الأخبار المحلية

صحيفة أجنبية : السعودية تخنق أبناء المهرة اليمنية تدريجياً

صحيفة أجنبية : السعودية تخنق أبناء المهرة اليمنية تدريجياً

الجديد برس: متابعات

نشرت صحيفة “ديلي تلغراف” تقريرا أعده مراسلها غاريث براون قبل أيام من الغيضة عاصمة محافظة المهرة في شرق اليمن، يشير فيه إلى “اليأس المتزايد مع سيطرة السعوديين على اليمن”.
ويبدأ براون رحلته في المهرة من وحدة الأطفال في مستشفى الغيضة المركزي، التي كان فيها طفل يصرخ على ذراع أمه، ويعاني من التهاب جلدي مع تقيؤ وحمى، مشيرا إلى أنه في أوضاع أخرى فإنه كان يمكن أن تتم تهدئته بمنحه مسكنات، وهي غير متوفرة في المستشفى في شرق اليمن، “لهذا يتردد صدى صراخه في المستشفى، ولا شيء يخفف ألم الطفل إلا عناق والدته له”.

ويكشف التقرير عن أنه لا يوجد في رفوف صيدلية المستشفى الكثير من الأدوية، لافتا إلى أن مسؤولها علي حسين قدم قائمة من الأدوية الناقصة، مثل المضادات الحيوية وأدوية وقف الإسهال، بالإضافة إلى أنه لا توجد حتى المحاليل الملحية، ولا يوجد إلا بعض الإبر التي تستخدم في الحالات الطارئة، وقال حسين إن بعض الأدوية زاد سعرها بنسبة 200% منذ بداية الحرب، ولا يمكن الحصول على الخدمات الرئيسية.
ويستدرك التقرير، الذي ترجمته “عربي21″، بأنه رغم ابتعاد الحرب عن الغيضة ومعظم محافظة المهرة بشكل عام، إلا أن المحافظة، كما يقول السكان المحليون، تعاني من حصار متزايد وخنق تقوم به السعودية، حيث تخسر المحلات التجارية، وتعاني المستشفيات من نقص حاد في المواد الطبية، ويمنع الصيادون من مغادرة الشواطئ للصيد.

وتفيد الصحيفة بأن السعوديين يزعمون أنهم يقومون بتمويل مشاريع كبرى في المحافظة، حيث أشار السكان إلى وحدة لغسيل الكلى في المستشفى، لكنهم يقولون إن السياسات السعودية والقيود المشددة تعمل على قتل المهرة تدريجيا، وهذا كله تحت اسم مكافحة التهريب، مشيرة إلى قول حسين: “لو أرادوا المساعدة فإن عليهم فتح الحدود”.

وينقل التقرير عن علي محمد (42 عاما)، الذي يدير شركة إنشاءات كبيرة في المهرة، قوله إن السعوديين دمروا تجارته، ويضيف: “في السابق كنا نقدم عطاءات في المشاريع الحكومية، وقبل وصولهم (السعوديين) كنت أوظف 60 عاملا، أما اليوم فلم يبق لدي إلا العشر”، ويشير محمد إلى أن السعوديين يجبرون الحكومة المحلية على منح العطاءات إلى شركات من خارج المحافظة، وأحيانا لشركات سعودية، ويقول: “يحاولون الضغط علينا وجعلنا ضعفاء”.

ويلفت الكاتب إلى أن القيود لا تقتصر في داخل المحافظة، بل إن الصيادين يواجهون القيود، حيث تبدو الشواطئ هادئة، وتبدو القوارب اللامعة ساكنة على الرمال، مشيرا إلى أن الصيادين تلقوا في الأسابيع القليلة الماضية تحذيرات من السعودية بعدم الخروج إلى البحر وإلا صودرت قواربهم.

وينقل التقرير عن صياد، قوله إن القيود على الصيادين جعلتهم يخسرون مصدر دخلهم اليومي، لدرجة أنهم غطوا محركات القوارب التي لم تعد تعمل، وأضاف: “لا يوجد تهريب هنا، فقط صيد.. أعمل في الصيد منذ عشرين عاما، ودوننا فإن اليمن سيجوع”.