولت صحف ومواقع عالمية تداعيات إعلان حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قبولها المشروط لخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخاصة بقطاع غزة، وهو الإعلان الذي أحدث ارتباكاً في الأوساط الإسرائيلية واهتماماً إقليمياً ودولياً كبيراً حيال مآلات الموقف الجديد.
ففي بيان صدر مساء الجمعة، أكدت الحركة أنها سلّمت الوسطاء ردّها على الخطة الأميركية، معلنة موافقتها على الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين الأحياء والأموات، وتجديد استعدادها لتسليم إدارة القطاع إلى هيئة فلسطينية من المستقلين (تكنوقراط)، بناءً على التوافق الوطني والدعم العربي والإسلامي، مع تأكيدها أن مستقبل غزة وحقوق الشعب الفلسطيني شأن داخلي فلسطيني.
صحيفة الغارديان البريطانية رأت أن توجيه ترامب لإسرائيل بوقف قصف غزة “يؤكد أنه الرئيس الوحيد القادر على فرض وقف إطلاق النار على نتنياهو”، مشيرة إلى أن حماس قبلت بعض بنود الخطة لكنها رفضت نزع سلاحها، وأبدت استعدادها للإفراج عن 48 رهينة.
أما صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية فوصفت إعلان ترامب بأنه سبب “حرجاً كبيراً” لنتنياهو الذي فوجئ برد حماس، ما دفعه إلى عقد اجتماعات طارئة، خصوصاً أن الحركة لم تقبل ببقاء الجيش الإسرائيلي في القطاع. وأشارت إلى أن حماس تركت هامشاً للتفاوض لتجنب تهمة الرفض المطلق.
وفي السياق ذاته، ذكرت صحيفة جيروزاليم بوست أن إسرائيل مستعدة لتنفيذ الخطوات الأولى من الخطة الأميركية بالتنسيق الكامل مع واشنطن، التي تصر على أن يؤدي إطلاق الأسرى إلى إنهاء الحرب تدريجياً.
صحيفة واشنطن بوست لفتت إلى أن قبول حماس المبدئي جعل ترامب يطالب بوقف فوري لإطلاق النار من قبل إسرائيل، موضحة أن الخطة المعدّلة تضمنت عناصر من مبادرات عربية سابقة، لكنها صيغت دون التشاور مع الفلسطينيين، مما أثار امتعاض بعض الدول العربية.
وفي الإندبندنت، تساءلت الصحفية بيل ترو إن كان قبول حماس الجزئي كافياً لإنهاء الصراع، معتبرة أن الغموض المتعمّد في الخطة ذات البنود العشرين سمح بتفسيرات متباينة من واشنطن وتل أبيب وغزة، ما يعقّد إمكانية التطبيق العملي.
أما التايمز البريطانية فنقلت عن مسؤول عسكري إسرائيلي سابق قوله إن رد حماس احتوى على “لا” أوضح من “نعم”، مشيرة إلى أن دولاً عربية وإسلامية بدأت تضغط لتعديل بعض البنود، خصوصاً المتعلقة بجدول الانسحاب الإسرائيلي من غزة.
ورغم أن بعض الصحف الغربية رأت في قبول حماس الجزئي بارقة أمل لتهدئة وشيكة، فإن الإعلام الإسرائيلي ركّز على مفاجأة نتنياهو وحرجه السياسي، في حين يبقى مصير خطة ترامب مرهوناً بقدرة الأطراف على تجاوز الخلافات وتحويل المواقف السياسية إلى خطوات عملية.
يُشار إلى أن خطة ترامب، المعلنة في 29 سبتمبر/أيلول الماضي، تتألف من 20 بنداً تشمل الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين خلال 72 ساعة من موافقة تل أبيب، ووقف إطلاق النار، ونزع سلاح حماس، وهي البنود التي أعلن نتنياهو دعمه الكامل لها خلال مؤتمر صحفي مشترك مع ترامب في البيت الأبيض.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تواصل إسرائيل عدوانها على قطاع غزة بدعم أميركي، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 66,288 فلسطينياً وإصابة 169,165 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى مجاعة حصدت أرواح 457 شخصاً بينهم 152 طفلاً.