المقالات

نفاوض .. واليد على الزناد

الجديد برس : مقالات واراء 

بقلم / علي جاحز 

لا يعنيني الخوض في أي تفاصيل ، لكن من المهم الاشارة الى أن من الواضح أن ثمة مشروع تفاوض يمني سعودي ، بخصوص التوصل الى صيغة اتفاق بين قطبي المعركة الدائرة حاليا ” اليمن جيشا وشعبا والسعودية جيشا ومرتزقة ” في مكان ما وبتمثيل ما .
***
وبما أن اللغط والقيل والقال والتكهنات والتخرصات قد ملأت الصحافة ومواقع التواصل ، ينبغي أيضا الإشارة إلى أن من الطبيعي في كل الحروب والنزاعات بين طرفين عدوين أن تنتهي عادة بمفاوضات بين قطبيها بناء على وساطة طرف ثالث ، حتى و إن كان ثمة حسم وانتصار من قبل طرف فإن الحرب لا تنتهي الا باتفاق.
***
وعلاوة على كون الواقع يقول أن الشعب اليمني يقاتل بجيشه ولجانه تحت إمرة قيادة حكيمة جرى تفويضها والتسليم لها ، فإن تلك القيادة نفسها لم تغلق باب التفاوض ، وكان من ضمن المآخذ على جولات المفاوضات السابقة انها كانت تجري بين ممثلي اليمن وبين ممثلي مرتزقة السعودية الذين لا يمتلكون قرارا في الواقع ، وكان المطلب الطاغي ان يتم التفاوض مع السعودية مباشرة فهي صاحب القرار وإن كان القرار الأخير أمريكياً.
***
ولهذا فإن من الطبيعي أن تجري مفاوضات بيننا و بين العدو المباشر السعودية ، وفي الواقع فإن العبرة بما سيجري الاتفاق عليه إن كانت مشرفة ومقبولة وتمثل انتصارا لليمن واليمنيين ودماء الشهداء ، أو كانت غير مشرفة وتنتقص من حقنا وحق الشعب وتعطي العدو انتصارا .
***
من المبكر الخوض في تفاصيل لم تحدث ، والحديث عن تفاؤل او تشاؤم .. هزيمة أو انتصار .. ، فالاستعجال في طرح ما لم يطرح وتحليل ما لم يقع ، خطأ كبير ، يجب أن نعي جيدا أن كل جولات المفاوضات لا قيمة لها حتى تظهر النتيجة .
***
أما الهيستيريا في اختراع الاشاعات وتلفيق الحكايات وتوظيف الصور القديمة ، واطلاق التهم والأحكام والتخرصات والتوصيفات من قبل كتاب وإعلام طرف ما ، فهو دليل خوف وتوتر من الاتفاق وعدم ثقة في أن تأتي النتيجة لصالحه ، ان لم يكن من يقين أن النتيجة ليست لصالحه ، وهو ما يظهر في إعلام العدوان ومرتزقته خلال اليومين الماضيين .
***
والمضحك الذي يثير الشفقة ، هو ذلك الذي قد سخر نفسه وكتاباته ومواقفه لإباحة دماء اليمنيين وأعطى طائرات العدوان المبررات لتقتل اليمنيين وتقصف البيوت والاسواق والبنى التحتية والطرق والمصانع ووو… الخ طوال عام كامل ، ثم يأتي اليوم ليتحول وكيلاً لأسر الشهداء يشتعل غضبا وغيرة على دماء الضحايا واسرهم ، ويصرخ بعالي الصوت متحسرا على دمار البلد ، معتبرا التفاوض تفريضا فيها .
***
هذا النوع انما يبكي خيبته ويحكي قبح نهايته ، فهو يرى أن وقف القتل و الدمار وانتصار الشعب اليمني و جيشه ولجانه باتفاق او تفاوض خيانة ، بينما لا يرى وقوفه مع العدو وتبريره لجرائمه و مشاركته في بيع بلده و شعبه لصالح العدوان خيانة ، بل ويعتقد ان انتصار العدو مكسب كبير له حتى و ان داس على ملايين الجثث .
***
مثل هذا النوع نقول له التفاوض مع العدو الرئيسي هو المفترض ان يكون ، لا مع مرتزقته الذين يلهثون وراء بارقة امل في القبول بالتفاوض معهم وإعطائهم ولو مكسبا صغيرا في مستقبل اليمن .
***
لنترك المفاوض يفاوض نجح أم لم ينجح ، وفي كل الاحوال يجب ان نبقى يقظين يدنا على الزناد ورهاننا على الله ناصرنا و معيننا ، وعلى قوتنا وصمودنا وسلاحنا.
***
لـ ‫#‏سيد_المقاومة‬ :
حسن .. أنت وما تقول
ونصر .. حيث تقف وتومئ ..
والله .. يوقد الصدق بوجهك ليشع ..
ونحن .. وفاء لسيد الوفاء .
—–
صحيفة الثورة – عدد اليوم الاربعاء 09 مارس 2016م