الأخبار المحلية

التلفزيون السعودي يتناول موضوع هروب السعوديات..زنا محارم وتحول جنسي

التلفزيون السعودي يتناول موضوع هروب السعوديات..زنا محارم وتحول جنسي

الجديد برس : متابعات

بثث قناة إس بي سي السعودية الحكومية، مساء الأحد الماضي، حلقة غير مسبوقة على الشاشات السعودية قدمها الإعلامي السعودي داوود الشريان، تناولت أسباب هروب الفتيات السعوديات من أسرهن إلى الخارج ، محمّلةً المسؤولية للمشاكل الاجتماعية التي مرت بها الهاربات دون التطرق إلي موضوع “القمع الذي تمارسه السلطات السعودية ضد المعارضين” والذي تتحدث عنه عدة تقارير دولية.

لم يكن التلفزيون السعودي الحكومي في السابق يسمح بمناقشة هذا النوع من المواضيع على الشاشات السعودية لأسباب سياسية واجتماعية ودينية.

وفي الحلقة التي تعد الأولى من البرنامج الذي يحمل اسم مقدمه داوود الشريان، ظهرت شابة استخدمت اسماً مستعاراً: ريري، أظهرت عينيها فقط حفاظاً على هويتها، كما ظهر شاب يدعى عبدالله أخفى وجهه بالكامل. الاثنان يقيمان في لندن، إضافة إلى ضيف ثالث حضر في الأستوديو يدعى بندر صعيدي.

وروت ريري في بداية الحلقة حكايتها مع الهروب من السعودية وطلبها اللجوء إلى لندن، موضحة أن شقيقها اغتصبها وهي بعمر 8 سنوات،  وقالت إنها قررت أن تغادر المملكة إلى لندن خشية التوقيف، خصوصاً بعد أن قررت أن تصبح ناشطة في مجال حقوق المرأة على موقع تويتر.

أما الضيف الثاني عبدالله، وهو في الأصل فتاة سعودية كانت تعاني من اضطراب الهوية الجنسية، فتحدث عن حكايته مع الهروب خارج السعودية، بعد أن نصحه الأطباء في السعودية عندما كان فتاة بإجراء عملية تصحيح جنس، ففضل إجراءها في الخارج لصعوبة تغيير هويته الجنسية في دائرة الأحوال المدنية في بلاده.

كما تحدث الضيف الثالث بندر صعيد عن دوافع هروب زوجته إلى أستراليا وطلب اللجوء رغم حصولها على موافقة للابتعاث في الجامعات الأسترالية، معتبراً أن قرار الزوجة التي لم تظهر في البرنامج سببه “تحريض آخرين التقت بهم في أستراليا”.

وبرزت قضية هروب الفتيات السعوديات إلى الخارج في الفترة الأخيرة، بعد انتشار قصة الشابة السعودية رهف القنون، التي حظيت باهتمام دولي منذ وصولها تايلند، وحتى حصولها على اللجوء في كندا رغم محاولات عائلتها إعادتها.

أسباب هروب الفتيات برأي الشريان

أثناء حلقة برنامج داوود الشريان، عزى مقدم البرنامج سبب هروب الفتيات من السعودية إلى ضعف نظام الحماية، والتعسف من قبل بعض أولياء الأمور في تطبيق نظام الولاية.

وتابع أن نظام الحماية الاجتماعية يقوم على توقيف الضحية في دور الرعاية ذات السمعة السيئة، والأشبه بسجن، بينما يبقى المعتدي وهو في العادة الأب أو الأخ طليقاً، ويتم الاكتفاء بتوقيعه على تعهد بعدم الاعتداء مجدداً.

وأشار الشريان إلى أن وزارة العمل والشؤون الاجتماعية المسؤولة عن ملف الحماية، لديها قضايا كبيرة في سوق العمل والبطالة، تشغلها عن الاهتمام بحماية المعنفات، وأن السعودية تحتاج إلى نظام حماية مختلف يوفر حماية حقيقية للضحايا، ويشجعهم على اللجوء إلى طلب الحماية بدل الفرار خارج المملكة.

وقال الشريان أثناء الحلقة إن الدولة استقبلت الشباب المنخرطين في منظمات إرهابية ومنحتهم فرصة عودة آمنة، مضيفاً أنه يتمنى أن تحظى قضية هروب السعوديات بإجراءات مشابهة.

ولم يشر مقدم البرنامج في حلقته إلى التقارير الدولية التي تتحدث عن زيادة أعداد لجوء سعوديين وسعوديات السنوات الأخيرة سببها “سياسات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان القمعية”.

وتظهر إحصاءات مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن هناك زيادة ملحوظة في عدد اللاجئين وطالبي اللجوء السعوديين منذ العام 2015، وهو العام الذي ظهر فيه الأمير محمد بن سلمان، في المشهد السياسي للمملكة، وكان آنذاك في التاسعة والعشرين من عمره.

ويقول مراقبون إن الحلقة التي قدمها الشريان تهدف إلى تبرئة بن سلمان من مسؤوليته في ارتفاع أعداد الفارين من المملكة بتحميل المسؤولية للمشاكل الاجتماعية التي مر بها الهاربون من السعودية.

ونشرت شبكة سي إن إن الأمريكية قبل أسبوعين تقريراً أكد أن عدد طالبي اللجوء السعوديين تضاعف بعد حملة ولي العهد السعودي للقضاء على المعارضة في البلاد.

ووفقاً لآخر إحصاءات مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بلغ عدد اللاجئين وطالبي اللجوء السعوديين في العام 2017، نحو 2392 شخصاً.

رصيف 22