المقالات

أتمنّى أن يحشرني الله مع اليمنيين

أتمنّى أن يحشرني الله مع اليمنيين

الجديد برس : رأي

د. منصر هذيلي – كاتب تونسي

أتمنّى أن يحشرني الله يوم القيامة مع اليمنيين. أتمنى ولا أرى نفسي بذلك جديرا. فكرة الجدارة تؤرقني. أسأل دائما وخصوصا عندما تتبيّن لي المسالك وأميّز أفضل الطّريق إن كنت بذلك الأفضل جديرا.

ذلك أن إعتقاد الجدارة مهلكة والإعتقاد في فضل الله ورحمته ومنّه أسلم. لماذا أرنو شعورا ووجدانا الى اليمن وإلى اليمنيين؟ لأنّ كلّ المعنى اليوم تقريبا هناك.

معنى أن المرء لا يركن الى البطش والجبروت وأنّ الانسان يضحّي وأنّ الانسان يقدّم العزّة والكرامة وأنه يكون محاطا بكلّ الظلمة وينبعث من داخله نور.

اليمن الآن معجزة معنوية وانتصار اليمنيين إذا وفّق الله يكون درسا عظيما وفرصة استئناف معمّدة بالدماء والدموع. أبالسة العرب هناك يصارعون بقية الاسلام وبقية الرسول.

كتبت منذ الايام الاولى عن اليمن واليمنيين وكان موقفي مما يجري هناك واضحا لا لبس فيه. وقتها كانت شرائح واسعة من الربيعيين تمتدح الشرعية اليمنية انتصارا للزنداني الخائب. الشرعية اليمنية الان في ركن حقيبة يمسك بها آل سعود، بعض من كذب وفتنة. ما عدت أكتب كثيرا عن اليمن لا لأنني غيّرت وبدّلت ولكن لأنني قلت باكرا كلّ شيء.