الأخبار المحلية

حروف صار لها معنى بنورك..

الجديد برس : مقالات واراء 

بقلم / حنان غمضان

أرسل حرف الضاد – بحكم أنَّه رئيس مجلس رئاسة الحروف الهجائية وأقواها نطقًا- دعوة رسمية إلى أعضاء المجلس الممثَّل بالأخوة من الأحرف وأعضاء السكرتارية الممثَّل بالأخوات: [الكسرة والضمة والفتحة والسكون] لحضور اجتماع طارئ ومغلق لمناقشة وضعيَّتهم الحالية والسابقة، ووضع حلول لها فحضر جميع المدعوِّين.
وفي بداية الاجتماع رحب الأستاذ الضاد بالحضور، وقال: نفتتح هذا الاجتماع بسم الله الرحمن الرحيم
أولاً: أوجِّه لكم رسالة شكر لحضوركم هذا الاجتماع الطارئ والمغلق .
ثانياً: أريد من كل أخ من الأحرف التحدُّث عن نفسه بكلِّ حريَّة لنعرف أين أفنى حياته؟
وهل أنجز شيئًا يُذكر ويُحسب له في وقتنا الحاضر؟
وما إن أكمل الضاد حديثه حتى ضجَّت القاعة بالصراخ والآهات والأنين، وطأطأ كلُّ الأساتذة الأحرف رؤوسهم، وصرخوا بصوت واحد تملؤه الحسرات والندم قائلين: كم كلماتٍ من جوفنا نُسِجت وخُطَّت أسطر مكوِّنة مؤلفات ومجلدات، لكن بعد كل هذا لانرى أيَّ إنجازٍ فيما نُسِج من أعماقنا.
كان الأحرف يتحدّثون والدموع تنهمر بشدة،هنا أدرك الأستاذ ضاد أن الأساتذة تذكَّروا مأساة الزمن المؤلم الذي أغرقهم في مستنقع الوهن والضياع والظلم.
قال الضاد: أريد منكم جميعًا أن تأخذوا نفسًا عميقًا، وتمسحوا دموعكم الغالية لنبدأ مناقشة وضعنا السابق والحالي بحكم شهودنا مرحلتين لهذه الأمة، فمارأيكم أن نبدأ بالمرحلة السابقة لنناقش ما كان فيها ومانسجنا من كلمات وأسطر.
هنا رفع الأحرف رؤوسهم قائلين نعم نبدأ.
فقال الضاد نبدأ بالترتيب أم كل أستاذ من الأحرف يحكي معاناته.
فرشح الأخوة الأعضاء يكون بالترتيب.
وهنا وقف الألف قائلاً: حولوا استقامتي إلى اعوجاج وبداية لكل كلمة فيها انكسار وانحطاط واستسلام واذلال وافتقار للقيم الدينية والأخلاقية.
فقاطعه الباء وأنا ماذا أقول عن نفسي وقد جعلوا مني محل بؤس وبؤرة للضلال والضياع.
انطق أيها التاء كيف دمروك.
فنطق التاء أما أنا فقد نسجوا مني ماهو أخطر، وسبب لكل شرود تشتت غير منقطع، وكان سبب كل ما حل بالأمة.
هنا قاطعه الضاد وماهوهذا الشئ الجسيم؟
فقال التاء: آه آه نسجوا توليهم لليهود والنصارى فانتهى بهم المطاف بزيارة حرف الثاء.
هنا سرد الثاء قصته: بلوروا مني ثورات ليس لها معنى سوى إذلال لكل عربي ومسلم وخلقوا من جاري الجيم جموداً جامحاً جامعاً لكل معنى الجمود للقيم الدينية والأخلاقية.
وبدأ الحاء بالوقوف ليتكلم عن معاناته.
فقال الضاد لحظة لماذا أنت !
لماذا لا يتكلم الجيم عن معاناته.
فأجاب الثاء المعذرة منكم ألم أشرح لكم جموده الجامح فقد أصبح جامداً لا يريد فعل شئ حولوه إلى جماد لا ينطق ولا يفعل شيئاً سوى تجميد كل شئ فيه حياة.
هنا تعالت الأصوات من الحضور بـ (حسبنا الله ونعم الوكيل).
وقال الضاد تفضل يا عزيزي بطرح معاناتك.
أطلق الحاء آهاته قبل الحديث ثم قال لطخوا جوفي وخلقوا مني كلمة دار رحاها على المئات، وراح ضحيتها الآلاف، نسجوا حروباً لم تنتهِ رحاها. ثم سكت الحاء فجأة ولم يكمل إلا أن الدموع كانت تنهمر من عينيه بغزارة.
فاستغرب الحضور وتساءلوا ماذاحصل؟
ولماذا لم يكمل؟
ولماذا الدموع؟
هنا طلب الضاد من الجميع الهدوء والالتزام بالنظام.
فوقف الخاء قائلاً: سأكمل ما بدأه أخي الحاء، لم يستطيع إكمال الحديث لأنه كلما تذكر ما عملوا بجوفه يسكت عن التكلم وتنهمر دموعه.
فأنا يا إخواني المحترمين بعد إشعال الحروب يأتي دوري لنسج كل مفردات الخراب والخسارة والخنوع والخمول، الذي يحل بالأمة وبجميع مقوماتها.
( وكان بقية الأحرف يتسابقون لطرح زر زر فما يكمل أحد إلا ووقف الآخر لطرح معاناته أو يقاطعه وكان الضاد يتفهم الموقف نظرًا لجور المعاناة)
هنا الدال بيده قائلاً: سأكمل أيها الخاء فقد حان دوري الذي أنتظره من بداية الاجتماع.
فأنا كما تعرفوني بداية كلمة دول في العار لكل دولة تأخذ حرفي للتفاخر أنها دولة مستقلة لكن هيهات من الاستقلال وقد دأبت الهيمنة الأمريكية الصهيونية على وضع كل الدول في دائرة الانحطاط والانحلال والدمار الشامل.
قاطعه الذال: وأنا ماذا أقول عن نفسي جعلوا مني ذروة في الإفساد وذهاب لكل القيم.
وسكت عن إكمال الحديث.
فقال الضاد وضح كيف كان الإفساد.
فرد الذال لا أريد أخذ دور غيري سيأتي منه دوره ليوضح كيف كان الإفساد.
ففي الحلق شجى من الأوجاع والألم.
صحيح يا أخي فأنا الراء؛ نزعوا راء الرحمة، واستبدلوها بكلمة الرجيم الذي برحاله استعبد العالم، وزرع العفو فمن شدة حرقة قلبي بدأت آخذ دور الأخ زاء.
قال الزاء لا أعتب عليك ففي جوف كل حرف منا معاناة وألم.
نعم زرعوا بي زمان الفتن والظلم، وكل ماسيناقشه ويطرحه من بعدي من الأخوة الأحرف.
أحسنت الطرح أيها الزاء فأنا السين ساروا بي سير الأسير فبي ضخوا سم الأفعى في الأمة.
وقف الشين سأكمل ما بدأت وشنوا حرب الشعارات والمسميات المتطرفة والإرهابية التى تسعى للتشتت الذي كان نتيجتها استخدام الأخ صاد.
نعم جعلوا مني صراع مستميت، يلازمه صمت ليس له معنى تجاه هذا الصراع وأوصلوا الأمة.
هنا وقف رئيس مجلس الرئاسة الضاد قائلاً: سأكمل الشكوى فأنا بفارغ الصبر أنتظر دوري.
فأنا أُدير الاجتماع بحكم كل الضياع الذي استخدموه بحرفي، أضاع الأمة في عالم النسيان بعد أن كانت في عالم الحضارة.
هنا نطق الطاء نعم هذا حال كل من طأطأ رأسه للعبودية للشيطان الأكبر. فقاطعه الظاء لكن يا أخي لا تنسَ أن الطأطأة كان سببها أنهم نسخوا من محتوى جوفي الظلم، وكذلك لا تنسَ الظروف التى مرت بها الأمة من أمور جسام.
وقف العين قائلاً: نعم كنت حرف عين فأصبحت عين على الواقع المرير الذي مرت به الأمة لكل ماذكرتموه سابقاً وغرقت تحت أقدام الطغاة. فصدح الغين هذا دوري فرد العين أستسمحك لكنِي غرقت في معاناة الأمة وآلامها تفضل بالحديث فالمجال مفتوح أمامك نعم الأمة غارقة في سبات الغفلة والنسيان وغرقت فيها مكبلة بأغلال الشيطان الأكبر الذي عمل. سيكمل الحديث الفاء ماصنعوا. آه آه سأقص عليكم ولو أني كلما ذكرت ما عملوا بي وكيف استخدمت أتمنى الاختفاء عن عالم الأحرف الهجائية لكن سأوضح لكم ماصنعوا؛ عملت اليهود والنصارى على فصل الإسلام عن الأمة وفصله شيئاً فشيئاً حتى وصلت إلى ما وصلت إليه اليوم، وصاغوا سياسة (فرق تسد).
صدقت يا أخي فأنا حرف القاف فبي صاغوا قهر الأمة بالظلم والاستعباد وصنعوا من جوفي قيودا بأفكار شيطانية حاولت محو القيم الأخلاقية والدينية.
هنا وقف الكاف قائلاً: فماذا أقول؟ أنا من كُبلت وكُتمت عن قول كلمة الحق وصاغوا من جوفي كبائر الجرائم.
هنا صرخ الضاد لا أريد مداخلة حتى يأتي دورك يا أخي المحترم. ياسيدي الضاد إنه دوري فترتيبي بعد القاف لكن جرحي الذي ما زال ينزف أنطقني دون شعوري أن أخي القاف لم يكمل حديثه.
أخذ القاف نفساً عميقاً وقال لا عليك يا أخي الكاف فكلنا جروح لا تنضب فالشيطان الأكبر جعل منا رموزاً وحروفاً جوفها ينزف قهرًا على الأمة. وما كاد القاف أن يكمل حديثه إلا والقاعة يملؤها الضجيج، وتعالى صوت تبدو عليه علامات الغضب وصرخ متى سيأتي دوري فقد طال صبري ووجعي ومللت الانتظار وصار شكلي من كثر الأوجاع التي يحملها ظهري كعكاز رجل عجوز.
ظهرت علامات الاستغراب والتساؤل من الأعضاء لماذا لم يلتزم بدوره!
فقال الضاد تفضل يا أخي.
فقال دعوني أتكلم وأبوح بما يدور بخلَدي، وبما جعلني مصدر لكل معاناة ومأساة مؤلمة وموجعة ومفجعة وربطوني بكل معنى مؤلم.
هنا قاطعه النون صحيح يا أخ ميم نفذ صبرك، ولم تستطيع التحمل إلى أن يأتي دورك وأنت فقط صاغوا منك مصدر المعاناة.
فماذا أقول وأنا من نسجوا مني نار جهنم لمن تركوا دين الله وسأكتفي بكلمة نار، فالنار تحرق كل شئ جميل.
شكرا لك يانون نعم نسجوا منك النار لكن سبب هذه النار هيمنة أمريكا وربيبتها إسرائيل كيف أشكي وأوضح لكم ماعملوا ومانسجوا بحرفي لقد هدموا أمة كاملة، هدموا كل شيء ينقذ الأمة من عذاب النار أكييد عرفتموني أنا الهاء.
وقف الضاد يسأل نظرًا للحالة التي افتعلها الميم في الخروج عن النظام من بقي من الحروف لم يدلوا بشكواه.
هنا وقف الواو: أنا يا سيد الأحرف كيف أبدأ شكواي ممن صبوا كل وجع وقيح وكل ما تكلم به إخواني الأحرف كنت الرابط لكل هذه المعاناة.
هنا طبطب الياء على كتف الواو قائلاً: لا تحزن فكل حرف هو بلا شك ليس له لا حول ولا قوة، فأنا مثلاً حاولوا استخدمي بل استخدموني كيداً للسيطرة على العالم. لكن هناك من صاغ من حرفي ما جعله يسمو ويصدح ويغير مجرى اليمن خاصة والأمة عامة. أليس كذلك يا أخي لام فأنت الساكت طوال الاجتماع، حتى دورك أُخذ.
نعم سكت؛ لأني أريد لملمت جروحكم وأخبركم مثلما استخدمونا للضياع والظلم وكل ماطرحتموه فقد كان هناك من أحسن بلورتنا بأحسن الصياغة وأجمل الكلمات.
هنا قال الضاد لنأخذ قسطاً من الراحة من أجل أن يستريح كل واحد منكم ونأخذ وقتاً لتناول وجبة عالية من القيم والأخلاق التى تكلم عنها الأخ لام. لنبدأ مناقشة المرحلة الحالية وكيف تم بلورتنا بصياغة رائعة كان لها الأثر الأجمل في اليمن خاصة والأمة عامة.
وبعد فترة الراحة اُستؤنف الاجتماع وحضر جميع المدعوين من من الأحرف وكأنهم اغتسلوا بماء زمزم ونفسياتهم مرتاحة جدًا.
وبدا الضاد الاجتماع بقوله الحمد لله الساعات الماضية والزمان الماضي والمرحلة الماضية كانت متعبة جدًا جدًا لنا وللأمة، لكن المرحلة القادمة أو الحالية فيها سعادتنا وسعادة الأمة جمعاء، فاليوم يوم مولد جديد لنا، هنا صدحت القاعة بصوت واحد نعم فأعظم إنجاز وأعظم عصر شهدناه في وقتنا الحاضر عصر من نوره لم يدر عليه الظلام إلا بالنور، فسلام الله على الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي من جعل لنا من نوره معنى عظيم، وتشارك الكل الفرحة والتحدث بصوت واحد فبالألف: عرف عظمة الله أكبر.
وبالباء: بدأ باسم الله وحده.
وبالتاء:توج إيمانه بالتولي لله وحده ولرسوله وللإمام علي.
وبالثاء: ثقة بالله هي من أوصلته إلى مرتبة الأولياء.
وبالجيم: جمع كل الصفات الإيمانية وتوجها بالجهاد وجعل القرآن قرينه. وبالحاء: سمي حليف القرآن ولي الفخر أن بداية اسمه حرفي (حسين).
وبالخاء: خُلدت ذكراه في قلوبنا وخُلدت أعماله فينا.
وبالدال: دمر عروش الطغاة ودمه الطاهر جعل رأية الإسلام عالية خفاقة إلى يوم القيامة.
وبالذال: ذادعن الأمة والدين بنهجه القويم.
وبالراء: رسم مساراً من سار عليه لن يحيد أبدًا، فهو رجل المرحلة. وبالزاء: زلزل كل الطغاة.
وبالسين: سيف باتر على رؤس الظالمين.
وبالشين: شرف ديننا بشعار حق.
وبالصاد: صرخة دوت صداها في العالم أجمع.
وبالضاد: ضرب أروع. الأمثلة في التضحية والجهاد.
وبالطاء: طمس كل العقائد الباطلة والثقافة المغلوطة.
وبالظاء: ظهر الحسين مبدد لكل الظلام.
وبالعين:علم للحق مجدد للدين.
وبالغين: غمر الأمة بغيث خير.
وبالفاء: فتح أبواباً كانت مؤصدة.
وبالقاف: قاد الأمة بالقرآن الكريم.
وبالكاف: كسر كل القيود التي كبلنا بها الأعداء.
وباللام: لملم جراح الأمة وطببها.
وبالميم: مسيرة قرآنية ونهج رباني.
وبالنون : نور أنار طريقنا في وحل الظلام.
وبالهاء: هيأ لنا منهجاً ربانياً.
وبالواو: ودع الدنيا شامخاً شهيدًا حياً كما ودعها أجداده.
وبالياء: يعز علينا فرقاك ياقبلة الأحرار.
وهنا صدح جميع الحضور بالصرخة:
الله أكبر
الموت لأمريكا
الموت لإسرائيل
اللعنة على اليهود
النصر للإسلام
وكانت جميع الأخوات من الحركات تسجل ما دار في الاجتماع وما طرح للمناقشة، وخرج الجميع من الاجتماع وهم يرددون رأينا العصر الذهبي بوجودك يا شهيد الحق فسلام الله عليه يوم ولد ويوم صرخ بالحق ويوم استشهد حياً.