الجديد برس|
“لو كان الفقر رجلاً لقتلته”، كثيراً ما رددنا هذه المقولة في أحيان كثيرة، لكنَّا بتنا الآن نعيش واقعاً أُنعِش فيه الفقرَ وقُتِل الأعِزةُ المحتاجون، فلم تكتفِ “إسرائيل” بالحرب العسكرية على قطاع غزة فحسب، بل اتخذت من التجويع سياسة للابتزاز وسلاحاً آخر للحرب والقتل.
فبينما يُطبق الاحتلال حصاره على أهالي قطاع غزة بشتى الطرق ويمنعُ إدخال الدقيق والمساعدات بإغلاق معابر القطاع لأكثر من شهرين متتاليين؛ يقرصُ الجوع بطون الصغار والكبار، ما ألجأ سكان القطاع للبحث عن بدائل يسدون بها جوع أطفالهم، أو توفير حفنة من خبز علَّها تكفي لقوت يوم.
ومع إعلان وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” وبرنامج الأغذية العالمي نفاد مخزون الدقيق، وارتفاع سعر الكيس الواحد إلى أكثر من ألف شيقل، يزداد خطر المجاعة يومًا بعد يوم.
كل شيء مغمَّس بالدم حتى “حفنة الطحين”..
غزة تُقتل بكل الأساليب ولا ملتفت وعلى إثر ذلك، لجأ الغزيون لاستخدام المعكرونة وأصنافاً أخرى من البقوليات كبديل للدقيق لصناعة الخبز، الذي يعد الركن الأساسي الذي يسد الجوع، ويُكفَل همُه إن وُجِد!
وقالت سيدة غزاوية ” أصبحنا نطحن المعكرونة بالمطحنة اليدوية أو خلاط قوي، حتى تصبح ناعمةً مثل الطحين”.
أما عن طعمه، فليس امام اهل غزة بُداً إلا أن تتقبل الأمر الواقع، فالطعم والقوام يختلفان عن خبز الدقيق، مُبينةً أن خبز المعكرونة أقرب منه للبسكويت، كما أنه قاسٍ ولا يُشبع، ولا ينتفخ مثل الخبز العادي وينفد بسرعة”.
مجاعة تتفشى..
وفي ظل الإغلاق التام لمعابر قطاع غزة للشهر الثاني على التوالي، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن 91% من السكان يواجهون أزمة غذائية خانقة، وسط نقص حاد في المواد الأساسية.
إلى ذلك أشار المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، في بيان له تابعته “وكالة سند للأنباء”، أن المجاعة تتفشى في قطاع غزة بمستويات كارثية، مشيرًا إلى ارتفاع حاد في معدلات الوفاة الطبيعية بين السكان، لا سيما بين الأطفال وكبار السن.
وأوضح المرصد أن هذا هو أطول حصار شامل يفرضه الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ بدء العدوان في 7 أكتوبر 2023، محذرًا من تفاقم الكارثة الإنسانية مع دخول الحصار شهره الثالث.
وأفاد المكتب الإعلامي الحكومي بارتفاع عدد الوفيات الناجمة عن سوء التغذية الحاد إلى 57 حالة، معظمهم من الأطفال، إلى جانب مرضى وكبار في السن.